لبنان إلى البطولة العالميّة للروبوت

على مدى ثلاثة أيام، استطاع نحو 400 فتى وشاب عربي، شاركوا في البطولة العربية للروبوت، إبراز طاقاتهم وقدراتهم في العلوم والتكنولوجيا، متبادلين الخبرات في مجال صناعة الروبوت

جبيل | «استعمال الروبوت لتأمين سلامة الغذاء»، كان عنوان «البطولة العربية الخامسة للروبوت» التي نظّمتها الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة ـــ LAU فرع جبيل، برعاية رئيس الجمهورية. وركّزت الكثير من المهمّات، التي طلب من المشاركين القيام بها، على استعمال الروبوت لتحقيق سلامة الغذاء ونقله بطريقة آمنة ضمن شروط تحترم السلامة العامّة.

وكان الروبوت الذي أعدّه الفريق اللبناني، «فجر الإبداع 2»، الأقدر على تنفيذ مختلف المهمّات التي كلّف بها، في حين فاز الفريق الأردنيّ N.X.T. leaders بلقب بطل العرب، في البطولة، التي نظّمت بالتعاون مع مسابقة فرست ليغو ليغ لبنان، وشارك فيها 400 طالب، شكّلوا 56 فريقاً من لبنان، الأردن، الإمارات العربيّة المتّحدة، سوريا، السعوديّة، قطر، الكويت ومصر. ويتأهّل الفريقان الرابحان إلى المشاركة في البطولة العالميّة للروبوت التي تستضيفها الولايات المتّحدة الأميركيّة العام المقبل.

«استطعنا رفع اسم لبنان عالياً في عالم الروبوت الذي يعدّ جديداً على المنطقة» يقول لـ«الأخبار» الطالب عبد الرحمن الزين، وهو أحد الأعضاء السبعة من الفريق اللبنانيّ الذي حقق لقب بطل المهمّات. الزين، الذي سبق له أن شارك العام الماضي في البطولة، وصف التجربة بالرائعة التي زادته خبرة، مشيراً إلى أنّه خضع وأعضاء الفريق لتمارين مكثّفة قادتهم الى الفوز في اليوم الأوّل من المسابقة، وإلى الحفاظ على المستوى عينه الذي أوصلهم الى المباراة النهائيّة بوجه الفريق السوريّ، إذ استطاعوا تنفيذ أكبر عدد من المهمّات والحصول على العدد الأكبر من النقاط، ما جعلهم يحصدون اللقب. ابن السادسة عشر عاماً فاز، كونه الأكبر سنّاً ضمن فريقه، بمنحة من جامعة LAU، وهو سيكمل تخصصه في الهندسة كما قال. وعن التحضيرات، تحدّث مدرّب الفريق الرابح باسم حموضة عن تدريبات خضع لها الفريق بمعدّل أربع ساعات على مدى أربعة أيّام في الأسبوع، قبل أن تتكثّف في الأسابيع الأخيرة وتلامس الست ساعات يوميّاً. أعضاء الفريق هم جميعهم طلاب في مدرسة الإيمان الإسلاميّة في طرابلس، والروبوت الذي نفّذوه استطاع تحقيق العلامات الأعلى في الجولات التي خاضها. ورأى المشرف على الفريق زكريا صبّاغ أن النتيجة طبيعية لأن «من جدّ وجد ومن زرع حصد، لذا استطاع فريق فجر الإبداع 2 أن يتألّق بالفوز».

رئيس اللجنة التنظيميّة للبطولة، والأستاذ في الهندسة الصناعيّة في LAU، د. رامي حريق، وصف البطولة هذا العام بـ«المهرجان الطالبيّ الذي شكّل مساحة للمنافسة العلميّة في إطار ثقافيّ أتاح تشارك الطلاب وتبادل الخبرات في ما بينهم». وشرح حريق عن المسابقة التي ترتكز على تصميم وبرمجة الروبوتات وتنفيذ مهمّات محددّة في المسابقات التي تتضمّنها، ومسابقة فرست ليغو للطلاب من عمر 9 إلى 16 سنة، مسابقة تتبع الخطّ للطلاب من عمر ما دون 14 سنة، مسابقة السومو للطلاب ما دون الـ 20 سنة ومسابقة جمع الكرات للطلاب من عمر 18 سنة وما فوق. أمّا اللجنة التحكيميّة فقد ضمّت 50 دكتوراً من LAU ومن جامعات مختلفة في لبنان.

البطولة التي استمرّت ثلاثة أيّام، بدأت يومها الأوّل بتعريف الطلاب على جبيل وقلعتها الأثريّة ومعالمها وسوقها القديم ومينائها، تعرّف بعدها الطلاب على الجامعة وشاركوا في محاضرة عن سلامة الغذاء مع ليا نوفل، وخصوصا أنّ موضوع المسابقة كان «استعمال الروبوت لتأمين سلامة الغذاء». كما تعرّف الطلاب على مهارات القيادة مع إيلي سميا من وحدة الـOutreach and civic engagement.
أمّا اليوم الثاني فخصص لعرض الطلاب أبحاثهم التي مرّت بلجان أربع، الأولى لتقويم البحث بعد عرضه، الثانية لتقويم العمل كمجموعة، الثالثة تقنيّة تتناول كيفيّة البرمجة قبل أن ينزل الروبوت في المرحلة الرابعة «عالساحة» لينجز المهمّات. الفريق الأردنيّ الذي فاز ببطل العرب هو الفريق الذي حقق أكبر عدد من العلامات في اللجان الأربع، أمّا الفريق اللبنانيّ فهو الفريق الذي حقق الروبوت الذي أنجزه أكبر عدد من العلامات في إنجازه للمهمّات.
«واحد واحد واحد الشعب العربيّ واحد»، إحدى العبارات التي رددها المشاركون خلال المسابقة، حسب حريق الذي ثمّن مشاركة 110 طلاب متطوّعين من LAU عملوا على إنجاح هذا «المهرجان».

السابق
سنة على الثورة..سنة على الوجود
التالي
نينجا إيرانيات