الانباء: متظاهرون استنكروا زيارة السفير السوري لدار الفتوى بعد كل مجزرة

انشغلت الدوائر الأمنية والعسكرية بزيارة أثارت جدلا في بيروت قام بها السفير السوري علي عبدالكريم علي الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني امس، فيما اخبار مجازر حمص تضج في لبنان.

المفتي قباني أبلغ السفير وجوب وقف القتل في سورية بينما رد السفير هذا الى من يصفهم النظام بالعصابات الممولة والمسلحة من الخارج.

وكان يفترض ان يستقبل المفتي قباني السفير علي في دار الفتوى في منطقة عائشة بكار، لكن ارتئي ان يتم اللقاء في منزل المفتي في تلة الخياط لاعتبارات أمنية واضحة تحت ضغط اعتراض الجماعات الاسلامية.

وقد بقي نقل مكان اللقاء خفيا حتى قبل ساعة من حصوله في الثانية عشرة ظهرا، وعندها تحرك المعترضون على الزيارة باتجاه منزل المفتي وهم يرفعون أعلام الثورة السورية وشعارات مثل «الشعب اللبناني يريد طرد السفير السوري» و«دار الفتوى ليست مزارا للجزارين».

وغلب العنصر الطلابي على المحتجين الذين تبين ان بعضهم ينتمي الى جمعية التقوى الاجتماعية السلفية الطابع.

وقد نفى تيار المستقبل والجماعة الاسلامية تبني هذه التظاهرة الا ان الحركتين اعترفتا بأن بعض عناصرهما قد يكونون شاركوا في التظاهرة الاعتراضية عفويا وبحماس ذاتي.

وقبل قليل من موعد وصول السفير السوري وصلت الى المكان مجموعة شبان من حزب البعث، دون أعلام أو يافطات لكن الجيش وقف بين الطرفين.

زيارة بعد كل مجزرة

وفيما كانت قوى الجيش والأمن تتمركز بين الطرفين، وصل موكب السفير السوري من طريق فرعي، على مرأى من الجميع، وخصوصا المعترضين، الذين لاحظوا انه بعد كل مجزرة يرتكبها النظام في سورية، يأتي السفير السوري الى دار الفتوى ليطلق تصريحات التغطية لما يحصل في بلده.

وعلمت «الأنباء» ان بعض الجماعات الاسلامية دعت الى اداء صلاة الفجر في مسجد محمد الأمين اليوم، على ان تتخللها صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا في مجازر النظام في حمص.

المفتي للسفير: يجب وقف القتل

وبعد اللقاء أبلغ المفتي قباني السفير السوري ادانته لإراقة الدماء وسقوط آلاف الشهداء والضحايا والأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من أبناء سورية الشقيقة بعد المجازر الأخيرة لاسيما مجزرة حي كرم الزيتون وحي العدوية في حمص التي استهدفت أسرا بريئة بكاملها.

وأبدى سماحته تخوفه وقلقه مما ستؤول اليه مجريات الأحداث في سورية.

ودعا مفتي الجمهورية الى العمل الفوري على وقف القتل في سورية ووضع حد لاستباحة الدم البريء واستحلال قتل النفس التي حرّم الله الا بالحق وهو أمر واجب في ميزان الدين والأخلاق والانسانية.

وختم بالقول: نسأل الله تعالى ان يحفظ سورية وشعبها الشقيق ووحدتها الوطنية لتبقى عند امل أمتها بها.

بدوره، قال السفير علي بعد اللقاء ان سورية بخير، وردا على سؤال قال ان من يتظاهر معنا اضعاف اضعاف من يهتفون ضدنا ممن تشوشت الصورة لديه ان يخاطب وجدانه وضميره لأن امن سورية ودم سورية يجب ان يكون مصلحة لجميع الاشقاء، وبالتالي ما يقوم به التحريض الاعلامي وما تقوم به بعض الاصوات السياسية في هذا البلد العزيز او في البلدان الشقيقة وفي العالم طبعا وعلى رأسهم اميركا واسرائيل، هذا يجب على كل الغيورين على الامن والعدل والحق والكرامة التي تمثل سورية واحدة من اهم الرافعات لهذه القيم حيث يجب ان ينتبه الجميع وان يحسبوا خطواتهم ومواقفهم، لأن في هذا أذى لهم وأذى لكل الشعب في سورية ولبنان، ولكن سورية بخير ويجب ان يطمئن الجميع، والذين مع سورية ومع العدل والحق الذي تمثله سورية هم النسبة الكبرى في كل البلدان وفي العالم ايضا، العالم الاقوى هو الذي يقف في وجه هذه المؤامرة وفي وجه الرهانات التي حاولت ان تلغي دور سورية وان تفكك دور سورية وان تلغي دور الصوت الذي يقف في وجه اسرائيل والاطماع الاميركية في المنطقة والهيمنة عليها، لكن كما ترون وكما تشير كل التقارير هذه الرهانات صارت في مرحلة الضعف والتقهقر وسورية بخير اطمئنوا، وان شاء الله لبنان بخير، والحوار بين الثقافات وبين الاديان يجب ان يكون حصانة لكل المجتمعات ومنها لبنان، وهذا ما اكده سماحة المفتي وما نرجوه من كل المنابر الدينية والفكرية والسياسية، وهذا ما تجلى في خطابات رجال الدين في سورية ولبنان والمنطقة.

وختم بالقول: لقاؤنا مع مفتي لبنان تركز على الحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية والوحدة الوطنية السورية والعلاقة الاخوية بين البلدين، وركز المفتي قباني على ضرورة الحفاظ على لغة التفاهم والعيش المشترك ونبذ الفتنة وعدم الاصغاء للاصوات التي تحرض على الفتنة الداخلية، سواء في لبنان او في اي بلد مجاور او في العالمين العربي والاسلامي.

في غضون ذلك، اعلن المستشار الصحافي للرئيس الايراني بعد لقائه وزير الخارجية عدنان منصور ان لبنان لن يشارك في مؤتمر طهران حول سورية تحضره سورية والعراق.

وقال المستشار علي اكبر جوان فكر ان لم تسمح الظروف بمشاركة لبنان فإننا سنضع الحكومة اللبنانية في اجواء المقررات والنقاط المطروحة.

الدعوة وجهها وزير الخارجية الايرانية علي اكبر صالحي الى وزير الخارجية عدنان منصور، وقد جرت مشاورات بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي تقرر من خلالها عدم المشاركة التزاما بسياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية وأحداث المنطقة.

في هذا الوقت، خرج الجدال بين القوات اللبنانية والبطريرك الماروني الى السطح بالحديث التلفزيوني لرئيس القوات سمير جعجع الذي اطلق النار على البطريرك الراعي الواقف الى جانب وئام وهاب وفايز شكر وروسيا الى جانب النظام السوري.

ورد البطريرك من الدوحة بأنه سيتصل بالدكتور جعجع فور عودته الى بيروت (امس).

بدوره، اشاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالجهود التي يقوم بها البطريرك الراعي من اجل الحفاظ على الوجود المسيحي الحر في الشرق كرسالة حضارة وتفاعل وحوار، واشاد بدعمه للديموقراطية بعيدا عن الاحادية والعنف والتطرف.

تصريحات جعجع

وكان جعجع قال ان البطريرك الراعي بتصريحاته الاخيرة يحور كل تاريخنا، وانا لا افتخر به، لأنه مؤيد للنظام السوري ولبقائه في الحكم.

واعتبر جعجع ان قراءة البطريرك تختلف عن قراءة 99% من العالم، ومن ضمنهم الفاتيكان، وتساءل: ألا يعرف البطريرك ان 55% على الاقل من المسيحيين هم ضد نظام الاسد وثمة آلاف القتلى على يده، ولدينا مئات المعتقلين في سجونه؟ كما تساءل جعجع عما يجبر البطريرك الماروني على الادلاء بمثل هذه التصريحات؟ فرئيس الجمهورية ميشال سليمان اتخذ موقفا منطقيا مما يجري في سورية والرئيس ميقاتي هل تكلم يوما بنسبة 1% مما قاله البطريرك؟

واضاف جعجع قائلا: هل يعقل ان اكثرية الدول لديها موقف تجاه سورية بينما بطريرك الموارنة الى جانب وئام وهاب وفايز شكر وروسيا؟

جعجع اعتبر في مقابلة تلفزيونية مع قناة «ام.تي.في» ان النظام السوري يحفر حفرته بيده، واصفا الحكومة الحالية بأنها الاسوأ في تاريخ لبنان.

السابق
اللواء: تصريحات الراعي تذكي الإنقسام الماروني وإتصالات لجمعه مع جعجع
التالي
كتاب التاريخ