اللواء: تصريحات الراعي تذكي الإنقسام الماروني وإتصالات لجمعه مع جعجع

تأخر مشروع الصيغة الحكومية للانفاق المالي لاسباب تقنية حسابية، وتأكد ليل امس انه لن يعرض على جلسة مجلس الوزراء، لان وزير المال محمد الصفدي طلب مهلة اضافية لانجاز قطع الحساب.
وفي السياق، علمت "اللواء" من مصدر وزاري مطلع ان التعيينات ستغيب ايضاً عن الجلسة، لتستأثر قضية اقرار مرسوم انشاء هيئة ادارة قطاع النفط، حيث سيتقدم ملف تعيين الاعضاء على ما عداه، من ضمن توافق سياسي على الاسراع بانجاز هذا الملف لاسباب باتت معروفة وهي تتصل بالسباق اللبناني على تعيين الثروة النفطية في المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية، بالاشتراك مع قبرص.
وفي حين يطمئن اطراف الحكومة الى وضع الملفات الصعبة على نار هادئة، من ضمن مهلة زمنية معطاة لاعادة تقييم الموقف في سوريا، في ضوء التطورات الجارية على غير صعيد، والمقاربات اللبنانية على اختلافها والتي تلتقي عند ابعاد التداعيات الخطيرة، لا سيما الشق الامني منها عن الساحة الداخلية، ينتظر لبنان محطتين:
الاولى اليوم ذكرى انطلاق حركة 14 آذار للعام 2005 والاحتفال الذي سيجري في "البيال" لهذه المناسبة عند الرابعة من بعد الظهر،
والثانية، بعد غد الجمعة، الذكرى الـ34 لاغتيال كمال جنبلاط مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث سيحتفل الحزب وحلفاؤه في بعقلين بالمناسبة، وسط تحولات دراماتيكية في موقف رئيس الحزب وليد جنبلاط من الازمة السورية والنظام، انتقلت من ادانة تجربة الرئيس حافظ الاسد على لسانه الى المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد على لسان وزيره غازي العريضي.
ورجح مصدر وزاري ان يوضع المشروع المتعلق بقطع حساب الانفاق المالي عن السنوات الماضية على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم لمناقشته واقراره تمهيداً لاحالته الى مجلس النواب لدرسه في لجنة المال ومن ثم رفعه الى الهيئة العامة، وفي حال حصول ذلك فربما تستغرق العملية اكثر من شهر، إلا ان مصدراً حكومياً أكد لـ"اللواء" ان مشروع قطع الحساب لن يطرح اليوم لاسباب تقنية، وربما يطرح في الاسبوع المقبل، رغم ان توافقاً حكومياً حصل بين الرئيس نجيب ميقاتي وممثلي الاطراف المكونة للحكومة على صيغة قطع الحساب للانفاق الحكومي من العام 2006 للعام 2010.
واوضح المصدر ان التوافق حصل في اجتماع السراي امس الاول بين الرئيس ميقاتي وجمعه مع الوزراء محمد فنيش وعلي حسن خليل وجبران باسيل، في حضور النائب ابراهيم كنعان، على اساس قطع حساب كل سنة بمفردها، وكان هناك اتجاهاً لعرض الصيغة على مجلس الوزراء اليوم، إلا ان الوزير الصفدي حضر مساءً الى السراي وطلب من الرئيس ميقاتي مهلة من الوقت لاستكمال اعداد جداول قطع الحساب، وتقرر بناء على ذلك عدم عرض الصيغة اليوم للاسباب التقنية المشار اليها.
واشار المصدر الى ان الجلسة التشريعية لمجلس النواب ستعقد غداً من دون ان يتضمن جدول الاعمال موضوع الانفاق المالي، لكنها توقعت اضافة بعض البنود على الجدول المتبقي من الجلسة الأخيرة، والتي كان أبرزها الاقتراحين المتعلقين ببدل النقل وتخفيض السنة السجنية إلى 9 أشهر.
وفي هذا السياق، كشف قطب نيابي في المعارضة انها (أي المعارضة) في حالة هدنة غير معلنة مع الحكومة، مشيراً إلى انها لا تنوي في اللحظة الراهنة تطيير الحكومة لاعتبارات تتصل بوضعية الائتلاف الحكومي الراهن والمعارضة بحد ذاتها.
وأكّد القطب ل "اللواء" أن الحكومة في وضعها الراهن تبقى أفضل من استقالتها او اسقاطها والدخول في أزمة تشكيل حكومة جديدة، ولذا فان المعارضة ترى انه لا مانع من بقاء الحكومة إلى ما قبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات النيابية المقبلة، حيث يفترض أن يصار إلى الضغط من أجل تأليف حكومة حيادية تشرف على الانتخابات.
"المستقبل"
ولم تشأ كتلة "المستقبل" النيابية، في اجتماعها الأسبوعي أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، أن تحدد موقفاً من تطورات قضية رفع سقوف الانفاق الحكومي لمعالجة مسألة الانفاق من خارج القاعدة الاثني عشرية المتكرر منذ العام 2006 إلى الآن، وذلك بانتظار صيغة مشروع القانون الذي تعهدت الحكومة باعداده، على ان يتم التعامل مع الحل المقترح على أساس الانطلاق من قاعدة تشريعية واحدة ودون أي تمييز في المعالجة بين السنوات 2006 و2011.
إلا أن الكتلة حددت موقفاً غير إيجابي من مشروع المرسوم المعروض على مجلس الوزراء اليوم لإنشاء هيئة إدارة قطاع النفط، مشيرة إلى أن المشروع لا يشتمل على النظام المالي للهيئة، فضلاً عن انه يعطي الوزير بعض سلطات الرقابة المالية على الهيئة، مخالفاً بذلك القانون وأحكام المرسوم الاشتراعي رقم 82/83 لجهة تنظيم ديوان المحاسبة الذي يخضع الهيئة للرقابة اللاحقة للديوان.
وشددت الكتلة على ضرورة الأخذ بملاحظات مجلس شورى الدولة في ما خص تعيين رئيس وأعضاء الهيئة والحفاظ على الاستقلال الإداري والمالي الكامل لها، حماية لهذا القطاع من التدخلات والضغوط السياسية، ولتحصين الهيئة من تدخلات وزير الوصاية على بعض قراراتها التنظيمية والإدارية والمالية.
جنبلاط
وفي مجال آخر، دعت الكتلة الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار سريع وعاجل بتشكيل لجنة دولية عربية محايدة للتحقيق بالمجازر الشنيعة التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه الأعزل، كما دعت الحكومة اللبنانية لاتخاذ قرار جدي باغاثة النازحين السوريين وتأمين المأوى لهم وإعانتهم بشكل فعّال.
وفي حين لوحظ أن الاحتفال بانتفاضة الاستقلال هذه السنة، سيغيب عنه الحشد الجماهيري الذي اعتادت عليه قوى 14 آذار في كل عام، واستعاضت عنه بمهرجان سياسي في "البيال" لاعلان وثيقة سياسية باتت عناوينها معروفة، بعد الاستماع إلى شهادات من ناشطين في المجتمع المدني، بسبب ظروف سياسية وأمنية باتت معروفة أيضاً، وتتصل بتطورات الأزمة السورية وتداعياتها على الساحة اللبنانية، كشفت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ "اللواء" أن الحزب لن يشارك في مهرجان "البيال" اليوم، خلافاً لحضوره إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، لأن الحدث يخص فريقاً سياسياً سيعمد إلى إصدار وثيقة خاصة به، لكنها لفتت إلى أن عدم الحضور لا يعني التنكّر لحركة 14 آذار الذي كان الحزب أحد مؤسسيها.
وفي المقابل، أكد بيان لمفوضية الإعلام في الحزب الاشتراكي، أن إحياء الحزب لذكرى اغتيال كمال جنبلاط سيكون عادياً وعفوياً، وسيقتصر على وضع زهرة على ضريح جنبلاط الأب يوم الجمعة.
إلا أن معلومات خاصة بـ "اللواء" أكدت أن الحزب الاشتراكي يحضّر لاحتفال سيقام الجمعة في بعقلين، سيكون النائب جنبلاط أحد خطبائه الرئيسيين، إلى جانب النائب مروان حمادة، وسيكون له موقف وصف بأنه تصعيدي من النظام السوري.
تصريحات الراعي
وعلى صعيد آخر، بدا واضحاً، أن مهمة البطريرك الماروني بشارة الراعي، لم تعد موضع إجماع على الساحة المسيحية، بعد التصريحات الأخيرة له خلال زيارته لكل من الأردن وقطر، والتي أدت إلى اشتباك كلامي بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، على خلفية هذه التصريحات التي انتقدها جعجع فيما تضامن معه عون، وأشاد به رئيس الجمهورية ميشال سليمان. أما الراعي الذي عاد مساء الى بيروت، فقد اعتبر أن الذين أشادوا به "قرأوا نصوص تصريحاته كاملة، أما الذين اجتزأوا قراءة النصوص فهم مثل أولئك الذين يقرأون كلمة "لا إله" فقط ولا يتبعونها بكلمة "إلا الله". ورأى أن قول "لا إله" هي قول جاهل، ونحن مشكلتنا في لبنان عن عمد أو غير عمد لا يُقرأ النص بكامله".
وكان الراعي قد أوضح أثناء وجوده في الدوحة أنه سيتصل بجعجع عند عودته إلى بيروت لاستيضاحه وجهة نظره من تصريحاته.
الشبكة السلفية
أمنياً، كشفت معلومات أن زعيم الشبكة السلفية التي كشفها الجيش اللبناني من بين صفوفه، موجودة في أحد المخيمات الفلسطينية، وسيسلم قريباً بعد الاتفاق على الآلية بين الجيش والمنظمات الفلسطينية.
وذهبت هذه المعلومات إلى حد التأكيد أن زعيم هذه الشبكة ويدعى أبو محمد ط. موجود في مخيم عين الحلوة وهو مسؤول كتائب عبد الله عزام التابعة لتنظيم "القاعدة"، وأن القوى الفلسطينية والإسلامية داخل المخيم تجري اتصالات في ما بينها لتسليم المطلوب، لتجنيب تحويل المخيم إلى جزيرة أمنية أو مأوى للفارين من العدالة.

السابق
من “حطين” الى جبال العلويين
التالي
الانباء: متظاهرون استنكروا زيارة السفير السوري لدار الفتوى بعد كل مجزرة