قبلان: لنأخذ العبرة مما حصل في بلدنا ونتحرى الحقيقة

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "إن الأديان نعمة كبيرة، وهدي مستقيم وطريقة مثلى، فالدين الإسلامي العظيم همه الوحيد تربية الناس وتهذيبهم وإرشادهم واستقامتهم، والأنبياء قادة لإرشاد الناس وتهذيبهم وتربيتهم".

وقال قبلان "إن العمل العبادي الذي يقوم به الإنسان يهديه ويبعده عن الضلالة ويرشده إلى الخير، فالأمور لا تستقيم الا بالسلوك الصحيح والعمل المخلص والأخلاق الفاضلة، لذلك فان علينا ان نرسم خطة لمسلكيتنا وسيرتنا حتى نتجاوز الطفيليات والصغائر ونسلك الطريق المستقيم، فالإنسان بأخلاقه ووضعه الاجتماعي وعمله الذي يرضى به الله، لذلك فالمطلوب منا ان نجد في تهذيب النفس والبعد عن المنكر وتقويم السلوك وتجنب الفساد والفتن، إن الانسان معرض للهفوات، ولكنه يضبط نفسه بالعمل الجاد والاستقامة فيبرهن عن حسن سلوكه ومدى استقامته وتمسكه بالمعروف والبعد عن المنكر والفساد والفحشاء، ولقد ورد في بعض الأخبار إن رجلا طلب من احد الأئمة المعصومين ليعظه فقال له الإمام: "لا تغضب، إن الغضب شطط وخروج عن الاستقامة، وعلينا ان نتمسك بمعالم الدين ونتوجه التوجه الصحيح حتى نسمو عند الله، وعلينا ان نتجنب الغرور وحب الذات فنكون مستقيمين من أصحاب الأخلاق الحسنة، فلا يتسرع الإنسان في أحكامه لانه مطالب ان يكون في وعي واستقامة على نهج الحق، وخاصة ان ميزة الإنسان بأخلاقه وسلوكه وتعاطفه مع الآخرين فيحمل الإنسان أخاه على الأحسن ولا يصوب سهامه إلى أصحاب الحق والعدل والإنصاف فلا يظلم أخاه ويخذله ويخونه".

وأكد "ان الأديان جاءت لتهذيب الإنسان وإصلاحه ومده بالأخلاق والسلوك المستقيم، لذلك فان علينا ان نبتعد عن الفوضى والارتجال ولا يصوب احد السهام إلى رجال الحق، فنكون كراما في تصرفاتنا ونبتعد عن السيئات، وعلينا ان نقتدي برسول الله الذي بعثه الله إلى الناس كافة ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الخير، ولقد جعلنا الله امة وسط وخير امة أخرجت للناس بعيدة عن الفوضى والارتجال، وعلينا ان نكون كريمين مستقيمين متحلين بالأخلاق الفاضلة، نتجنب الأفعال الذميمة لنكون في رحاب الحق مع النبي الصادق الأمين والأئمة الطاهرين فنهدأ من أعصابنا ونستقيم في مسلكياتنا وأقوالنا وعبادتنا ومعاملاتنا".

وشدد على ان "الإسلام هو الميزان في التصرف والسلوك، وما يجري على الأرض من تحركات واضطرابات لا تمت إلى الدين بصلة، ولا ترتكز على مبادئ قويمة وثابتة، فلنكن دائما في تبصر وتفكر وتدبير ونبتعد عن كل حساسية ومراوغة وكذب ونفاق، فلا نقرب الينا الماكر ونبعد عنا المنصف، وعلينا ان نعود إلى نبي الرحمة محمد والأئمة الطاهرين لنكون دائما في يقظة وصحوة ولا نكيل الاتهامات لاحد ولا نظلم العباد فنكون في خير وعافية بعيدين عن العصبية والغضب والمراوغة، وعلينا ان نكون منصفين للناس، نلتزم كلمة الحق والمعروف، ونحسن للآخرين وننصفهم، فالإسلام دين الإنصاف والحكمة، وعلينا ان نكون بعيدين عن المنكر والخديعة، ان ما يجري على الأرض العربية من سفك للدماء وقتل وحرب وهلاك أعمال باطلة بعيدة عن الاستقامة جراء تمسك البعض بالشر، وعلى الجميع ان يعلموا ان القتل لا يجدي، وعليهم ان يكونوا على خط الاستقامة فيأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وخاصة ان بلادنا تعيش القلق والهموم والمكاره، وعلى الجميع ان يحفظ دماء الناس ويعملوا الخير".

ودعا قبلان المسلمين إلى "التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية فيبتعدوا عن النفاق والشقاق، وعلى العرب والمسلمين ان يعودوا إلى دينهم وتراثهم وسنة نبيهم ويلتزموا نهج الاستقامة لان الاستقامة عين الكرامة فيبتعد الجميع عن المشاكسات والخلافات ويلتزموا بأوامر الله تعالى الذي أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر فنعمل بصدق وجدية لمرضاة الله بعيدين عن سخطه ومعاصيه حتى نكون في خير وعافية".

ورأى "ان لبنان عاش المشاكل الكثيرة، وعلى اللبنانيين ان يستفيدوا من المشاكل التي عصفت ببلدهم فيتعظوا ويأخذوا منها العبرة ويصلحوا المسيرة ويبتعدوا عن المنكر، وعليهم ان يتحروا الحقيقة ويعملوا للوصول اليها ويتعاونوا على البر والتقوى ويتصدوا للمنكر، وخاصة ان لبنان في فم التنين، وعلينا ان نحفظ وطننا بالعدالة والاستقامة وإلانصاف ونبتعد عن المراوغة والمشاكسة، ولا يجوز ان نختلف على ابسط الأسباب، وعلينا ان نضع مقاييس وموازين للعدالة فنكون منصفين، مصلحين، مخلصين، عاملين لمصلحة وطننا، فلا نختلف على ابسط الامور من كهرباء ومازوت وبدل للنقل، فنحن في حاجة إلى رجال عقلاء صادقين من أهل التقوى والورع لأننا نريد ان نبني وطنا متماسكا صحيحا خيرا يعيش فيه المواطن في هدوء وسكينة واستقرار".
وطالب "الجميع بالهدوء والتروي والانفتاح وقبول الأخر فيتحرك اللبنانيون لجمع الكلمة ولرأب الصدع ولم الشمل فنكون مع الله في السراء والضراء والشدة والرخاء لنبرهن اننا من خيرة الله العاملين في خط الاستقامة والورع".  

السابق
رعد: أي تغيير في منطقتنا لا يلحظ تعزيز وتحصين المقاومة هو عودة الى الوراء
التالي
احتفال بذكرى استشهاد قادة المقاومة في النبطية