المركزية- أعلنت صحيفة "الجريدة" الكويتية أن وراء الخطاب اليومي المحتدم في شأن إيران، يواجه المخططون الإسرائيليون موقفاً محرجاً يحتم عليهم اتخاذ قرارات بالغة الصعوبة حول طريقة شن أي حرب مستقبلية. ولفتت الى أن على القادة الإسرائيليين أن يفكروا بإيجابيات وسلبيات أي ضربة عسكرية على الترسانة الصاروخية التابعة لعميل إيران في لبنان، أي "حزب الله" الشيعي المتطرف. ويجب أن تقرر قوات الدفاع الإسرائيلية ما إذا كانت تريد فتح جبهتين في الوقت نفسه أو ترك "حزب الله" وإيران يأخذان مبادرة شن اعتداء هائل على المدن الإسرائيلية الشمالية.
واشارت الى أنه نظراً إلى العلاقات الوثيقة التي تجمع "حزب الله" مع إيران، يمكن أن نفترض أن أي ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران قد تدفع "حزب الله" إلى فتح جبهة حرب، لكن لا أحد يمكنه تأكيد ذلك.
وقالت: "يفترض المخططون العسكريون الإسرائيليون أن "حزب الله" سيبادر إلى الهجوم، لذا هم يفضلون استباق أي اعتداء مماثل والتخلص من أخطر الصواريخ البعيدة المدى قبل إطلاقها.
وسيزيد هذا الوضع تعقيداً بسبب استمرار الحرب الأهلية في سوريا، فمن المعروف أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد هو أكثر ولاءً لإيران و"حزب الله" من نظام والده. مشيرة الى أن بشار الأسد يواجه صراع حياة أو موت للصمود في منصبه اليوم. فهل سيفكر بشار بالاعتداء على إسرائيل في حال شنت هذه الأخيرة هجوماً على إيران ولبنان في محاولة يائسة لتعبئة الحس القومي محلياً؟ بما أن سورية تملك مئات صواريخ "سكود" ورؤوساً حربية كيماوية سامة، يطرح هذا البلد مشكلة عسكرية خطيرة بالنسبة إلى أي مخطط يفكر بالتحرك العسكري. واعتبرت أنه لا شك في أن تداعيات استهداف إيران ولبنان في الوقت نفسه ستكون كبيرة على المستوى السياسي. فقد يكون التعاطف مع إيران الفارسية محدوداً في العالم العربي، غير أن تعاطف لبنان معها سيكون أكبر حتماً ولا سيما إذا أقدمت إسرائيل على شن الضربة الأولى. ويمكن أن تتوقع إسرائيل صدور إدانة من الجهات المختلفة في حال اعتدت على إيران فعلاً. وستتصاعد الانتقادات الموجهة ضدها أكثر بعد إذا خاضت الحرب ضد "حزب الله" وقصفت بيروت. ورأت أن على المخططين الإسرائيليين أن يفكروا باحتمال نشوب حرب متعددة الجوانب منذ اللحظة التي تتعرض فيها إيران للاعتداء.
