المؤامرة الإيرانية المتجددة

ثمة إشارات قوية تؤكد ان الهجمة الإيرانية الشرسة على مملكة البحرين ستزداد عنفا وضراوة خلال الأيام القادمة في عملية إقليمية واسعة لخلط الأوراق وكجزء مركزي وفاعل من محاولات تخفيف الضغوط الدولية والإقليمية على النظام السوري المجرم الحليف الطبيعي والستراتيجي للنظام الإيراني , فبعد أيام قليلة ستحل الذكرى السنوية الأولى لأحداث التخريب المؤسفة في مملكة البحرين والتي أدت لكارثة وطنية هدفت لإحياء الفتنة وتمزيق الوطن البحريني الجميل الصغير, والعريق بأصالته وعروبته, تحت صهيل شعارات تدليسية ووفق مطالب إصلاحية معلنة مطلوبة بكل تأكيد ولا يرفضها أحد , فملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كان قد أعرب عن رغبته الأكيدة في التفاعل مع المطالب الإصلاحية المعقولة, وفوض ولي عهده بالتعامل التام والكامل مع ذلك الملف, إلا أن الإرادات الخبيثة التي كانت ترفع شعارات حق أريد بها باطل لم تكن تهدف فعلا الى اي إصلاحات وطنية أضحت ملحة ومطلوبة للحاكم قبل المحكوم, بل تسللت من خلف تلك الشعارات والمطالبات لتفعيل ملف الفتنة الوطنية والطائفية, ولخلق حالة فوضوية شاملة في مملكة البحرين تناغما مع رغبات أولي الأمر والمشورة وأهل الحل والعقد في طهران! فتجمع اللؤلؤة الذي كان باكورة الأحداث لم يكن مجرد مهرجان وطني بريء من الأغراض المعروفة, بل أريد له أن يكون عنوانا شاملا لفتنة داخلية لن تبقي أو تذر وتحت شعار الإصلاح والمظلومية المزعومة , وقد توضحت الأمور بشكل جلي من خلال التفاعلات وردود الفعل للجماعات الإيرانية في المنطقة التي كانت تعزف على نفس الوتر نفسه وتدق الإيقاعات نفسها, فعصابة مقتدى الصدر في العراق وبقية أهل اللوبي الإيراني هناك كانوا يتناغمون مع ما تطرحه عصابة حسن نصر الله في لبنان وبقية الجماعات الإيرانية ذات الولاءات المعروفة في بعض دول الخليج العربي وبعضهم اليوم قد تحول الى اشياء أخرى! وجميع تلك الأطراف تضاف إليها الجماعات البحرينية الداخلية التي كانت تنسق أمورها وتدير ملفاتها من العاصمة البريطانية لندن ومن خلال المؤسسات الإيرانية المعروفة والسفارات الايرانية في أوروبا أيضا , بل أن الصفاقة قد وصلت حدا تحول فيه العراق العربي الذي كان سورا وعونا لأشقائه في الخليج العربي ليكون وكرا لتلك العصابات الطائفية البحرينية التي شكلت في مدينة النجف العراقية ما يسمى بحكومة البحرين الإسلامية الموقتة!! أي أنهم قد وقعوا على القرار الخياني ببيع بلدهم لجمهورية الولي الفقيه صاحبة الأطماع التاريخية المفضوحة في مملكة البحرين والتي يعتبرها مجلس الأمن القومي الإيراني أرضا إيرانية خالصة! بل أن مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس الشورى الإيراني الآغا كاظم جلالي لا يتورع عن فحش واعتبار البحرين جزءا من الأراضي الإيرانية!! , واستنادا لما تقدم فقد تابعت قبل أيام خطابا للمرشد الروحي الإيراني والولي الفقيه علي خامنئي ألقاه أمام جمع من المدعوين العرب والأجانب في أحد المؤتمرات الأخيرة التي تنظمها السلطات الإيرانية تحدث فيه كعادته الدائمة عن ( التضامن الإسلامي ) ( أسمع كلامك يعجبني.. أشوف افعالك أتعجب )!! ولما وصل فيه الحديث عن شؤون مملكة البحرين وتأييده لما أسماه الثورة الإسلامية فيها, فجأة قطع حديثه مجموعة من عملاء إيران من الحاملين للجنسية البحرينية حيث صرخوا بصوت واحد ( الشعب يريد تحرير البحرين )!!! , وطبعا لم تكن تلك المقاطعة لكلمة الولي الفقيه تحدث أبدا لو أنها لم تكن مرتبة ومتفق عليها مسبقا مما فضح صورة التدخل الإيراني وعراه بالكامل ? والطريف أن جماعة إيران تريد تحرير البحرين ممن يا ترى ? من أهلها وشعبها الطيب الصابر الخلوق المتسامح , كما أنهم يريدون, طبقا لرغباتهم الشريرة, أن يحرروا البحرين من عروبتها وانتمائها القومي الأصيل, وتاريخها العريق الحافل بالأمجاد والممتد لأعماق التاريخ , يريدون تحرير البحرين من شرعيتها الدستورية ومن إنجازاتها الحضارية وتسامحها المعلوم لتتحول الى كانتون طائفي بائس ملحق بولاية الولي الفقيه الأشد بؤسا من البؤس ذاته , ما حصل من ترديد للشعارات الطائفية في حضرة وليهم الفقيه أكثر من فضيحة , وطبعا من الواضح إن الإيرانيين وعملاءهم في ظل الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري الحرج الذي تعيشه إيران يبحثون اليوم عن متنفس لإثارة الفتنة وبهدف خلط الأوراق الإقليمية ومحاولة الحفاظ على القيادات الفاشية الحليفة لهم والحاضنة لزمرهم التخريبية في دمشق كي يستطيعوا البقاء بعد أن لفظتهم شعوبهم , وعملاء إيران طبعا لن يغفروا ل¯"مجلس التعاون الخليجي" وللمملكة العربية السعودية بالذات دورهم الستراتيجي الكبير من خلال عمليات قوات درع الجزيرة في درء الفتنة والحفاظ على استقلال وهوية البحرين التاريخية التي لن تستطيع أبدا زمر من العملاء والمندسين وشذاذ الآفاق من التلاعب بمفرداتها , فأمن البحرين خط أحمر ومنيع أمام كل قوى البغي والعدوان والشر القادم من إيران وعملائها الإقليميين المنتشرين اليوم في العراق ولبنان وبعض مناطق الخليج العربي.
لن ينجح الشعوبيون واحفاد البرامكة ودهاقنة الغدر والتسلل من فرض رؤاهم, وستبقى البحرين درة في بحر الخليج العربي وبقيادة شرعيتها الدستورية والتاريخية التي قررت بمعونة الأشقاء في الخليج العربي سحق الفتنة وقطف رؤوس صانعيها , نعم الشعب في البحرين يريد التحرر التام من الإرهاب والغطرسة واللؤم والخبث الإيراني الذي سيرتد في النهاية لنحورهم , ولن تنجح الفتنة أو تجد حاضنة لها في بحرين العروبة والإسلام والتسامح والانفتاح.  

السابق
في مطار بيروت… 
التالي
نصر الله لم يكن يعترف بإيرانيته!