اللواء: رئيس الحكومة من طرابلس: آن الأوان ليكون مجلس الوزراء منتجاً

دافع تحالف الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط عن القرار الذي اتخذ امس بتعليق عقد جلسات مجلس الوزراء، ريثما يحصل تفاهم سياسي على آلية تعيد الحيوية الى المجلس وتكرس اعرافاً تراكمت منذ العمل في اتفاق الطائف اوائل تسعينيات القرن الماضي، على قاعدة ان ما حصل كان ضرورياً لاحداث صدمة تسقط سيف التهويل العوني وتحمل حزب الله على التدخل لدى حليفه انقاذاً للاستقرار، ودرءاً عن ادخال البلاد في حمأة الازمة السورية المفتوحة على مسارات خطيرة اذا انهارت المحاولات الجارية لانضاج طبخة حل سياسي، دبلوماسي يفسح في المجال امام انتقال هادئ للسلطة في سوريا.

وما اكسب هذه الوجهة مشروعيتها، ما تأكد عن معلومات جدية حول محاولة لاغتيال النائب سامي الجميل، حيث كان يعتزم المشاركة في عشاء في قرية بحرصاف المتنية اليوم، وهو الامر الذي اكده لـ"اللواء" والده الرئيس امين الجميل، مشيراً الى ان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي هو الذي ابلغه عن خطة تستهدف اغتيال النائب الجميل، وان التحضيرات للمحاولة اكتملت لها في الساعة والمكان المحددين الذي كان من المقرر ان يتواجد فيه، لكنه تحفظ عن بقية التفاصيل او عن معلومات اضافية قد تكون في حوزة الجهاز الامني اللبناني.
واذا كانت الحركة الرسمية على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة صبت في اتجاه ان لا استقالة ولا اعتكاف، فترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً للجنة استجرار الكهرباء بالبواخر في حضور وزير الطاقة جبران باسيل، واعلن الرئيس سليمان انه متفق مع رئيس الحكومة على آلية توصل اصحاب الكفاءة ونظافة الكف من المديرين الجدد، فإن مرجعاً رفيعاً قال لـ"اللواء" ليل امس ان "اي مسعى جدياً لم يسجل لمعالجة ذيول جلسة الاربعاء الماضي، لا سيما من قبل الرئيس نبيه بري او حزب الله الذي ربما تريث الى مطلع الاسبوع المقبل لاعلان موقف بما يجري على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله الذي سيتحدث الثلاثاء في احتفال الحزب بذكرى المولد النبوي الشريف، مع العلم أن مصادر عونية أدرجت زيارة الوزير باسيل إلى بكركي لوضع البطريرك الماروني في أجواء ما جرى في مجلس الوزراء، وكيف أن وزراء عون يسعون للدفاع عن الحق المسيحي في تعيين الموظفين المسيحيين بموافقة مرجعياتهم، في إشارة إلى عون، مع الإشارة الى أن البطريرك الراعي سبق وتفاهم مع رئيس الجمهورية على دعمه للمرشحين الذين يتبناهم سليمان.
ميقاتي
وفي موقف كان موقع ترقّب، شدد الرئيس ميقاتي في احتفال انتهاء أعمال المرحلة الثانية من مشروع توسيع مرفأ طرابلس، على أن رؤيته للعمل الحكومي تكمن في أن يكون منتجاً وعلى مستوى التحديات، لافتاً إلى أن "واجبه الدستوري هو إدارة العمل الحكومي وإدارة مساره كلما دعت الحاجة إلى ذلك"، مؤكداً أن الدولة لن تكون مركزاً لتقاسم المغانم، "ولن أكون إلا درعاً لصون المؤسسات وخدمة أبنائها".
ولفت ميقاتي إلى أنه تلقى طوال الفترة الماضية كل سهام التجني والمزايدة وتجاوزها لمصلحة لبنان، مشيراً إلى أنه آثر عدم الدخول في سجالات أوانتهاج سياسة الرهانات الخاطئة، معلناً رفضه باسم اللبنانيين، سعي البعض لتعطيل عمل مجلس الوزراء، موضحاً أن المسألة ليست مسألة إعتكاف أو إستقالة، "فنحن لن نستقيل من خدمة الوطن أو نعتكف عنها، ولكن آن الأوان أن يكون مجلس الوزراء منتجاً وفاعلاً".
 جنبلاط
أما جنبلاط، فقد أكد من جهته، في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال L.B.C بقاءه في التحالف مع الرئيس ميقاتي، قائلاً: "إما أن نغرق معاً أو نفوش معاً"، معلناً أنه ليس نادماً على هذا التحالف الذي قام أساساً على منع التوتر بعد فشل المحاولة القطرية – التركية للمصالحة، مراهناً على مسعى ممكن أن يقوم به الرئيس بري لرأب الصدع الحكومي، معتبراً أن رئيس المجلس يلعب دوراً إيجابياً وممتازاً في الموضوع اللبناني، ومؤكداً أن من حق الرئيس سليمان أن يكون له قرار في اختيار التعيينات.
واعتبر جنبلاط أنه من غير المسموح لأحد منا أن يعتكف، وأن لا أحد يبتز ميشال عون، لكنه لاحظ ان كل اسبوع هناك منشور يعتبر نفسه "اشرف الناس"، مشددا على ضرورة ارساء شبكة امان، كاشفا عن قيامه بجهود مع ميقاتي لتخفيف التشنج في البلد، كما كشف بأنه ارسل رسالة الى الرئيس سعد الحريري في عيد الاضحى، وانه اتصل به في المستشفى، نافيا اية عداوة معه، لافتا إلى ان تكريم رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز واجب.
وكشف جنبلاط عن رغبته بإزالة غيمة الصيف مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدا انه لن يزور ايران قبل زيارة السعودية، وانه طلب موعدا للقاء السيد نصر الله، معلنا ان الحوار السياسي لم ينقطع مع حزب الله، محذرا من ان المراهنة على سقوط الرئيس بشار الاسد سيؤدي إلى سقوط سلاح حزب الله مراهنة جنونية. واعتبر ان الرئيس الاسد قطع علاقاته مع الجميع وادخل سوريا بما هي اليوم، مشددا على انه مع الحل السياسي في سوريا من اجل وحدتها واستقرارها، وبالتالي من اجل استقرار لبنان ووحدته، وداعيا الاسد الى القبول بالحل السياسي والمبادرة العربية، وبالتالي اعلان وقف العنف واطلاق سراح المعتقلين واجراء انتخابات حرة تجديدية، رافضا اي تدخل عسكري في سوريا. مشددا على ضرورة ان يقتنع الاسد بأن سوريا اهم من اي منصب.
ترقب وانتظار
وسط هذه المواقف، لم يطرأ على الحركة السياسية في البلد، اي تطور، بانتظار مسعى ما يفترض ان يقوم به الرئيس بري والبطريرك الماروني وربماايضا رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، وسط توقعات وزارية بأن يطول تعليق جلسات مجلس الوزراء لاسابيع، انطلاقا من تسريبات عونية تفترض ان ما جرى في مجلس الوزراء، مجرد مرحلة زعل ظرفية تنتهي بتجديد بروتوكول المحكمة الدولية المقرر في نهاية شباط الحالي، وان ما قام به ميقاتي محاولة استرضاء للرئيس سليمان ورد الصفعة التي وجهها اليه عون في الاسبوع الماضي، فيما ذكرت معلومات ان اجواء حزب الله مما جرى ليست سلبية، لكن الحزب لم يصل بعد إلى مرحلة مكاشفة حليفه بأنه ليس بهذه الطريقة يتم التعاطي مع رئيس الحكومة، ربما في انتظار الاحتفال مع التيار العوني الاثنين بذكرى توقيع مذكرة التفاهم معه. 

السابق
الشرق: ميقاتي : آن الاوان لمجلس وزراء متجانس
التالي
الجمهورية: ميقاتي على موقفه ومحاولة لملمة ذيول ما جرى باتت صعبة جدّاً