العلاجات الطبيعيّة… هل تملك هذه الوصفات الحل ؟

نباتات هنا، فاكهة وعلاجات بديلة هناك، فيما الرجل يعاني أزمة حقيقية في حياته الجنسية. فهل تملك هذه الوصفات الحل؟ أو كل ما يثار حولها يبقى في سياق الأقاويل؟
المشكلات الجنسية الذكورية، ولا سيما مشكلات الانتصاب، شائعة جداً ويمكن أن تطول أكثر من ثلث الرجال. لكن معظم الذين يعانون هذه المشكلات لا يجرؤون على استشارة طبيبهم أو تناول الأدوية لتحسين حالتهم. وثمة أيضاً عدد كبير من الرجال الذين يميلون إلى استخدام الوسائل الطبيعية لمعالجة مشكلات الانتصاب. لكن هل هناك فعلاً وسائل طبيعية لتحسين مشكلات الانتصاب من دون استعمال الأدوية على الإطلاق؟ وإذا كان الجواب نعم، ما هي الوسائل الطبيعية الناجعة؟
في الواقع، جرّب الرجال منذ قرون وسائل طبيعية مختلفة لتحسين أدائهم الجنسي. استُخدِمَت كل النباتات المتوافرة تقريباً بوصفات متنوِّعة جداً، أملاً في العثور على علاج طبيعي للمشكلات الجنسية! لكن عدداً قليلاً جداً من المنتجات أثبت فاعليّته في هذا المجال. وحتى تلك التي أثبتت علمياً أنها تسهم في تحسين الأداء الجنسي للرجل، يبقى استخدامها صعباً جداً. إليكم بعض الأمثلة التي يمكن أن تقعوا عليها في الآونة الأخيرة في بعض المجلات:

■ منذ بضعة أشهر، أعلن باحثون أتراك أن كمية الدم التي تتدفّق إلى العضو الذكري تزداد عند الرجال الذين يستهلكون الفستق! لكن لدى قراءة الدراسة، سرعان ما يتبيّن لنا أنه يجب تناول 100 إلى 200 ملغ من الفستق يومياً للحصول على هذا المفعول، الأمر الذي يمكن أن يؤدّي إلى ارتفاع مستوى الكولستيرول في الدم (ونحن نعلم أن مستويات الكولستيرول المرتفعة تسبّب في نهاية المطاف تلف الشرايين الجنسية مما يولّد مشكلات في الانتصاب!). علماً أن هذه الدراسة أجريت على 17 رجلاً فقط، وهو عدد غير كافٍ لاستخلاص استنتاجات موضوعية.
■ قبل عام تقريباً، توصّل فريق من الباحثين الأوروبيين إلى أن تناول البطيخ الأحمر يسهم في تحسين الانتصاب. هنا أيضاً نستنتج لدى قراءة المقال، أنه ينبغي على الرجل تناول بطّيخة إلى بطيختين يومياً كي يتحسّن فعلاً الانتصاب لديه!
■ حتى أحدث الدراسات لم تحدد خلاصة علمية ثابتة حول شرش الزلوع. وفيما قد يؤدي دوراً موقتاً في المساعدة على التخلص من مشكلات الانتصاب، إلا أنه ينصح الذين يعانون الضغط المرتفع أو مشكلات في القلب بعدم تناوله ، كونه يؤثر في ارتفاع ضغط الدم.
■ وأكثر من ذلك، برهن باحثون قبل عامَين أن سمّ بعض العناكب يمكن أن يحسّن الانتصاب لدى الحصول عليه بجرعة خفيفة. لم يبقَ أمام الرجال الذين يريدون أن يجرّبوا حظّهم سوى أن يدعوا عنكبوتاً يلسعهم لسعة خفيفة جداً!
■ وهناك مئات المقالات التي تمتدح فضائل هذه الطريقة الطبيعية أو تلك، ومن الأكثر شيوعاً بين هذه الطرق: قرون وحيد القرن (الأمر الذي سيؤدّي إلى انقراض هذا النوع من الحيوانات في أفريقيا!)، أو مضغ خمس أوراق من الخروع صباحاً ومساء لمدّة شهرَين، أو تناول الزنجبيل، أو أيضاً نقع القليل من البقدونس المقطَّع في كوب ماء ساخن يُترَك ليبرد ثم يُشرَب قبل نصف ساعة على الأقل من النوم… وسواها الكثير.

 وسيلتان ناجعتان

في الواقع، يمكن أن تسهم هذه الوسائل أحياناً في تحسين مشكلات الانتصاب الخفيفة وغير الخطرة. لكننا نعرف أيضاً، أنه تأثير وهمي على الأرجح، أي إن اقتناعنا بأننا تناولنا شيئاً ما سوف يساعدنا على الصعيد الجنسي ويمكن أن يعزّز ثقتنا بأنفسنا، مما يؤدّي إلى تحسين أدائنا الجنسي. لكن القوّة الذهنية هي التي تكون فاعلة في هذه الحالة، وليس المنتج! لهذا السبب، كل الوسائل الطبيعية لا تعود ناجعة ما إن تصبح المشكلة الجنسية أكثر من مجرد "فشل" من وقت الى آخر، وتقضي تالياً بتناول دواء فعلي.
لكن من أجل إيفاء الموضوع حقّه، يجب التوقّف عند منتجَين يُصنَّفان في خانة المنتجات "الطبيعية"، وقد أثبتا أنهما يمارسان مفعولاً أهم من الدواء الوهمي، ويمكن تالياً القول انهما وسيلتان ناجعتان فعلاً لمشكلات الانتصاب (ليس نادراً أن ينصح الأطباء المتخصّصون بالصحة الجنسية مرضاهم باستعمالهما، لا بل يمكن أن يصفوهما لهم أيضاً). وهذان المنتجان هما:
■ "اليوهمبين" المستخرَجة من لحاء الأشجار الأفريقية. لكنها لا تباع إلا بناءً على وصفة في البلدان الغربية لأنها تُعتبَر دواء فعلياً. في الواقع، يُمنَع استخدام هذا الدواء لدى المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، لذا من الضروري استشارة الطبيب قبل تناوله.
■ المنتج الثاني لا يؤكَل أبداً بل يوضَع على العضو الذكري. إنه مطّاط يوضَع في أسفل العضو! لا تسمح هذه التقنية بالحصول على الانتصاب بل تتيح المحافظة عليه وتحسين صلابة العضو الذكري عبر منع خروج الدم منه. إذاً، إنها عملية محض تقنية ميكانيكية. يُنصَح أيضاً بالاستعلام عن نوعيّة المطّاط المستخدَم، إذ يجب أن يكون متناسباً مع العضو الذكري، وينبغي أن يكون انتزاعه سهلاً كي لا يُضغَط العضو لوقت طويل

                                                                                          
نصائح عملية

باختصار، إليكم بعض النصائح عن المنتجات الطبيعية التي تساعد في تحسين الانتصاب:
■ إذا كنتم تعانون مشكلات خفيفة في الانتصاب (تراجع بسيط في الصلابة أو في مدّة الانتصاب) أو تعانون فقط هذه المشكلات من حين الى آخر، عند تعرّضكم للإرهاق أو الإجهاد إلخ. لا مشكلة أبداً في استخدام وسائل تستند إلى النبات أو المنتجات الطبيعية لأنها نادراً ما تكون خطرة.
■ لكن إذا كنتم تعانون مشكلات مستمرّة في الانتصاب أو أخرى تتكرّر بوتيرة مرتفعة أو تزداد حدّة (مع صعوبة حتى في الحصول على بداية انتصاب) أو مشكلات لا تتحسّن رغم استعمال المنتجات الطبيعية، فيجب استشارة اختصاصي في الصحة الجنسية للحصول على العلاج الناجع والمناسب، وكذلك للبحث عن مشكلات صحية محتملة ربما تكمن خلف هذه المشكلة الجنسية (كما شرحت في مقال 10 كانون الثاني 2012)

عادات سلبية
أخيراً، أذكّركم بأننا نملك جميعاً وسيلة طبيعية جداً تتيح لنا المحافظة على صحّتنا الجنسية: إنه المنطق السليم! فقبل البحث عن منتجات غذائية أو وسائل لتحسين أدائنا الجنسي، يجب أن نقلع عن العادات التي تؤثّر سلباً في هذا الأداء. وفي هذا السياق، علينا مثلاً أن نكفّ عن التدخين، وأن نأخذ قسطاً من الراحة، ونمارس الرياضة بانتظام، ونخسر وزناً عند الحاجة، ونخصّص وقتاً للاسترخاء، إلخ. لقد أثبتت كل هذه الوسائل "الطبيعية" أن لها تأثيراً إيجابياً في الحياة الجنسية، وسوف أتطرّق إليها بتفاصيل أكبر في مقالاتي المقبلة.  

السابق
حوار حول المساعدة على الحمل ورأي رجال الدين
التالي
ضبط عملية تهريب 500 جهاز ايفون في مطار رفيق الحريري