حشوات الثدي: 150 حالة في لبنان

حالة من الهلع أصابت السيدات اللواتي يضعن حشوات في اثدائهن، جراء جراحة ترميمية بعد اصابتهن بسرطان الثدي، او لتكبير الثدي لدواع تجميلية ونفسية. السبب قضية الشركة الفرنسية PIP المصنعة لهذه الحشوات التي لا تتلاءم مع الشروط الطبية، والتي ربطها البعض بتسببها بالسرطان. ما هو الوضع في لبنان، وهل تسبب هذه الحشوات السرطان أم فقط الالتهابات؟ وهل الحل في إزالتها؟

حرّكت وفاة سيدة في مرسيليا أواخر تشرين الثاني الماضي، بعد اصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية، ملف حشوات السيليكون التي تصنعها الشركة الفرنسية (بولي ايمبلانت بروتيز) PIP، اذ تبين انها كانت تضع حشوة من صنعها، وربط البعض سبب الوفاة بهذه الحشوات.
حشوات الثدي البديلة عادة تكون مغلفة بمادة السيليكون ومحشوة بمادة السيليكون أيضاً. أما المشكلة مع حشوات هذه الشركة الفرنسية ان السيليكون في داخلها صناعي وليس طبياً، ولاحظ الأطباء حصول نسبة تمزق مرتفعة لهذه الحشوات، ولذلك اعادت الوكالة الفرنسية للامن الصحي ومنتجات الصحة، فحص المواد الموجودة داخلها ليتبين ان السيليكون صناعي وليس طبياً، وبالتالي لا يستوفي الشروط المطلوبة للاستعمال الطبي.

وبينت دراسة طبية استعملت نوع حشوات هذه الشركة نفسها ان سرطان الثدي غير مرتبط بها، ولكن الوكالة الفرنسية منعت الشركة من تداولها لانها تحتوي على سيليكون صناعي، علماً ان هذه الشركة اخذت الموافقة على حشوات من نوع معين وعادت وخالفت الشروط بوضع السيليكون الصناعي الارخص بهدف الكسب المادي.
المتخصص في الجراحات التجميلية والترميم وعضو الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم الدكتور ناجي حايك تحدث عن وضع لبنان، فقال ان هناك نحو 150 حالة في لبنان وربما هناك لبنانيات قد خضعن لعمليات خارج لبنان، وما عليهن الا التوجه بالسؤال الى الجراح عن نوعية المواد التي استعملت.وعن مشكلات هذه الحشوات، قال ان السيليكون الصناعي يسبب حساسية معينة، ولكن لا علاقة له بسرطان الثدي كما اثبتت الدراسات الى الآن. ولتعرف السيدة التي خضعت الى عملية ترميم الثدي او تكبيره عن نوعية الحشوة التي تضعها، عليها ان تسأل طبيبها. وفي العادة يعطي الطبيب الذي اجرى العملية كل سيدة بطاقة عليها اسم الحشوة مع حجمها. وفي حال فقدان البطاقة تتوجه المريضة الى الطبيب حيث يوجد ملفها الطبي الكامل. ففي حال وجود هذه الحشوة، على الطبيب ان يتحقق من الموضوع ويمكن اتباع توصيات الوكالة الفرنسية للامن الصحي ومنتجات الصحة، التي تعتمد فحصاً سريرياً مع صورة صوتية كل 6 اشهر لمنطقة الصدر ومنطقة الابط، وعند اي تمزق او شك بتمزق او نز، يجب ازالة الحشوة من الجانبين من الثدي، او العمل بتوصيات الجمعية الانكليزية التي قالت ان لا حاجة الى ازالتها اذا لم تتمزق. ويشار الى ان كل سيدة تخضع الى عملية ترميم الثدي او تكبيره عليها ان تقوم بفحوصات دورية عند طبيبها.

وعن تأثير هذه الحشوات على الصحة، تبين انها لا تختلف عن الحشوات الأخرى، الا انها عرضة اكثر للتمزق، وبالتالي الى احداث التهابات موضعية. لكن لا مشكلات مرعبة جراء ذلك وكما في الحشوات العادية يجب تغييرها فور تمزقها.
كيف نعرف ان الحشوة تمزقت؟ أحياناً يتغير شكل الصدر، وغالباً لا تظهر اي اعراض إلا من خلال الصورة الصوتية، وعلى المرأة التي خضعت الى الجراحة عليها اجراء صورة مرّة سنوياً، وعدم اهمال المتابعة مع الطبيب المتخصص. وهذا الهلع الاعلامي غير مبرر طبيا لانه الى اليوم لم تسجل اي حالة اصابة بالسرطان جراء هذه المشكلة، اذ لا داعي الى ازالتها او تغييرها من دون تمزق او اي مشكلات صحية أخرى. وفي حال ازالة هذه الحشوات من السهل اعادة وضع غيرها.

وقال الدكتور حايك انه لمزيد من المعلومات على السيدات التوجه الى الجمعية اللبنانية لجراحة الترميم والتجميل www.lspras.com، وبناء على توصيات هذه الجمعية اللبنانية، فان كل سيدة اجرت عمليتها على يد جراح ينتمي الى هذه الجمعية في امكانها ازالتها من دون دفع اتعاب الجراح فقط وليس المستشفى. وشددت الجمعية على ان الاطباء المنتسبين اليها هم المخولون اجراء عمليات التجميل والترميم وليس كل من يدّعي ذلك.  

السابق
بيضون: الحوار بين بكركي وحزب الله مصيره الفشل
التالي
عاصفة ثلجية تضرب منطقتي حاصبيا والعرقوب