أنسحاب عضو في بعثة المراقبين..أنور مالك: ما يقوم به نظام الأسد تجاوز جرائم الحرب و رئيس البعثة لا يريد أن يغضب السلطة أو أي طرف آخر

قال عضو بعثة المراقبين العرب في سوريا أنور مالك إنه انسحب من البعثة لأنه وجد أنها تخدم النظام السوري ولأن البعثة تعطي نظام الرئيس بشار الأسد فرصة أكثر ليمارس القتل، واتهم النظام بالعمل على تضليل المراقبين بشتى الطرق.

وأوضح مالك أن النظام السوري أصبح يقتل أطرافا موالية له لإقناع المراقبين بوجود من يصفهم بالإرهابيين، كما بين أنه ومن خلال مكوثه في مدينة حمص لخمسة عشر يوما لم يشهد انسحابا للآليات العسكرية من المدينة التي وصفها بالمنكوبة.

و روى مالك مشهدا أثر فيه كثيرا و دفعه للإنسحاب من البعثة " الأطفال يقتلون ويتم تجويعهم وتخويفهم، رأيت أطفالا يتامى ونساء وأمهات يبكين أطفالهن، وأكثر موقف أثر فيّ وقررت بعده الانسحاب، وهو مشهد قتلني كثيرا، كان لأم عجوز عمياء تبكي ابنها ونحن رأيناه جثة وقد ظهرت عليه آثار التعذيب وجلده منزوع، كانت تبكي ابنها وتقبله وهي لا تراه تلمسه فقط وجثته متصلبة كالحجر، لا أستطيع أن أصف لك.. الوضع كان مأساويا"

و أضاف " بين اللحظة والأخرى نقف على شخص يتم قنصه، كل تلك المناظر رأيتها بأم عيني، ولا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف."

وأكد في حوار مع "الجزيرة" أن ما يقوم به نظام الأسد تجاوز جرائم الحرب، وأوضح أن سوريا تقف على شفا حرب أهلية وطائفية مدمرة إذا لم يتخل الرئيس الأسد ونظامه عن السلطة.

و عن الوضع بشكل عام في سوريا، وصفه ب"السيء جدا في جميع المناطق الساخنة مثل درعا وحماة"، و أكد أن " المواقف التي وقفت عليها وشاهدتها رآها مراقبون ووقفوا عليها في مناطق أخرى، ولكن تختلف التقديرات من مراقب إلى آخر."

و حمل مالك على رئيس البعثة و قال " رئيس البعثة يريد أن يمسك العصا من الوسط حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر، وهو يستعمل تلك الألفاظ من أجل ألا يغضب الأطراف."

و أكد على أن " في حمص لم تسحب أي آلية عسكرية هناك، إلا آليات عسكرية كانت محاصرة من طرف الجيش الحر، ورأى النظام أن من مصلحته سحبها لأنهم كانوا سيموتون".

و عن الإفراج عن المعتقلين كما أعلن النظام أكد مالك أنها " مسرحية يقوم بها النظام، حيث قبل أن يعلن النظام عن إطلاق المساجين يختطف الناس من الشوارع عشوائيا ويتركون في السجن لمدة أربعة أو خمسة أيام في وضع مأساوي، وبعد ذلك يتم استدعاؤنا لحضور هذه المسرحية على أساس أنه تم الإفراج عن المساجين. أما الأشخاص الحقيقون الذين طالبنا بالإفراج عنهم وفقا لقوائم جاءتنا من المعارضة فإنه لم يفرج عن أي شخص."

و عن إحتمال أن يستقيل آخرون كما استقال هو من بعثة المراقبين، قال " كل المراقبين الذين تحدثت معهم كانوا يحتجون على الوضع"، مشيرا إلى أن أغلبية المراقبين تابعون لدول ولا يمكن أن يعلنوا مواقف خارج إطار موقف البلدان التي ينتمون إليها."

وسرد مالك ملابسات ما سماها محاولة الاغتيال بحق المراقبين الذين تعرضوا يوم الاثنين لإطلاق نار، واتهم النظام السوري بتدبير تلك الحادثة.

و قال " تعرضنا يوم الاثنين لمحاولة اغتيال، حيث نقلنا على سيارة من حمص إلى دمشق في طريق بجوار بابا عمرو، مع العلم بوجود طريق آخر يوصل إلى دمشق، وذلك حتى يقنعنا النظام بأن أهل بابا عمرو هم من أطلقوا علينا النار، وأنا متأكد من أن أهل بابا عمرو لم يفعلوا ذلك، لأن الطريق الذي سلكناه كانت به نقاط عسكرية والبيوت المطلة على الطريق يسيطر عليها قناصة وشبيحة، وحتى الجيش الحر بعيد من هناك ولا يمكن أن يصل إلى تلك المنطقة، وأؤكد أن العملية كانت مخططة ومدبرة، وتحدث معنا أستاذ جامعي قال إنه تم تحضير القناصة وشاهدهم بعينه من مكتبته قبل مرور السيارة التي كانت تقلنا بحوالي ربع ساعة."

وشدد على أن استمرار مهمة المراقبين أو زيادة عددهم لن يأتي بنتيجة حتى لو أرسلت الجامعة العربية –حسب وصفه- مراقبا لكل مواطن سوري.

و ردا على سؤال عما إذا يرى حياته مستهدفة بعد أن أدلى بشهادته ، ختم مالك بالقول " النظام الذي رأيته في سوريا لن أثق فيه حتى وأنا في بيتي ومع أولادي، وأي مكروه يحدث لي سأحمل نظام بشار الأسد المسؤولية".  

السابق
النابلسي: خطاب الاسد حمل تحديا للغرب والمتآمرين
التالي
ثانوية رفيق الحريري في صيدا تقفل اليوم حداداً على أحد تلامذتها