الأنوار: رفض مجلس الشورى لمرسوم الاجور يزيد الانقسام الحكومي

للمرة الثالثة يعود مرسوم زيادة الاجور الى التنقل بين مجلس الشورى والحكومة، وينتظر ان يطرح مجددا اليوم امام مجلس الوزراء بعدما رفضه مجلس الشورى لمخالفة بعض بنوده القانون. وتوقعت الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ان تعتمد الحكومة الاتفاق الذي تم بينهما وقضى رفع الحد الادنى للاجور الى 675 الف ليرة. وينتظر ان يزيد قرار الشورى الانقسام داخل الحكومة.
وقد وجه رئيس غرفة تجارة بيروت وجبل لبنان محمد شقير التحية الى قرار مجلس شورى الدولة الذي رد مشروع وزير العمل شربل نحاس بشأن تصحيح الاجور، وقال: ان هذا القرار يبين انه لا تزال هناك جهة نزيهة في البلد، معربا عن تمنيه على مجلس الوزراء بأن يقر الاتفاق الذي توصل اليه كل من الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام اليوم في جلسة مجلس الوزراء، وداعياً الوزير شربل نحاس الى التعاون مع الهيئات الاقتصادية. واضاف: كنا منتظرين هذا الامر ولم نستغرب ما صدر عن مجلس شورى الدولة.

من جهته، رأى رئىس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ان الحكومة غير مستعدة لتجاوز الاتفاق القائم بين اصحاب العمل والعمال. وفي حديث الى قناة اخبار المستقبل اكد غصن ان رد مرسوم تصحيح الاجور من قبل مجلس شورى الدولة كان متوقعا لأنه بقراءة بسيطة يمكن ان نرى العيوب التي شابته، مشددا على انه في الاتفاق الذي جرى بين ارباب العمل والعمال اتفقنا على الحد الادنى للاجور.

موضوع القاعدة
والى جانب موضوع الاجور، استمرت الحركة السياسية محكومة بالسجال حول موضوع القاعدة، في حين استغربت مصادر سياسية الاصرار على اقحام الملف الامني في البازار السياسي، لا سيما بعدما تم الاتفاق في جلسة المجلس الاعلى للدفاع على ضرورة المعالجة بعيدا عن التداول الاعلامي.
وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب سليمان فرنجيه واصر فيه على وجود القاعدة في لبنان، اطل وزير الدفاع فايز غصن الذي اثارت تصريحاته العاصفة السياسية من على شاشة قناة OTV مساء امس وقال: هناك من يملك معلومات ويقولها لمجرد الايحاء وهناك من يملك معلومات ويحتفظ بسريتها. ونحن لدينا معلومات واضحة عن القاعدة والجيش داهم عرسال بحثا عن حمزة قرقوز.
وقال: حذرت اللبنانيين من وجود القاعدة كوني على رأس مؤسسة تعنى بأمن المواطنين، وواجباتنا كسياسيين ومسؤولين القول ان هناك تسللا عبر الحدود لبعض المتطرفين ومنهم عناصر القاعدة وواجباتنا عدم اخفاء الامور لتنفجر في وجهنا، وواجباتنا نقل وطن افضل لاولادنا.

وذكر غصن بأن الوزير السابق الياس المر اعلن عام 2004 عن وجود تنظيم للقاعدة في لبنان، ونحن لم نكتشف او نقول شيئا جديدا.
واكد غصن انه عاتب على وزير الداخلية مروان شربل، مضيفا: لو كنت مكانه لما قلت بعض ما قاله، وكان باستطاعته القول: انه لربما وزير الدفاع يملك معلومات وسيتم التحقق منها، وفي الحالتين الوزير شربل صديق مقرب.
وتطرقت كتلة المستقبل في اجتماعها امس الى الموضوع وقالت ان موقف وزير الدفاع اللبناني من بلدة عرسال، يخدم توجه النظام السوري بدليل المواقف التي صدرت ومنها الرسالة الموجهة من السلطات السورية الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون فور صدور موقف وزير الدفاع اللبناني والتي تستند فيها الى هذا التصريح من ان عناصر ارهابية من تنظيم القاعدة دخلت الى سوريا عبر بلدة عرسال اللبنانية.
واضافت الكتلة: ان الكلام الذي صدر خلال الساعات الماضية بالتهجم على شخصيات وقيادات لبنانية اساسية الذي اعتبر بعضها ان الحملة على وزير الدفاع انما تستهدف الجيش اللبناني ودوره، هو كلام مردود لاصحابه ويستهدف ايقاع الفتنة بين الجيش والشعب وبين اللبنانيين والتغطية على ارتكابات وزير الدفاع الذي يحرض على وطنه.
وليس بعيدا عن مسلسل السجالات، رد التيار الوطني الحر على ما اعتبره مواقف اعلامية تحمل مغالطات ومزايدات من رئيس الحكومة تتصل بالاعتداء على صلاحيات رئاسة الحكومة، فسأل في بيان ورد في متنه نص المادة 64 من الدستور عن اي من البنود يقع الاعتداء، ومن هو المعتدي على حقوق الطائفة السنية ومن الذي يتجاوز صلاحياته ويعتدي فعلا على صلاحيات الاخرين؟
ملف التعيينات

ووسط هذه الاجواء عاد الحديث عن التعيينات الادارية، وسجلت امس زيارة لرئيس مجلس الخدمة المدنية الى السراي اعلن على اثرها جهوزية المجلس للسير بالآلية الموضوعة للتعيينات، كاشفا عن ان بداية السنة الجديدة ستشهد شيئا على هذا الصعيد.
بدورها، قالت مصادر حزب الله عبر قناة المنار ان الاسبوع المقبل سيوضع ملف التعيينات على نار حامية. واضافت ان الغداء الذي جمع الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون سهل الامور وازال ما يمكن وصفه بالعقد بحيث اتفق الجانبان على عدم ربط التعيينات بالتوافق على رئيس مجلس القضاء الاعلى.
واعلنت مصادر ان اول الغيث للتعيينات قد يكون الترفيع الخاص للدبلوماسيين من الفئة الثانية الى الفئة الاولى.

على صعيد آخر، اطلق النائب وليد جنبلاط موقفا ملفتا حول الازمة السورية، وقال: حبذا لو تنظر القيادة الروسية الى مبدأ قوة الضعفاء في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا، وضرورة الاقرار بأن الحلول الامنية لا يمكن ان تشكل حلا للازمة القائمة التي لن تحل الا بتغيير جذري للنظام. فبدل التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه 1981 التي تذكر باحداث بودابست 1956، قد يكون من الافضل توجيه النصح له القبول بأن تداول السلطة هو اهم من التمسك بها وسفك الدماء. الم يسبق ان انتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي؟
واضاف: اما الى بني معروف في سوريا، فهم ايضا يعلمون ان حركة الشعوب لا تعود الى الوراء، وان الذاكرة الشعبية لا ترحم، وان الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وادلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السورية المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل لأنهم يمثلون قوة الضعفاء. فآن الآوان للاحجام عن المشاركة مع الشرطة او الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري، وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لاهلهم في المناطق السورية الاخرى.  

السابق
الشرق الاوسط: جنبلاط يدعو دروز سوريا إلى الإحجام عن المشاركة مع الفرق العسكرية في قمع الشعب أمين السر العام في التقدمي: لا شيء يزعزع إيماننا بإرادة الشعوب
التالي
الانباء: الملفات العالقة تبدأ بالانفجار و الشورى يرد مرسوم تصحيح الأجور وجنبلاط: حل الأزمة السورية بتغيير النظام