توافق لإحياء الحوار ونزع فتيل الفتنة

عاد موضوع الحوار ليطرح نفسه بقوّة مع نهاية العام الحالي واتّساع الهوّة بين الأطراف السياسيّة واستمرار النزاعات داخل الحكومة من جهة، وبين الأكثريّة والمعارضة من جهة أخرى.

على الرغم من رفض “حزب الله” المطلق لأيّ حوار يتناول موضوع سلاحه، فإنّ السلاح بات بنداً وحيداً مطروحاً على الجلسة المقبلة لأركان قوى 8 و 14 آذار، اللذين يستعدّان للتجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي كان قد أطلقها من بكركي خلال عيد الميلاد.

وكشفت مصادر وزاريّة عن تصميم لدى رئاسة الجمهورية بإعادة جمع أركان فريقي المعارضة والموالاة في قصر بعبدا على طاولة الحوار الوطني مع مطلع العام المقبل. ونقلت عن رئيس الجمهورية أنّ احتدام الانقسام السياسي الحاصل في البلد بات يفرض إطلاق جولة عاجلة من الحوار والمصارحة بين القيادات في 8 و 14 آذار لمواجهة التداعيات الخطيرة للأزمة الإقليمية على الساحة الداخلية، لا سيّما وأنّ الساحة اللبنانيّة هي الساحة الأكثر تأثّراً بالمجريات الحاصلة في المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص. وأكّدت أنّ مواجهة التداعيات اللبنانية للأزمة السوريّة تتطلّب تمتين الوضع الداخلي ووقف الاتّهامات وسحب فتيل الفتنة من الشارع. وأضافت المصادر أنّ الظروف الداخلية والإقليميّة باتت أكثر نضوجاً لإعادة إحياء طاولة الحوار الوطني، خصوصاً وأنّ النزاعات والحملات المتبادلة وانعدام الثقة قد ألغت كلّ قنوات الحوار السياسية، سواء عبر المؤسّسات الدستورية، أو عبر اللقاءات المباشرة، ممّا بات يستدعي الاستعجال في إيجاد إطار سياسيّ لتعزيز المصارحة الوطنيّة وإقامة تواصل بين القوى تلافياً لأيّ انعكاسات سلبية وخطيرة جرّاء الأزمات الإقليميّة، وفي مقدّمها الأزمة السوريّة. وأوضحت أنّ أزمة “قاعدة عرسال” ليست سوى فصلٍ من مجموعة فصول أمنيّة جدليّة ستتعرّض لها الساحة الداخلية في حال استمرّ جوّ التخوين الداخلي وتفاقم التوتّر السياسي والأمني على الحدود مع سوريا.

وإزاء المواقف الرافضة أو المعترضة على جولات الحوار السابقة وما نجم عنها من مقرّرات بقيت من دون أيّ تنفيذ، وبشكل خاص موقف قوى الرابع عشر من آذار المعترض على أيّ حوار لا يتطرّق إلى ملفّ سلاح “حزب الله”، أعربت المصادر نفسها عن أملها في أن تنسحب الرؤية الخاصة للرئيس سليمان حول التحدّيات الراهنة على كلّ قيادات المعارضة، كما الأكثرية، كي تتخلّى عن تحفّظاتها السابقة وانتقاداتها لِما أنجز على طاولة الحوار ولم يُنفّذ لاحقاً، وأن تعود مجدّداً إلى الالتقاء مع المتحاورين في الفريق الآخر تحت عنوان الاستراتيجيّة الدفاعيّة والسلاح المنتشر في العاصمة، كما في أيّ منطقة أخرى ومعالجته.

ولفتت المصادر الوزاريّة ذاتها إلى أنّ الرئيس سليمان سيبدأ مع مطلع العام الجديد سلسلة مشاورات مع الكتل النيابيّة والقيادات السياسيّة والحزبية، لإعداد جدول أعمال خاص باستئناف جلسات الحوار، على أن تتمّ الدعوة لاحقاً لأوّل جولة في قصر بعبدا. مشيرة إلى أنّ توافقاً قد تحقّق بين الرئاسات الثلاث في البلاد، كما مع المرجعيّات الروحيّة على مختلف تلاوينها، لإرساء معادلة حواريّة تتناسب مع الواقع الحاليّ، وتأخذ في الاعتبار الأخطار المحدقة بالبلاد، والتي لن تقتصر على فريق سياسيّ واحد، بل ستطال كلّ الفرقاء، بُغية مقاربة الواقعين السياسي والاقتصادي على حدّ سواء.

السابق
توقعات السنة الجديدة
التالي
العميد الدويهي: انفجار الكسليك ناجم عن تسرب في قساطل الغاز