وقوع الجامعة بيد الخليجيين!

 عددت مصادر عراقية رسمية لصحيفتنا الأسبوع الماضي 6 أسباب لوقوف حكومة نوري المالكي مع بشار الأسد، ومن تلك الأسباب: خشية القيادة العراقية من أن تقع الجامعة العربية بيد الخليجيين! حيث يقول أحد مصادر تلك القصة، وهو على مستوى رفيع: إنه «بغياب مصر عن ساحة القرار العربي، بسبب انشغالها بشؤونها الداخلية، فإن (دفة القيادة) للجامعة العربية وقعت بأيدي دول مجلس التعاون الخليجي التي تحركها كما تريد»!
لكن اللافت هو ما قاله الدكتور نصير العاني، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية، بمنتدى «الخليج والعالم» الذي نظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية السعودية ومركز الخليج للأبحاث في الرياض؛ حيث دعا الدكتور العاني، بحسب ما نُشر قبل أيام، دول مجلس التعاون الخليجي إلى لعب دور أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في بلاده، خاصة في ظل انسحاب القوات الأميركية، منعا لأي تدخلات خارجية، ودعما للجيش العراقي، ملمحا إلى الدور الإيراني في العراق دون التصريح بذلك، قائلا: «هناك تدخلات بالعراق الكل يعرفها». وكشف العاني عن حالة التخوف من عدم جاهزية القوات المسلحة العراقية، على الرغم من أنه بدأ استكمال جاهزيتها لتولي السلطات الأمنية لها، مقرا بعدم تمكن القوات العسكرية العراقية الحالية من حماية مجالها الجوي. وشدد العاني على أنه على الرغم من الصفقات والعقود العسكرية التي وُقعت سابقا وينتظر تطبيقها في الأشهر المقبلة، فإن العراق لن يتمكن من مجاراة الدول المجاورة له كطهران وتركيا!
فكيف نفسر هذا التناقض العراقي – العراقي؟ بل إن السؤال هو: من نصدق في العراق: من يقولون إننا عمقهم، وأهلهم، أم من يقفون مع بشار الأسد البعثي بحجة أن نوري المالكي، مثلا، أقام بسوريا لمدة 16 عاما؟ فإذا كان المالكي نفسه طالب الأمم المتحدة بالتدخل ضد بشار الأسد، وتشكيل لجنة تحقيق ضده بعد تفجيرات بغداد الشهيرة قبل قرابة عامين، فكيف يستكثر المالكي، أو حكومته، على السوريين مطالبة مجلس الأمن بحمايتهم من قمع نظام الأسد وشبيحته، خصوصا أن عدد القتلى السوريين على يد النظام الأسدي قد فاق الـ4 آلاف قتيل؟ فهل من تفسير آخر لموقف حكومة المالكي عدا أنها طائفية مقيتة، وتنفيذ لأجندة إيران، خصوصا أن المالكي نفسه هاجم دول الخليج بسبب موقفها من البحرين، ومثله الصدريون الذين نظموا مظاهرات ضد الخليج والبحرين بالعراق، والمدهش أن البعض كان يحمل العلم البحريني في العراق يوم احتفالات عاشوراء!
الحقيقة أن ورطة العراق ليست بسبب دول الجوار، وليست بسبب وقوع الجامعة العربية بيد الخليجيين، كما يقولون، فالخليجيون عرب بالنهاية، وإنما ورطة العراق الحقيقية هي بالنظام الطائفي الذي يحكمهم، وينفذ أجندات إيرانية تبرز بالوقوف مع بشار الأسد البعثي، على الرغم من أن النظام العراقي الحالي نفسه يهاجم معارضيه بالعراق، دون حياء، بحجة أنهم بعثيون!
هذه هي الحقيقة مهما حاول البعض
 

السابق
إيران قوة عسكرية ولكن مع وقف التنفيذ
التالي
أ.ف.ب: مقتل مواطن اميركي في الاعتداء ضد الشيعة الثلاثاء في كابول