صوّر لزعماء يتبادلون القبل

«البابا بنديكتوس السادس عشر في قبلة عاطفية مع شيخ الأزهر أحمد الطيب»، كان للخبر وقع «الصدمة» على متصفح الإنترنت، خصوصاً أن الخبر مرفق بصورة جريئة استفزازية مركبة يتبادلان فيها القبل. إنها واحدة من صور وملصقات عدة جاءت في اطار حملة دعائية لمجموعة «بينيتون» الإيطالية، بعنوان «UNHATE» أو «لا للكراهية» رفعت في متاجرها في جميع أنحاء العالم، كذلك في الصحف والمجلات وعلى مواقع الإنترنت. وتظهر الحملة صوراً مركبة يظهر فيها كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الصيني هو جين تاو وهما يتبادلان القبل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وبذلك فاجأ مصوّر «بينيتون» أوليفييرو توسكانى العالم بقيامه بتركيب هذه الصور نزولا عند رغبة المجموعة، بعدما كان قد اشتهر فى التسعينيات بنشره صورة راهبة شابة جذابة ترتدي ثوباً أبيض، وهي تقبل كاهناً شاباً يرتدى ثوباً كهنوتياً أسود.
واستفزت الحملة العالم بأجمعه، فيما أشار نائب رئيس المجموعة أليساندرو بينيتو في بيان، الى أنها «صور رمزية تتضمن التماسة رجاء ساخرة واستفزازاً بناءً لتحفيز التفكير فى الطريقة التى تمكن السياسة والإيمان والأفكار، حتى لو كانت متعارضة ومختلفة، من حمل الناس على الحوار والتأمل».

وتصدّرت بعض هذه الصور الصفحات الأولى لبعض الصحف العربية والأجنبية، وكان من بينها الأكثر إثارة للجدل صورة البابا بنديكتوس ومفتي الأزهر، باعتبارها الصورة الوحيدة المركبة لمرجعين دينيين. وبعد ردود الفعل كثيرة أعلنت مجموعة «بينيتون» الإيطالية أمس الأول الأربعاء، سحب تلك الصورة وأعربت عن «أسفها لكون استخدام هذه الصورة قد جرح مشاعر المؤمنين»، في حين استمرت في حملتها مع باقي الصور التي تتناول قادة العالم. إلا أنه ورغم سحب هذه الصورة من حملتها، بقيت بين أيادي الآلاف حول العالم ممن تولوا نشرها في الصحف والمواقع الإلكترونية.

ولكن هناك من استوحى من الحملة ليستنسخ الفكرة من خلال تركيب صور مماثلة تجمع خصوما من الزعماء اللبنانيين، في الوضعية ذاتها، فظهرت على الإنترنت صورتان مركبتان مماثلتان للسيد حسن نصر الله وسعد الحريري، ولرئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون.
وكالعادة على موقع «فايسبوك» السبّاق في نشر الأخبار، حضرت الصور جميعها، واستحوذت على التعليقات الساخرة، فيما أعرب العديد عن تحفظاتهم لنشر صور القادة اللبنانيين، معتقدين أن «بينيتون» خلفها، ومعتبرين أنها تسعى الى الكراهية من خلال حملتها، وليس لرفض الكره كما تدّعي».
فما هي ردود الفعل التي يمكن أن تثيرها مثل هذه الصور في المجتمع اللبناني، في ظل الحساسيات البالغة؟  

السابق
لقاء مع حماس
التالي
لبنان يؤجل محكمة القذافي إلى 20 يناير للتثبت رسمياً من وفاته