فتفت: موقف الحكومة مخزٍ ومعيب

رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب د.أحمد فتفت ان قرار وزراء الخارجية العرب في القاهرة بتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية جاء في الإطار الطبيعي لموقف الدول العربية الرافض قطعيا للمذابح الجماعية التي ينفذها النظام السوري بحق الشعب، معتبرا القرار خطوة أساسية لرفع السيف عن أعناق المطالبين بالحرية والإصلاح وتسديدية لمسار الحق والتاريخ، مشيرا في المقابل الى ان موقف الحكومة اللبنانية المعارض للقرار مخز ومعيب ويدل على ارتضائها استمرار المذابح بحق الشعب السوري وسحق رأسه تحت جنازير المدرعات، خصوصا انه موقف يتعارض مع أسس وجوهر المبادئ الإنسانية والأخلاقية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها.

ولفت النائب د.فتفت في تصريح لـنا الى ان هذا الموقف للحكومة اللبنانية اضافة الى انه مهين لكرامة الشعوب المطالبة بالحرية، فقد أعرب بشكله ومضمونه وخلفياته عن وقوف الدولة اللبنانية ضد الجامعة العربية بشكل عام والشرعية العربية بشكل خاص، وأكد المؤكد لجهة كونها حكومة ملتزمة بالأجندة السورية وبسياسة «حزب الله» وتوجهاته على المستويين المحلي والإقليمي.

على صعيد آخر، وردا على سؤال حول رمزية زيارة وفد من قوى 14 آذار الى «وادي خالد» لفت النائب د.فتفت الى انه وبغض النظر عن الهدف الأساسي منها والمعني بتفقد أوضاع النازحين من الشعب السوري واللبنانيين في المنطقة المذكورة لمساعدتهم على الصمود أمام ما يتعرضون له من انتهاك لكراماتهم ومن استباحة لدمائهم من خلال اطلاق النار يوميا باتجاههم من الأراضي السورية وتعريضهم لخطر الألغام التي زرعتها يد النظام السوري حتى داخل الأراضي اللبنانية، الا ان الزيارة تحمل في أبعادها رموزا عديدة وأهمها رمزية سياسية تؤكد وقوف قوى 14 آذار الى جانب الشعب السوري ومطالبته بالحرية والديموقراطية والإصلاح، وأيضا رمزية اعلامية تؤكد رفض القوى المذكورة للطوق الإعلامي الذي فرضته احدى الجهات الأمنية على الوسائل الإعلامية لمنعها من التصوير ونقل حقيقة ما يجري على الحدود الشمالية.

وعن كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في «يوم الشهيد» لفت النائب د.فتفت الى ان السيد نصرالله لم يأت وكالعادة بأي جديد في مواقفه سواء من المحكمة الدولية أم من التطورات في سورية، معتبرا ان عناوينه وطروحاته أصبحت ممجوجة ومكررة لاسيما لجهة اصراره في آخر ظهور متلفز له على زج لبنان في أي معركة دولية ضد سورية وايران وجعل لبنان ساحة بتصرف المحور السوري ـ الإيراني لتصفية حساباته (أي المحور) مع المجتمع الدولي في المنطقة، هذا من جهة، معتبرا من جهة ثانية ان ما كان لافتا في كلام السيد نصرالله هو اقتراحه استغناء أحد الأمراء العرب عن مأدبتي عشاء والتبرع بكلفتهما لتمويل المحكمة الدولية، معلقا عليه بالقول انه «لو كان أحدهم استغنى عن طنين من المتفجرات لما كان لبنان قد وصل الى ما وصل اليه». هذا وأضاف النائب د.فتفت ان كلام السيد نصرالله عن وجود التزامات عن الدولة اللبنانية أهم من التزاماتها بتمويل المحكمة الدولية كلام غير مسؤول، وذلك لاعتباره ان أساس ما يسعى لبنان الى تنفيذه ليس فقط التزامه بتمويل المحكمة الدولية على الرغم من أهميتها، انما هو التزامه بالعدالة والحقيقة وبالتعاون الكامل مع المحكمة، مشيرا من جهة ثانية الى ان السيد نصرالله تناسى في خلفية كلامه أعلاه ان الأمم المتحدة تقدم الكثير للبنان مقابل القليل الذي تطلبه منه، بمعنى آخر يعتبر النائب د.فتفت ان الأمم المتحدة مقابل مطالبتها لبنان بدفع مبلغ 32 مليون دولار من حصته في تمويل المحكمة فهي تنفق ما يقارب المليار دولار سنويا على قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب ويتم صرف غالبية المبلغ المذكور في خدمة الجنوب وأهله مما يساهم في انعاش دورتهم الاقتصادية.

وعن السجال المستجد بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ختم النائب د.فتفت معربا عن استغرابه افتعال الرئيس بري وأعضاء كتلته النيابية السجال لمجرد ابداء الرئيس الحريري لرأيه السياسي بمنطق وواقعية في المجريات السياسية، معتبرا بالتالي ان ردود الفعل من قبل كتلة «التنمية والتحرير» ورئيسها تؤكد اعتيادهم على نظرية الشخص الذي لا يُمس، علما بأنهم مسوا مرات عديدة الرئيس الحريري وطعنوا فيه خلال السنوات الماضية، كما طعنوا تماما بالرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده، معتبرا انه سواء شعر الرئيس بري بالسخونة حيال كلام الرئيس الحريري عن عدم استعداد نواب قوى 14 آذار لإعادة انتخابه على رأس السلطة التشريعية، ام لم يشعر، الا انه من المؤكد ان الرئيس بري شعر بالمس بالـ «أنا» الذاتية الزائدة لديه كونه يعتبر مع كتلته انه من غير المسموح لأحد المس به. 

السابق
بديل من الحرب وليس مقدمة لها
التالي
مجاهدي خلق تعترف بمسؤولية المنظمة عن انفجار القاعدة العسكرية في طهران