أعياد الدم السورية وأسطورة النصر الكبير

لله دركم يا أحرار الشام وأنتم تنجزون الوعد الإلهي وتحققون المعجزة , وتكتبون التاريخ بدمائكم الطاهرة في مهرجان الشهادة والعزة والكرامة الذي تطرزون به جيد التاريخ السوري المجيد المتدفق بالعطاء وسليل الحضارات في درة الشرق القديم, سلام عليكم يا أحرار الشام وأنتم تقدمون الضحايا الغالية من أجل فجر تحرر وفخر كبير لامستم زواياه وأوشكتم على الظفر رغم كل عوامل الإحباط والخيبة وتخلي الأشقاء والعالم عنكم لتديرون المعركة بنفسية المؤمن الصادق المعتمد على رب العزة والجلال وليس على تحالفات شيطانية أوتكتيكية , في عيد التضحية والفداء أثبتم بأنكم الأعلى شأنا , والأرفع مقاما , والأعز عنصرا , والأكرم جهادا ونضالا , وماعرف اليأس والتردد والخيبة طريقا إليكم وأنتم ترسمون جهة الشرق بإنتصارات تاريخية ستؤسس لهزيمة فاضحة للشعوبيين والقتلة والمجرمين المتوثبين والمتقاتلين على عرش دموي بانت بشائر إنهياره وإندحاره وخروجه خائبا وخاسرا من مسرح التاريخ نحو مزبلته الشهيرة.

في أول عيد أضحى بعد الثورة السورية الكبرى يرسم الشعب السوري الحر معالم طريق الخلاص وخارطة طريق الانعتاق النهائية, وتتوضح للعالمين مصائر القتلة السوداء وهم يحفرون قبورهم بأياديهم الملطخة بدماء الأحرار والحرائر من الذين واللواتي أعادوا الكرامة والأمل لأجيال سورية عديدة عاشت مرارة الذل تحت هيمنة سلطان فاشي غشوم أزفت لحظات رحيله النهائية, قبل شهورقليلة لم يكن أحد في العالم يتوقع كل هذا العنفوان الثوري العارم من الشعب السوري الذي غير خارطة الثورات في العالم, بل غير إتجاه التاريخ الإنساني بأسره ونجح في تفجير انبل ثورة عربية في الشرق القديم وبوسائل مجردة من السلاح إلا من الإيمان والإرادة التي تقهر الجبال وتقصم ظهور الجبارين ¯ وتذل المستكبرين وتكسر تحالفاتهم الشيطانية وشعاراتهم التدليسية , ليؤسسوا لحقبة مابعد النصر القريب , في عيد الأضحى لا يسع شعوب الدنيا إلا أن تحني رؤوسها إكراما وإجلالا وتعظيما لأرواح الآلاف من شهداء الثورة السورية الذين قلبوا المعادلات , وحققوا الحلم , وجعلوه واقعيا , ومرغوا أنوف ورقاب الطغاة الطويلة بالتراب ,واثبتوا للدنيا بأسرها بأن الشعب سليل الحضارات لم يتراجع أويقبل الذل والهوان بل إنه يستعيد سمعته التاريخية وينظف الشام العظيمة من الأدران ومن العوالق , ومن لحظات التراجع الطارئة. لقد خرجت أجيال عديدة من السوريين النساء قبل الرجال والأطفال قبل الفتية الأشداء في مهرجان التحدي الحضاري والثوري لتلقين القتلة والمجرمين دروسا تاريخية في الكرامة والشهامة والإباء, ولم يأبهوا لسلاح السلطة القاتل ولا لجيشهم الغشوم الجبان المتشطر على الضعفاء والمسالمين, والخانع أمام الأقوياء , وحققوا المعجزة , وفرضوا إرادتهم, وأدوا أمانتهم وسددوا ضريبة الدم المقدسة في صراع الإرادة الطويل لكسب التاريخ وتنظيف الماضي وإنبثاق سورية حرة عظيمة شامخة من بين ركام الفاشية, وقوضوا بلاط القهر والتحكم واللصوصية, لقد أثبت الشعب السوري عن علوكعب نضالي وجهادي حير الأعداء وأطار عقول شياطين الباطنية الرثة وأدعياء الوطنية المزيفة , وهو اليوم يخوض ساحة المعركة النهائية والحاسمة بكل ثقة, وقد أثبتت الأحداث والمجازر السلطوية المستمرة أن نظام مماليك الشام عصي على الإصلاح , وأن هذا النظام مصمم أصلا ليس للتعامل مع شعب سوري حر بل مع قطعان من العبيد والإمعات, وهي حالة لم تعد موجودة بالمرة , كما أن وساطة الجامعة العربية للأسف لم تكن سوى غطاء لحملة دموية سلطوية جديدة ومخادعة هدفها تقديم الوعود ومحاولة كسر إرادة الثوار الأحرار العصية على الكسر والانهزام, بل أن من سيهزم ويولي الدبر هم عملاء النظام وشياطينه المدافعون عنه وحلفاؤه من شياطين الصفوية والتخلف والفاشية. في عيد الأضحى والتضحية تحتدم المعركة النهائية لكنس الفاشية والإرهاب من ربى الشام الحبيبة, وتتعزز مساحات النصر الكبير , وينجز الله وعده وينصر الأحرار ويذل الطغاة , فتحية المجد والشهادة والخلود لشهداء الشعب والثورة السورية الكبرى , وتحية إجلال وإكبار لمجاهدي سورية الحرة بمختلف فصائلهم وهم يسددون ضرباتهم الماحقة لرموز الطغيان, وعيد مبارك لأشقائنا الأحرار في الشام العظيمة وهم ينسجون بدمائهم الطاهرة عقد المستقبل السوري الحر , واللعنة والعار على القتلة والمخاتلين وأعداء الشعوب… ولا نامت أعين الجبناء , والنصر لأحرار الشام العظيمة في عيدهم الأغر.  

السابق
حمدان: العملاء والمأجورون لا يقتلهم الا من يشغلهم
التالي
نديم الجميل: انتقد طريقة تعاطي القوى الامنية مع طلاب جامعة اللويزة