فتفت: تلقيت تهديدا شخصيا من نواف الموسوي وميقاتي يبيعنا كلاما فهو لن يمول المحكمة ولن يستقيل

 أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت، في حديث الى "إذاعة الشرق"، "أنه تلقى فعلا تهديدا شخصيا من عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي بعد جلسة مجلس النواب، حين قال لجميع من كان حاضرا: كل واحد يحكي إلا فتفت".

وأكد فتفت "أن التحقيقات في حادثة مرجعيون في حرب تموز 2006 أظهرت ألا دخل لوزير الداخلية فيها"، وقال: "في 21 أيلول من العام نفسه، زارني المسؤول الأمني لحزب الله الحاج وفيق صفا، وبعد 3 ساعات من النقاش، قال لي أنه بتاريخ وزارة الداخلية لم يخدم حزب الله وزير كما أنا خدمتهم".

ورأى "ان الاختلاف بين قوى 14 آذار والقوى السياسية الأخرى يكمن في المفهوم السياسي، إذ أن الفريق الآخر يرى لبنان ساحة لتصفية الخلافات الدولية، بينما نرى نحن ان لبنان وطن"، متسائلا "هل لبنان وطن أم ساحة؟"، ومؤكدا "ان 14 آذار جاءت لإرجاع الوطن وإخراجه من إطار الساحة".

وإذ قال "أن هناك فريقا مسلحا وفريقا غير مسلح"، رأى "أن السلاح لا يقتصر على حزب الله وحسب بل على حلفائه أيضا"، مؤكدا "أن 14 آذار غير مستعدة للتسلح مهما كان الثمن".

واعتبر "أن عملية اختطاف السوريين الثلاثة من منطقة بئر حسن هي أخطر بكثير برمزيتها السياسية من عملية خطف الاستونيين السبعة، وتعد رسالة للمعارضين السوريين مفادها أن لبنان ليس ملجأ لهم، ورسالة للداخل اللبناني مفادها أن حرية الرأي ستقمع في أي شكل من الأشكال".

وإذ رأى "أن عملية الاختطاف ليست غامضة باعتبارها حصلت في منطقة خلفياتها السياسية معروفة وتؤتمر من حزب الله"، اعتبر "أنها جرت من أجل خلق مشهد رعب لدى المعارضة السورية بهدف قمعها لأنها تلعب دورا سياسيا مهما"، واصفا ما حصل ب"العملية الجرمية"، ومؤكدا "أن المشكلة الأكبر تكمن في كون الدولة اللبنانية صامتة، بينما هي مطالبة بتوضيح الموضوع بأسرع وقت ممكن".

وتوجه فتفت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول إن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، وقال: "نحن اليوم أمام حكومة ميليشيا، فرضت بقوة السلاح، وظهر أن رئيسها الفعلي هو السيد حسن نصرالله. وفي ما خص موضوع المحكمة الدولية، فان ميقاتي يقول أنه سيمولها، لكننا متأكدون أنه لن يفعل".

وعن الخروق السورية في شمال لبنان وكلام السيد نصرالله بأنها "صديقة"، رفض فتفت هذا الوصف، داعيا الجيش السوري الى "اللتعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة الموضوع"، وشدد على أن لا نية سورية لاعتبار العلاقات مع لبنان دولة تجاه دولة"، معتبرا "ان هذا ما كرسته الحكومة الحالية".

ورأى "أن الاستقرار اللبناني مهدد من الداخل لأن اللبنانيين لا يستطيعون إيجاد نقاط جامعة، وهناك فريق يحمل السلاح خلافا للقانون، كما أنه مهدد من الخارج نتيجة ضعف اللحمة في العلاقات بين بعضنا البعض".

وعما يجري شمالا اليوم، قال: "هناك مجموعات مسلحة من 100 و200 عنصر تطلق على نفسها اسم أنصار المقاومة، تزور الجنوب وبعض المناطق اللبنانية أيام الآحاد، وتعمل على إنشاء مربعات أمنية في الشمال، وأسماء هؤلاء أصبحت في عهدة القضاء والأمن". وتابع: "هناك ظاهرة أخرى تجري في الشمال، وهي تصريح رفعت عيد العلني لجريدة الأخبار، ومفاده أن السلاح عنده أهم من الخبز". وطالب الجيش اللبناني ب"نزع السلاح من الشمال، بإعلانه المدينة محظورة السلاح".

إلى ذلك، اعتبر "أن المساندة الشعبية لتيار المستقبل في الشمال هي التي تدفع الرئيس ميقاتي الى التراجع عن بعض المواقف، وتأييد البعض الآخر"، مشددا على "أن الأزمة المالية التي يمر بها التيار لا تؤثر أبدا على مسيرتنا وشعبيتنا".

ورأى "أن الحكومة الحالية لن تستقيل لأنها حاجة لحزب الله وللرئيس السوري بشار الأسد، وحكومة تصريف أعمال لن تكون فعالة"، وقال: "الرئيس ميقاتي يدرك الآن أنه يلعب مع "ناس أكبر منو بتخرمش"، وخيار الاستقالة لا يعود له. وان التمويل لن يحصل كما الاستقالة".

كما رأى "أن النظام السوري غير مهتم بملف المحكمة وتمويلها، لكن كونه حليف أساسي لحزب الله، سيترك موضوع الحسم لهذا الأخير"، وقال: "الرئيس ميقاتي يبيعنا كلاما كما فعل سابقا بالسياسة، ولن يمول المحكمة، ولن يستقيل. لماذا أصبح حزب الله فجأة ديمقراطيا بمطالبته بالتصويت داخل الحكومة على ملف التمويل؟ لماذا لا يطرح التصويت على السلاح؟ هل الرئيس ميقاتي يريد الحقيقة والعدالة؟ لا بد من الوصول إلى العدالة، ومن مصلحة الجميع التعاون مع المحكمة".

وردا على سؤال، أكد أن فريق 14 آذار "مع الحوار"، مذكرا "أن الملفات جميعها تم الاتفاق عليها وحلها في الحوار الوطني الذي جرى سابقا، ما عدا الإستراتيجية الدفاعية والسلاح"، وقال: "إذا كان موضوع السلاح لا يقبل الحوار فلماذا نطالب اليوم بإعادة فتحه"؟

وعن قرار مجلس شورى الدولة وملف الأجور، اعتبر "أن الحكومة ورئيسها تخليا عن دورهما لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتخذ القرار بما يخص هذا ملف، في حين أن هذا الأخير غير مختص بهذا العمل. الشعب اللبناني كله خسر نتيجة هذا القرار الذي أدى إلى ارتفاع فاضح بأسعار كل المواد بما فيها أسعار العقارات".

أضاف: "الاتحاد العمالي ملزم بالتحرك تحت ضغط الناس وضغط الحاجة بعدما سحبه القرار السياسي من الشارع. وان هذا الاتحاد ينتمي إلى فريق سياسي في الحكومة".

وتطرق إلى النازحين السوريين متحدثا عن "وضع سيئ جدا يعانون منه، اذ ان قسما كبيرا منهم يعيشون في العراء أو في بيوت مزدحمة بشكل لا يوصف، أو على سطوح المباني"، مشددا على "ضرورة مساعدتهم إنسانيا"، وقال: "يبدو أن هناك قرارا سوريا بعدم فتح مخيمات للاجئين السوريين، خوفا من تزايد أعدادهم".

وفي موضوع الخوف على الأقليات، قال فتفت: "المسلمون اللبنانيون بحاجة ماسة إلى المسيحيين اللبنانيين للمحافظة على هذا البلد بانفتاحه وحرياته وديمقراطيته. ان التطرف الإسلامي ليس موجودا، وإذا كان موجودا، لم يعد مقبولا في أي دولة من العالم، والدليل هو عدم قيام مظاهرات مستنكرة لقتل رئيس تنظيم القاعدة أوسامة بن لادن والتي أظهرت أن التطرف بات مرفوضا بشكل قاطع. وان تخويف الأقليات أو الوجود المسيحي من التطرف الإسلامي خلفيته سياسية بحتة". 

السابق
يزبك: امريكا تريد تمزيق سوريا ولبنان
التالي
أمير سعودي يعرض مكافأة 900 الف دولار لمن يأسر جنديا اسرائيليا