الحياة: سعد الحريري بعضهم ضد المحكمة خلافاً لما يُعلن

نقلت مصادر وفد قوى 14 آذار الذي زار المملكة العربية السعودية أول من أمس للتعزية بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عن رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري تأكيده أن غيابه لظروف خاصة وأمنية لا يعني أنه لا يتابع التطورات في البلاد وأنه في قلب هذه الأحداث ومجرياتها… «وفي الوقت المناسب سأكون بينكم».

وأوضحت المصادر أن الحريري تحدث أمام وفد كتلة «المستقبل» وقوى 14 آذار الذي التقاه في الرياض عن وجوده خارج لبنان بقوله: «أنا معكم حتى النهاية ورفيق الحريري لم يستشهد كي يتم إقفال دارته. ولدي اعتبارات خاصة وأمنية، والرئيس فؤاد السنيورة حاضر وبيروت ولبنان في قلبه وأنا أنسّق معه».

وتناول الحريري ما يحكى عن ظروف استثمارته وشركاته وتعثرها عبر ما يثار في وسائل الإعلام، فقال إن شركاته تأثرت بالأزمة الاقتصادية مثلما حصل لكل الشركات التي تخضع «لطلعات ونزلات». وتم تجاوز آثار كل ذلك. وكما يقول المثل «فإن النكسة التي لا تقضي عليك تقويك. ونحن الآن أقوياء أضعاف ما كنا عليه في السابق».

وأوضحت المصادر أن الحريري تطرق الى الخلاف حول تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فغمز من قناة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائلاً إن «البعض، خلافاً لما يعلن لا يريد المحكمة، مثل «حزب الله». لكن المحكمة باقية ولا أحد يستطيع إلغاءها لأنها خلاص لبنان وهي قضية عدالة، ليس لرفيق الحريري ورفاقه فحسب، بل لكل الشهداء من كل الطوائف منذ تاريخ استشهاد كمال جنبلاط حتى الآن. ونحن ملتزمون الدفاع عنها في أي موقع كنا حتى ينال المجرمون عقابهم».
 
كما تطرق الحريري إلى العلاقة مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط فأكد أن «كانت للأخير ظروفه في المواقف التي أخذها وأنا أتفهمها في الخلاف الذي حصل. وأنا لم أتناوله أي مرة ولم أتحدث سلباً عنه والكلام الذي كنت أقوله وأتناول فيه البعض لم يكن موجهاً إليه، خصوصاً أن مواقفه تميز عن مواقف الآخرين».

ورد الحريري في حديثه مع حلفائه على ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن الورقة القطرية – التركية فقال: «كانت تقوم على أفكار متنقلة ونقاش في شأنها وفضلاً عن أني لم أوقعها فلست أنا من رفضها. استنسبوا منها ما يريدون من أفكارها التي كانت تشمل قيام كل فريق بموجباته لمصلحة الدولة. نحن كنا نسعى إلى توظيف دم الشهداء من أجل استقرار البلد وليس للثأر. وعلى كل حال فإنه يمكن العودة إلى الجانبين القطري والتركي. ومن رفضوها فعلوا ذلك لأنهم كانوا يشعرون بأنهم ضالعون في عمليات الاغتيال والآن لا يريدون تسليم المتهمين».

ونقلت المصادر عن الحريري قوله إنه لا يخفي سراً بأنه مع تحرك الشعب السوري، «صحيح أن المنطقة تقف على جمر لكنه جمر الشعوب الواعية لكل الظروف ونحن نقف إلى جانبها ومع الربيع العربي».

وأكد الحريري، بحسب المصادر، في ما يخص موقع المسيحيين في لبنان والمنطقة مما يجري، «أن المسيحيين قبلنا في هذه المنطقة وهم أساس فيها وسنبقى معاً مهما كانت الظروف الى الأبد ولا يحاولنّ أحد إلباسهم لباساً آخر. وتجربة العيش المشترك في لبنان نموذجية لكل المنطقة». واعتبر أن «لقاء سيدة الجبل» تحت عنوان دور المسيحيين في الربيع العربي هو أفضل تعبير عن دورهم.

وكان الحريري أكد «وجوب التضامن في مواجهة التحديات الماثلة، لا سيما ما يتعلق منها بلبنان للاستحقاقات المتوجبة على الدولة اللبنانية تجاه المحكمة الدولية»، مشدداً على ان «المحكمة أنشئت في سبيل إحقاق الحق وتحقيق العدالة وقطع دابر الاغتيالات السياسية في لبنان، وإنهاء زمن فرض الخيارات السياسية بالقوة، واعتماد الإرهاب وسيلة للاقتصاص من الخصوم السياسيين».

ونوه في غداء اقامه في دارته في الرياض اول من امس على شرف وفد من قوى «14 آذار» كان زار السعودية لتقديم التعازي بوفاة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبد العزيز، بالدور الذي تقوم به المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم لبنان، وقال: «وجودنا معاً هنا للقيام بواجب التعزية بوفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، هو للتعبير عن عمق الروابط التي تقوم بين لبنان والمملكة، وتحية وفاء وإجلال لروح الفقيد الكبير الذي أحب لبنان وكان من أشد الحريصين على استقراره ووحدة أبنائه».

وأمس، وجه الحريري برقية إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عبر فيها عن حزنه للضحايا والمصابين الذين سقطوا نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة «فان» جنوب شرقي تركيا. 

السابق
الغرب يصادر الثورات العربية
التالي
هل ترطب الاجواء ؟