تجمع لبنان المدني… نحو دولة الحق والقانون والمشاريع اللاطائفية

أعلنت مجموعة من السياسيين والناشطين والمثقفين عن تأسيس «تجمع لبنان المدني» أمس في مؤتمر صحافي عقدوه في فندق حبتور مستندين إلى اندفاعة «الربيع العربي وما يحمله من وعود وأحلام وقيم وأهداف نبيلة»، من أجل «توليد دينامية سياسية وشعبية للدفاع عن مشروع الدولة».

وقدّم الإعلان عن التجمع مالك كامل مروة مشيراً إلى «أزمة بنيوية» في لبنان «تجعل الوطن مجرد مساحة جغرافية للتنابذ والتطاحن بين أجراء الداخل صغاراً وكباراً وللاستقطاب بين قوى الخارج ومحاوره وتجعل من الدستور نصاً جميلاً مع وقف التنفيذ ومن الدولة وعداً معلقاً». وأشار مروة إلى أن «المواطنين باتوا في نظر أصحاب السطوة مجرد رعايا مطيعين منتظمين في قوقعة المذهب أو الطائفة…».

تحدث فيه ثلاثة من أعضائه المؤسسين: مالك مروة وغالب ياغي وعبد الله رزق، في حضور النواب السابقين: حبيب صادق، بيار دكاش، مصباح الاحدب، امين سر "حركة التجدد الديوقراطي" انطوان حداد، العلامة السيد هاني فحص، الاب مارون عطاالله، كريم مروة، ماجد فياض، موسى فريجه، نزار يونس، مروان صقر، سمير عبد الملك، رمزي الحافظ، مروان اسكندر، العميد علي ابو ناصيف، عصام الجوهري، رئيس بلدية بشري انطوان طوق، الياس مخيبر، ريما فواز الحسيني، كمال اليازجي، وليد شقير، محمد مشموشي، نسيم ضاهر، انور رافع، حازم صاغيه، حازم الامين، ديانا مقلد، واسعد بشارة وشخصيات واعضاء الهيئة التأسيسية.

وأوضح مالك مروة أن الربيع العربي يقول إن «الدولة الديموقراطية المدنية ممكنة ونحن نصدق ذلك ونعمل لأجله». وأكد في معرض تعداد «ما نحن لسنا عليه» إننا «لسنا جزءاً من الاصطفاف السياسي القائم في لبنان ولسنا في صراع مسبق مع أحد ولا في تحالف مسبق مع أحد ولا نطرح أنفسنا بديلاً عن أحداً ونتخذ المواقف من الموضوعات والقضايا وليس من الأشخاص والأحزاب أو الأطراف»… 
وعرّف غالب ياغي عن مؤسسي التجمع مشيراً إلى انهم مواطنون لهم تجارب سياسية متعددة وانتماءات مناطقية مختلفة ودينية متنوعة لافتاً إلى «ازدياد عددنا منذ بداية اللقاءات وانحيازنا الواضح إلى الربيع العربي».

وتلا عبدالله رزق البيان التأسيسي الذي أشار إلى «تعطيل الدولة وتشويه الحياة السياسية وتفاقم الاستقطاب الطائفي والمذهبي وتجذر منطق العنف في العلاقات بين الجماعات وبين الجماعة الواحدة. وتحول دولة القانون إلى دولة محاصصة».

ونص البيان التأسيسي على أن كل «المشاريع المذهبية والطائفية سواسية في خطرها على وحدة الوطن وأخطارها تكمن في بنية الأحزاب الدينية أو الطائفية أو المذهبية وإيديولوجياتها ومشاريعها السياسية سرعان ما تتحول إلى خطر مصيري داهم حين تتوافر لها مساعدات خارجية»، وأكد أن على لبنان أن يستفيد من تطورات الربيع العربي لمصلحة إعادة بناء الوطن والدولة وأن يكون في قلب الحراك العربي.

وشدد البيان التأسيسي على أن دولة الحق والقانون والمؤسسات هي الحل… لأن تقليص دور الدولة يفتح الباب أمام الانقسام المذهبي والفتن الداخلية ويفضي إلى التعثر الاقتصادي والإفقار وهجرة الشباب والتدخلات الخارجية والحروب الإقليمية. واعتبر أن الخلاص الوحيد لكل الجماعات يكمن في وحدة وطنية شكلت الضمانة في تحقيق الانتصار التاريخي على العدو الإسرائيلي، ونص البيان التأسيسي على تسليح الجيش اللبناني كأولوية وطنية لحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية، ودعا إلى إصلاحات سياسية وإدارية بدءاً من تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الطائف. كما شدد التجمع على أن لبنان سيبقى في صميم النزاع العربي – الإسرائيلي لكنه دعا إلى توزع الأعباء والمكاسب من ضمن استراتيجية عربية موحدة.
 

السابق
يقود المقاومة…وعمره شهر
التالي
يا عمال لبنان..كونوا طائفيين