أكثر من 1751 مصابة سنوياً في لبنان…إكشفي الآن قبل الندم !!

«من بعد عشر سنين بعدني بتذكر ضحكتها، وأول خطوة خطوتها، وكلّ أعياد ميلادها الحلوة. فيكون تقولو أنا محظوظة بوجودها، بس الحقيقة هي بوجودي محظوظة».
«من عشر سنين كنت مصابة بسرطان الثدي، وأنا اليوم أكتر أم سعيدة. لأن الكشف المبكر أنقذ حياتي.عملي متلي وفحصي حالك، على صحة السلامة الصورة الشعاعيّة للثدي ضرورية مرّة كل سنة ابتداء من عمر أربعين سنة. دايما في أمل».
تختصر تلك الكلمات، التي يبدأ بثّها اليوم في شريط قصير على شاشات التلفزة، تجربة سيّدة أنقذ الكشف المبكر لسرطان الثدي حياتها، فتمكّنت من رعاية ابنتها ومرافقتها.
ويندرج الشريط القصير ضمن نشاطات الحملة الوطنية العاشرة للتوعية حول سرطان الثدي التي تنطلق اليوم وتستمر حتى نهاية العام الحالي في لبنان حيث يعدّ سرطان الثدي الأكثر انتشارا لدى النساء، إذ يشكّل ثلث حالات السرطان التي يصبن بها، ونسبّة واحد وعشرين في المئة من مجمل حالات السرطان في البلاد.

الأكثر انتشارا بين النساء في لبنان

وبحسب السجل الوطني للسرطان الصادر في العام 2007، تسجل ألف وسبعمئة وإحدى وخمسين إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويّا، أيّ ما يعادل ثلاثا وثمانين حالة جديدة لكلّ مئة ألف إمرأة من جميع الأعمار.
كما أن أربعين في المئة من حالات سرطان الثدي المسجّلة في لبنان هي لدى نساء دون الخمسين من العمر، على عكس المعدلات العالمية في هذا المجال.
ويشكّل سرطان الثدي ثاني أنواع السرطان الأكثر شيوعا في العالم، والأكثر انتشارا لدى النساء حيث إن إمرأة من كلّ ثماني نساء هي معرّضة للإصابة بسرطان الثدي. وتسجّل سنويا مليون ومئة ألف إصابة جديدة، وخمسمئة وثماني وأربعون ألف وفاة بسرطان الثدي في العالم بحسب أرقام منظّمة الصحة العالميّة.
والسرطان هو عبارة عن ورم ناتج عن تكاثر غير منتظم وسريع للخلايا. تعتبر النساء فوق سن الأربعين، أو النساء فوق سن الخامسة والثلاثين اللواتي يملكن تاريخا عائليّا بهذا المرض، أو ذوات الوزن الزائد، أو اللواتي لم ينجبن أو أنجبن في عمر متأخّر، أو اللواتي عانين في السابق من سرطان الثدي في أحد الثديين، الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
تتركّز الأعراض على ظهور انتفاخ أو ورم غير عادي داخل الثدي أو قربه حتى المنطقة الممتدة تحت الإبط، أو تغيّر في حجم أو شكل الثدي أو ملمسه أو لونه، أو ظهور احمرار أو طفح جلدي أو الشعور بحكاك أو ألم في الحلمة أو انقلاب في الحلمة أو إفرازات دم.
وفي حال ظهور أحد تلك التغيّرات في الثدي، ينبّه رئيس قسم الدم والأورام في مستشفى جبل لبنان الدكتور فادي نصر النساء إلى ضرورة مراجعة الطبيب.


 
الكشف المبكر: 3 خطوات

ويعتمد الكشف المبكر لسرطان الثدي الذي يؤمّن الشفاء بنسبة تسعين في المئة على ثلاث خطوات. تتمثّل الخطوة الأولى بالقيام بالفحص الذاتي للثدي مرة واحدة في الشهر وابتداء من عمر العشرين عاما، وبعد مضي ثلاثة إلى خمسة أيام من انتهاء فترة الحيض. وتقوم الخطوة الثانيّة على الفحص السريري من قبل الطبيب، ويجب إجراء الفحص مرّة واحدة كلّ ثلاث سنوات عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين العشرين والثلاثين عاما، ومرّة واحدة في السنةّ عند النساء في سنّ الأربعين وما فوق.
وفي الخطوة الثالثة، تشكّل الصورة الشعاعيّة للثدي «الماموغرام» وسيلة أساسيّة وآمنة للكشف المبكر، وهي عبارة عن تصوير الثدي بالأشعة السينيّة « X-ray» للكشف عن التغيّرات الصغيرة والدقيقة في الأنسجة.
ويلفت نصر النساء إلى أن وجود ورم في الثدي لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض سرطان الثدي، فنسبة ثمانين في المئة من الأورام التي يتمّ الكشف عنها هي أورام حميدة وليست سرطانيّة. إلا أنه لا يمكن التأكد من ذلك من دون إجراء فحوصات.
وتنصح السيدات اللواتي في أسرهنّ من أصيب بسرطان الثدي بإجراء الفحص الجيني الذي يكشف عن طفرات في جينات BRAC1 و BRAC2 التي تؤدّي إلى الإصابة بسرطان الثدي، والذي بات متوفّرا في لبنان وإن بكلفة مرتفعة، تقدر بثلاثة آلاف دولار في مستشفى الجامعة الأميركية وبألف دولار في دائرة علم الوراثة في الجامعة اليسوعية. وفي حال الكشف عن تلك الطفرات، يقوم الطبيب بنصح السيدة باستئصال الثدي والمبيض أو بتناول دواء «تاموكسيفين» للوقاية من سرطان الثدي.
وتتركزّ الأبحاث العلميّة الحديثة على التأكّد من فعاليّة أدوية « تاموكسيفين» و « exemestane في الوقاية من سرطان الثدي خاصة بعد مرحلة انقطاع الطمث.
ويؤكّد نصر أنه لا توجد براهين علميّة حول ارتباط النقص في معدّل الفيتامين «د» بزيادة نسبة التعرّض لسرطان الثدي.
أما بالنسبة إلى العلاج من سرطان الثدي، فتعتمد الآليات على الجراحة والعلاجات الكيميائيّة والهرمونيّة والعلاج بالأشعة والعلاجات الموجّهة.
ويلحظ نصر أنّ العلاجات الجديدة وزيادة الوعي حول أهميّة الكشف المبكر ساهما في خفض نسبة الوفيات في العالم من جراء سرطان الثدي بنسبة عشرين إلى ثلاثين في المئة.

الكشف المبكر يبدأ بالفحص الذاتي

وتتحدث الدكتورة رشا حمرا، منسقّة الحملة الوطنيّة ورئيسة دائرة التثقيف الصحّي في وزارة الصحة، عن الحملة التي تنظمّها الوزارة بالتعاون مع شركة الأدوية « هوفمن – لاروش»، وبرعاية اللبنانيّة الأولى السيدة وفاء ميشال سليمان وشعارها «الكشف المبكر ينقذ الحياة».
وهي تشدد أنه يتعين على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الأربعين والخامسة والسبعين إجراء الفحص الشعاعي مرّة واحدة كلّ سنة، ويجب على النساء اللواتي يملكن تاريخا عائليّا بهذا المرض كإصابة إحدى القريبات (الوالدة، الجدّة، الخالة، الأخوات) البدء منذ عمر الخامسة والثلاثين بإجراء الفحص الشعاعي مرّة كلّ سنة.
ويتمّ إجراء الفحص الشعاعي بعد انتهاء فترة الحيض بثلاثة إلى خمسة أيام، ويجب الامتناع عن وضع المساحيق أو العطور المزيلة للرائحة تحت الإبط قبل الخضوع للتصوير.
وتؤمّن الحملة الوطنيّة، بدءا من اليوم، الصورة الشعاعيّة مجانا في جميع المستشفيات الحكوميّة، وبكلفة أربعين ألف ليرة في المستشفيات الخاصة والمراكز الطبيّة المعتمدة في الحملة.
وبعد مضي عشرة أعوام على إطلاق الحملة الوطنيّة الأولى حول التوعيّة من سرطان الثدي، تؤكّد حمرا أن نسبة النساء اللواتي قمن بإجراء الصورة الشعاعيّة في لبنان ارتفعت من خمسة عشر في المئة في العام 2002 إلى خمسة وثلاثين في المئة في العام 2009. وشاركت حوالى ثلاثة عشر ألف امرأة في الحملة في العام الفائت، أظهرت نسبة سبعة وتسعين في المئة منهن رغبتها في إعادة المشاركة.
وتشير حمرا إلى أنه، وللمرّة الأولى، ستوفّر الحملة الوطنيّة الصورة الصوتيّة للثدي بناء على طلب الطبيب بكلفة ثلاثين ألف ليرة في المستشفيات الحكوميّة، وبكلفة أربعين ألف ليرة في المستشفيات الخاصة والمراكز الطبيّة المعتمدة، كما ستشمل الحملة، وللمرّة الأولى أيضا، النساء اللواتي يستفدن من خدمات الضمان الاجتماعي أو تعاونية موظفي الدولة.
وتركّز الحملة في هذا العام على أهميّة الفحص الذاتي للثدي من خلال وضع المنشورات والملصقات التي تشرح للمرأة كيفية إجراء هذا الفحص، ومن خلال تدريب الممرّضات وتعيين ممرضتين في كلّ مستشفى حكومي لاستقبال النساء وتزويدهن بالمعلومات الوافية.
يذكر أن الحملة توفّر خطا ساخنا هو 01511722 للاستفسار ولتلقّي شكاوى المواطنات في حال لم تتجاوب المستشفيات أو المراكز مع طلباتهن.

السابق
هيداك المرض ةأخطر من السرطان!
التالي
إخبار..من أين له شراء طائرة؟!