المستقبل: الراعي لا يلبي سوى دعوات حزب الله وحركة أمل

وفق معلومات «الأنباء» فإن اتصالات ومشاورات تجري بعيدا عن الاضواء لترتيب لقاء مصارحة ومكاشفة يعقد في بكركي بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ووفد قيادي من قوى 14 آذار لبحث آفاق العلاقة بين الجانبين على خلفية مواقف الراعي الاخيرة التي لم ترشح اليها شخصيات مسيحية وقوى 14 آذارية وغيرها.
هذه المعلومات ترافقت مع انتقاد مصادر في «تيار المستقبل» «لانتقائية» الراعي في تلبية الدعوات.

لافتة الى الالتباسات التي رافقت زيارته الجنوبية، اذ في الوقت الذي اعتذر فيه عن عدم تلبية الدعوة التي وجهت اليه للغداء في دارة آل الحريري في مجدليون، كما فكرة استقباله في دار بلدية صيدا في حضور كل أبناء المدينة، لبى دعوة الرئيس بري الى المصيلح، وهو ما دفع الرئيس السنيورة الى تعميم أجواء هذا الموقف، وضعا للامور في نصابها كي لا يقال ان مقاطعته لغداء بري سببها تردي العلاقة بين الجانبين على اثر وثائق «ويكيليكس» إنما السبب الفعلي عائد الى كون البطريرك الراعي قبل دعوة الشيخ محمد يزبك الى الغداء خلال زيارته البقاع ثم دعوة بري الى المصيلح، بينما رفض دعوة الحريري الى مجدليون.

المصادر أكدت ان ما حصل مع آل الحريري كان سبقه تصرف مشابه مع النائب وليد جنبلاط الذي وجه دعوة الى الراعي للغداء في المختارة عندما زار الشوف، غير أن الاخير رفض مفضلا زيارة بعقلين على المختارة، فآثر جنبلاط الابتعاد عن المنطقة بحجة زيارة مقررة له الى موسكو.

المصادر إياها أوضحت أن البطريرك لا يلبي سوى دعوة رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل، وهذه الانتقائية تؤشر الى وجود موقف سياسي وانحياز بطريركي مع فريق ضد آخر، مما يعني ان تراجع الراعي عن مواقفه المعلنة من سلاح حزب الله والنظام السوري هو مجرد تراجع تكتيكي.

في هذا الوقت، وبحسب تقرير لقوى 14 آذار، فإن القمة الروحية التي انعقدت في دار الفتوى، ثبتت صحة التموضعات للبطريرك الماروني بشارة الراعي والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني.

وأشار التقرير الى سلسلة ملاحظات في هذا السياق:

أولا: انها قمة التضامن مع الراعي وقباني، حيث أتت في توقيتها ومضمونها لتتضامن مع البطريرك والمفتي وتعزز رصيدهما في مواجهة الحملات التي يتعرضان لها، كل في بيئته وعلى خلفية طروحاتهما الاخيرة.

ثانيا: شكلت القمة مصلحة مزدوجة لكل من البطريرك الراعي والمفتي قباني، إذ ان الاول في حاجة لإعادة مد جسور الثقة مع الطائفة السنية بعد الكلام الصادر عنه والذي أثار موجة من الردود والاستنكارات في الشارع السني، والثاني يبحث عن دور تعويضي او عن مشروعية بعد كل ما رافق حملة التشكيك بدوره اثر استقبال السفير السوري ووفد حزب الله وجولته الجنوبية برعاية الحزب وابتعاده عن «المستقبل» واقترابه من 8 آذار.

ثالثا: مداخلة الراعي تثبت انه مازال متمسكا بكل كلمة أدلى بها في باريس.

رابعا: تجنب القمة ملامسة اي أمر خلافي على غرار المحكمة والسلاح.

خامسا: اللافت للانتباه اجماع الحاضرين على اعتبار العمل لتحرير بقية الأراضي اللبنانية والعربية المحتلة وتحرير المقدسات الاسلامية والمسيحية مما تتعرض له من انتهاك واعتداء واجبا وطنيا وعربيا جامعا، فما علاقة اللبنانيين بتحرير الأراضي العربية، فضلا عن اغفال مبادرة السلام العربية.

سادسا: على رغم الاشادة بالحراك الجاري في البلدان العربية، غير ان البيان لم يأت على ذكر الأنظمة القمعية التي تنتهك كرامات الناس وتصادر حرياتهم وتمعن في القتل والترهيب.
 
سابعا: اغفال البيان اي ذكر للقرار 1701.

ثامنا: بكركي ودار الافتاء شكلا منذ العام 2005 عامل توازن مع المرجعية الروحية الشيعية التي تدور في فلك الحزبية الشيعية، لكن مع التحولات التي استجدت على موقعي بكركي ودار الافتاء باتت كل هذه المرجعيات تدور بشكل او بآخر في فلك واحد.

وختم تقرير 14 آذار ان بيان القمة كان «كوجبة المستشفيات» طالما انه حاذر الخوض في ملفي المحكمة والسلاح، وهما الملفان الأكثر سخونة في الانقسام اللبناني، كما انه لم يقدم بديلا للخلاف القائم حول هذين العنوانين، فباتت القمة خارج زمان ومكان الخلاف القائم في البلاد، ولذلك يصح القول انها قمة روحية مفتعلة لمصلحة مزدوجة.

من جهة أخرى، شدد المحامي وليد غياض المسؤول الإعلامي في بكركي امس على ان مجلس المطارنة جسم واحد.

وأكد غياض لإذاعة «صوت لبنان» ان زيارة الوفد الديني السوري لبكركي امس الأول ليست لها أبعاد سياسية.

وقال ان الزيارة للتهنئة وسبق لسماحة مفتي سورية (الشيخ حسون) ان أعرب عن نيته في القيام بهذه الزيارة منذ انتخاب البطريرك، لكن تسارع الأحداث في سورية أبطأ الزيارة وكان تشكيل هذا الوفد، لتأكيد الانسجام مع مواقف البطريرك الى جانب التهنئة، وكان هناك تركيز على العمل الديني.

غياض أكد ان زيارة الشيخ حسون واردة في اي وقت تسمح له الظروف، اما عن زيارة البطريرك الراعي الى سورية، فقد نفى غياض ان تكون واردة حاليا لكنها ممكنة لاحقا، حيث توجد ثلاث أبرشيات مارونية في سورية، البطريرك ملزم بزيارتها كباقي الأبرشيات كل خمس سنوات بحسب القوانين الكنسية.

وعن زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة غدا السبت قال غياض انها زيارة رعوية للأبرشيتين المارونيتين في أميركا، وحضور اجتماع مطارنة الانتشار في الولايات المتحدة في السادس من أكتوبر.

الى ذلك، نفى الأب د.يوسف يونس ما نشر عن تحرك يقوم به في الأوساط الأكثرية المارونية مع الاباتي بولس نعمان، ضد البطريرك الراعي، كونه متعبا صحيا ومثله نعمان، مؤكدا ثقته وايمانه بتحركات البطريرك.
 

السابق
مجدلاني: البعض اعتاد الذهاب لسوريا لأخذ التعليمات
التالي
اسرائيل تتأرجح بين لا حرب، أو حرب قصيرة جداً… ضد حزب الله