اللواء: تمويل المحكمة بمرسوم يوقّعه الداعوق نيابة عن قرطباوي أحد أبرز الخيارات

الإجراءات الأمنية الجديدة في محيط الإسكوا، والتي يبدأ العمل بها اعتباراً من أول الشهر (تصوير: محمود
مع حلول شهر تشرين الاول غداً، وعشية جلسة مجلس الوزراء المتفق عليها الاربعاء المقبل، والتي لم يتبلغ بعد الوزراء بجدول اعمالها او تثبيت موعدها، وفقاً لما أبلغه احد وزراء الدولة لـ<اللواء> ليل امس، تراكمت مجموعة من الملفات، سواء منها المتعلقة بتصحيح الاجور التي يطالب بها الاتحاد العمالي العام، او سلسلة الرتب والرواتب لاساتذة الجامعة اللبنانية والدرجات الاربع لمدرسي مرحلة التعليم الاساسي، فضلاً عن السجال الدائر حول التعيينات الادارية وملء الشغور في المراكز الدبلوماسية، واجراء التشكيلات القضائية، الى جموح الوزير جبران باسيل الى فرض مشروع الطاقة على اول جلسة لمجلس الوزراء المتبقى منها اساساً 51 بنداً من الجلسات السابقة، الى الملف الحدودي بين لبنان وسوريا بجوانبه السلعية والامنية والقضائية والتبادل التجاري وحجز حركة التصدير و<الترانزيت> من والى سوريا.

يضاف الى كل ذلك ملف سياسي ثقيل يتصل بنتائج محادثات الرئيس نجيب ميقاتي وفريقه الدبلوماسي في نيويورك مع كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، والتي استقبلت ببرودة في دوائر عونية واخرى قريبة من حزب الله، لا سيما الجانب منها المتعلق بتكرار التأكيدات علىان الالتزام بالقرارات الدولية ليس مسألة انتقائية، وان رئيس الحكومة ابلغ كلينتون <انه سيسعى جاهداً لاقناع الافرقاء في الحكومة لتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا احد عندما اتحدث عن مصلحة لبنان سيكون ضد هذه المصلحة من الشركاء في الحكومة>، فضلاً عن اثارة موضوع على غاية من الحساسية يتعلق بالمساعدات الاميركية للجيش اللبناني، في ضوء زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي للولايات المتحدة المتوقعة في النصف الاول من تشرين المقبل، للاجتماع بالقائد الجديد لهيئة رئاسة الاركان المشتركة الجنرال مارتن دامسي، وهو الموضوع الذي بحثت ترتيباته خلال زيارة نائب مدير الشؤون السياسية والعسكرية لمنطقة الشرق الاوسط في هيئة رئاسة الاركان المشتركة الجنرال جون شارلتون لليرزة امس.

وشدّد ميقاتي، الذي يفترض أن يعود إلى بيروت في نهاية الاسبوع، في حديث لقناة <العربية>، على أن <لبنان ليس في عزلة، ولا أحد يستطيع أن يعزله، وهو دائماً موجود في المحافل الدولية>، مشيراً إلى أن اجتماعه بالوزيرة كلينتون كان <ايجابياً جداً>، وهو ما لمسه أعضاء الوفد الإعلامي الذي رافق رئيس الحكومة، والذي عاد مساء أمس إلى بيروت، بينما انتقل ميقاتي من نيويورك إلى عاصمة أوروبية، لم يكشف عنها لتمضية إجازة قصيرة.

اما موضوع المحكمة الدولية، الذي كان أحد المواضيع الرئيسية في محادثات رئيس الحكومة في نيويورك، والالتزامات التي اعلنها هناك هو ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، فقد رأى مصدر في الأكثرية لـ <اللواء> انها لا تعبّر سوى عن رأي مطلقيها ولا تفرض التزامات على أحد في الحكومة، مشيراً إلى أن كل طرف في هذه الأكثرية أعطى رأيه في هذا الملف، وعندما يحين الوقت المناسب سوف تتم معالجة هذا الموضوع وفق آلية قانونية ومخرج يتفق عليه الجميع.

وأكّد المصدر المسؤول بأن المعالجة لا يمكن أن تتم الا وفق ثابتتين: واحدة دستورية تتعلق بإعادة النظر في شرعية المحكمة، وأخرى قانونية تتعلق بإعادة فتح ملف شهود الزور بكافة متفرعاته، في اشارة إلى احتمال مقايضة التمويل بتعديل البروتوكول الموقع بين الحكومة اللبنانية والمحكمة، عندما يحين اوان تجديدها في شهر آذار المقبل، علماً أن هذا التمديد قرار يتخذه الامين العام للامم المتحدة في <اجراء صامت> سواء طلبه لبنان أو لم يطلبه.

مخرج للتمويل وكشف مصدر وزاري مطلع لـ <اللواء> انه من بين المخارج المقترحة، إصدار مرسوم بدفع ما تبقى من حصة لبنان بتمويل المحكمة، والبالغة 33 مليون دولار، يوقع عليه الرئيسان سليمان وميقاتي ووزير المال محمّد الصفدي ووزير العدل بالوكالة وليد الداعوق، لأن وزير العدل الاصيل شكيب قرطباوي أبلغ المعنيين انه ملتزم بقرار تكتل الإصلاح والتغيير الذي أعلن رئيسه النائب ميشال عون انه لن يصوت على قرار التمويل، حتى لو صوت عليه <حزب الله>.

وأضاف المصدر أن أي قرار لم يتحدد بعد، بانتظار مشاورات بعيدة عن الأضواء سيجريها الرئيس ميقاتي، مع التكتلات السياسية المشكّلة للحكومة التي يرأسها، ولا سيما مع الرئيسين سليمان ونبيه بري و<حزب الله>، باعتبار أن رئيس جبهة <النضال الوطني> النائب وليد جنبلاط سبق أن أعلن تأييده لتمويل المحكمة، وأن تبادل الرأي مع النائب عون سيكون بلا جدوى.

وكشف المصدر أن الرئيس ميقاتي سيطلع مجلس الوزراء برغبته بزيارة قريبة إلى دمشق، يتوقع أن تتم في الأسبوع المقبل، حيث سيجري محادثات مع الرئيس بشار الأسد الذي استقبل أمس الرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل، بعدما كان استقبل قبل ذلك بيوم واحد الرئيس سليم الحص.

14 آذار في المقابل، كشفت مصادر مطلعة، أن اتصالات ومشاورات تجري بين قادة قوى 14 آذار لإعادة ترتيب منهجية العمل والتواصل بين قوى المعارضة نيابياً وحزبياً وسياسياً بهدف تفعيل الحركة السياسية للمعارضة، والتصدي لمحاولات تعطيل التزام لبنان تجاه المحكمة.

وعلمت <اللواء> أنه تقرر، في هذا الإطار العودة إلى عقد اجتماعات دورية لقادة 14 آذار وإعلان المواقف السياسية التي يتم التوافق عليها.

 
وأوضح مصدر في الأمانة العامة لـ 14 آذار أن الاتهام المباشر <لحزب الله> بالاغتيالات التي حصلت في لبنان، والذي وصف بأنه <نقلة نوعية> جاء من ضمن مقتضيات المواجهة مع الحزب بغرض الوصول إلى الحقيقة والعدالة، مشيراً الى أن هذا الاتهام رسم خطاً بيانياً للمواجهة، ولو أنه جاء متأخراً عن القرار الاتهامي للمحكمة والذي وجه الاتهام إلى أربعة عناصر من الحزب.

إلا أن المصدر لفت الانتباه إلى أن كل الخطوات مجمّدة حالياً بانتظار تمويل المحكمة، ولن نقبل إلا بأن تموّل من قبل الحكومة.

طرق <الاسكوا> على صعيد آخر، تقرر ان تقفل بدءا من اليوم الطرق المحيطة بمبنى <الاسكوا> في وسط بيروت، وهي عبارة عن طريقين: الاول شرق المبنى، والثانية وهو المعروف <بنفق الاسكوا> خلف المبنى، حيث سيتم تحويل السير الى الشوارع المحيطة لامتصاص ضغط حركة السيارات.

وجاء هذا القرار الذي اعلنه قائد سرية سير بيروت في قوى الامن الداخلي العميد محمد الايوبي، في اطار اجراءات حماية أمنية طلبتها الأمم المتحدة من رئيس الحكومة ووزير الداخلية مروان شربل، عبر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، على خلفية معلومات تبلغتها عن احتمال تعرض المبنى لخطر أمني، ربطاً بالاعتداءات التي تعرضت لها قوات <اليونيفل> في الجنوب.

ومع ان القوىالامنية، ابلغت وليامز انها لا ترى ان هذه المخاطر جدية في مستوى عال، بالاضافة الى ان الاجراءات التي طلبتها من شأنها ان تخنق المدينة، خصوصا وان هناك اشغالاً تجري حالياً في نفق بشارة الخوري، فإنها لم تمانع في اجراء تجربة لمدة اسبوع او عشرة ايام لاختبار مدى انعكاس هذه الاجراءات على حركة السير، علماً ان العاصمة لا تحتمل اقفال شريان حيوي، كالطرق المحيطة بـ <الاسكوا>، اذ ان السير القادم من فؤاد شهاب والمتجه الى نحو نفق سليم سلام سيتحول الى ساحة الشهداء وشارع ويغان، وصولا الى منطقة ميناء الحصن والالتفاف مرة جديدة باتجاه سليم سلام، وهذا الالتفاف سيغرق المنطقة بكاملها بزحمة سير خانقة.

وعلمت <اللواء> ان رئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد ابلغ محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش احتجاجاً عبر كتاب رسمي ضمنه طلبا بابقاء جزء من الطريق مفتوحا للسير تسهيلاً لحركة الانتقال. 

السابق
النهار: الأكثرية تتهيّأ لملف تمويل المحكمة وجعجع مع محاولة لإغراق بكركي
التالي
الانباء: إجراءات أمنية صارمة حول المقرات الدولية في لبنان استباقاً لمذكرات اتهام جديدة قريباً بقضية الحريري