اقليات القرن الواحد والعشرون

لان الزمن ليس مرحلة تاريخية فقط…الزمن هو طريقة تفكير وبمعنى اخر من الممكن ان يعيش المرء بالقرون الوسطى حتى وان كان موجود في زماننا الحاضر….
ان مقولة حماية الاقليات تعيدنا في الذاكرة الى مرحلة ما قبل قبل القرون الوسطى..الى مرحلة القبائل المتوحشة حيث كانت كما يروى :القبيلة الكبرى تغزو القبيلة الصغرى فتقتل رجالها وتسبي نساءها وتستولي على اموالها وانعامها ..وكانت عملية الغزو في ذاك الزمان الغابر امر طبيعي جدا وغير مستنكر حتى من المغزو عليهم.. وانا هنا لا انكر ان لعبة المصالح والمغانم ما زالت العامل الاكبر يرسم سياسات الدول والانظمة …
اتفهم جيدا ان اميركا غزت العراق واطاحت بدكتاتوره طمعا بثروته النفطية … وحاملات الطائرات لحلف الناتو تحركت بليبيا حماية لمصالح شركات النفط الاوروبية …وهذا اخيرا يفسر سكوت نفس هذه الدول عما يحدث من مذابح بسوريا والبحرين …. اما ان يطالعنا غبطة البطريرك بنظرية حماية (الاقلية) المسيحية في الشرق فقط بلحاظ العدد والانتماء الديني ويصور ان المسلمين يتحيزون الفرصة للانقضاض عليهم فقط كونهم مسيحيين ….
وبالتالي تصوير المسلمين على انهم يعيشون بمرحلة ما قبل القبيلة والعشيرة فهذا ما لم افهمه خاصة ان هذه الصورة القاتمة هي نفسها فكرة وسيناريو واخراج الانظمة الدكتاتورية التي يدعو غبطته للاحتماء بهم ..مع العلم يا نيافة الغبطة ان المسلمين بشقيهم (الشيعي والسني) تحولو جميعا عند هذه الانظمة الى مجرد اقلية بالمعنى الاستهدافي والحقوقي…وان الاكثرية ما هي الا زبانية وعائلة الحاكم بمعنى الاستئثار بالحكم فضلا عن الثروات المنهوبة من قبلهم..
هذا يعني ان الموضوع يكمن بالخيارات السياسية وبطبيعة الانظمة المأمول انتاجها في ظل حراك {الربيع العربي} ……
يا نيافة البطرك :ليس من الشطارة تأمين سلامة اي (اجتماع بشري) بغض النظر عن الهوية الدينية لمرحلة زمنية محدودة…الشطارة كل الشطارة هو العمل على بناء اطر سياسية تضمن سلامة الجميع في لبنان والوطن العربي الى ابد الابدين……وهذا لن يحصل الا بتعزيز الديمقراطية في سائر الشرق وانطاكية ..وما الاطمئنان الذي تعيشه الاقلية المسلمة في الغرب الا خير دليل …..فنحن لا نخاف على الوجود الاسلامي هناك ليس لان الحاكم مسيحي بل لان من يحكم هي الديمقراطية والدساتير والدولة المدنية الحافظة للجميع…
وهكذا نكون في القرن الواحد والعشرون حقيقة

 

السابق
فياض قدم التعازي بنجل عبدالناصر في القاهرة
التالي
إسقاط إعلامي لا أكثر !!