التعليم جنوباً (2)..الشيخ أحمد نصار: عن الطلاب المتسربين بلا فرص عمل

الشيخ أحمد نصار

خلال العقد الفائت انتشرت المعاهد التي تدرس الدين الإسلامي بشكل لافت، لكنها معاهد لا تؤمن فرص عمل للمنتسبين والمنتسبات وتتحول برامجها إلى آلية لاكتساب ثقافة إسلامية تشريعية فحسب.
التعليم الديني الإسلامي الذي يعطى في المعاهد الخاصة هو تعليم غير منهجي يعتمد على الدورات المحددة بمدة زمنية. وبعض هذه المعاهد استحصل على ترخيص من وزارة التربية وبعضها الآخر استحصل على حجة شرعية من الحاكم الدينية لمزاولة نشاطه.

موافقة دار الفتوى
يقول إمام المسجد العمري الكبير في صيدا الشيخ أحمد نصار: بعد تقديم الأوراق اللازمة إلى مديرية التعليم الخاص في وزارة التربية للحصول على ترخيص رسمي، تحتاج المديرية إلى موافقة من دار الفتوى، لإعطاء الترخيص النهائي والإذن ببدء العمل!

المعاهد في الجنوب
يضيف نصار: يتبع لدار الفتوى معهد ديني تعليمي يعرف باسم أزهر لبنان ولديه في الجنوب فرعان الأول في صيدا والثاني في صور وفي صيدا معهد العلوم الشرعية في مركز المفتي جلال الدين الثقافي، الذي يحوي أيضاً فرع أزهر لبنان. وهذان المعهدان رسميان ولديهما ترخيص من وزارة التربية.
ويزيد: وهناك معاهد غير رسمية مثل معهد صيدا للتعليم الشرعي ويتبع الوقف الإسلامي الذي يرأسه الشيخ عبدالناصر جبري، ويتعاون معه معهد القدس الكائن في منطقة البركسات وهو يتبع لحركة حماس الفلسطينية. وتوجد معاهد للبناء السلفي أهمها: “كُتَّاب” عبدالله بن سعود.

شروط الانتساب
وتختلف شروط الانتساب لهذه المعاهد من معهد إلى آخر، ففي حين يشترط أزهر لبنان أن يكون المنتسب حاملاً لشهادة البريفيه فإن مركز المفتي جلال الدين يستقبل حملة البريفيه من جهة والمتسربين من المدارس ولكن يجيدون القراءة والكتابة من جهة أخرى، حسب تعبير الشيخ نصار. ويوضح: أما بقية المعاهد فإنها تستقبل كل من يجيد القراءة والكتابة ولا يقل عمر المنتسب عن 14 عاماً.
وعن التعليم في هذه المعاهد، يشرح : يتناول التعليم النواحي الفقهية والعقائدية إلى جانب التوجه السياسي للطرف المشرف على المعهد، مثلاً في معهد القدس فإلى الجانب الديني يتم شرح التوجه السياسي لحركة حماس.

الفئات المستهدفة
يستقبل فرعا أزهر لبنان في صيدا وصور الإناث كذلك معهد القدس في حين أن معهد التعليم الشرعي يستقبل الإناث صباحاً والذكور مساء كذلك “كُتَّاب” عبدالله بن سعود. ويبدو أن هناك أغلبية أنثوية لرواد هذه المعاهد يردها الشيخ نصار “لأن معظم المتسربين من المدارس من الإناث، اللواتي يجدن أنفسهن في فراغ يحاولن سده من خلال التعليم الديني الشرعي”.
يتلقى المنتسب إلى المعاهد دورات متتالية لمدة ثلاثة أعوام يحصل في نهايتها على شهادة ثانوية شرعية، ويستطيع من يريد أن يكمل دراسته في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الجنان في صيدا لمدة أربع سنين، يحصل بعدها المنتسب على شهادة جامعية. “لكن هذه الشهادة لا تعادلها الوزارة بأي شهادة أخرى، إلا إذا كان حاملها قد حصل على شهادة الثانوية العامة.

فرص العمل
ويوضح الشيخ نصار: أن خرّيج المعاهد والجامعة لا يجد مكاناً له في سوق العمل، ويصير تعلمه أشبه بالتثقيف الإسلامي. إلا أن بعض الخرّيجين قد يحظى بوظيفة أستاذ تعليم ديني في إحدى المدارس ويتقاضى راتبه من دار الفتوى أو يعمل أستاذاً أو مدرّباً في جمعية ذات اتجاه إسلامي وفي منطقة صيدا الآن 27 مدرّساً يعملون في المدارس الرسمية.

التعليم في مجتمع متنوع
وعن كيفية التعليم الديني في مجتمع متنوع، يجيب نصار: يحظر على المدرسين الحديث في القضايا الدينية التي تثير خلافات بين أبناء الدين الواحد أو الأديان المختلفة، وعلى المدرس أن يشرح للطلاب مبادئ الإيمان بالله وأنبيائه ورسله وأن يعلّمهم السلوكيات الأخلاقية في الدين، وكما يعلم الجميع، فإن التعليم الديني يخضع للمحاصصة أيضاً، وخصوصاً أن لكل منطقة في لبنان خصوصيتها المذهبية أو الطائفية. وبناء عليه يتم الطلب من إدارة المدارس الموافقة على التعليم الديني واستقبال مدرّس ما، مثلاً لا يمكن أن نطلب من إدارة مدرسة في جزين الموافقة على تدريس الدين الإسلامي السنّي، والشيء نفسه في مناطق الجنوب الشيعية والعكس صحيح.

إيجابية وسلبية
وللتعليم الديني إيجابياته وسلبياته يحاول الشيخ نصار تسليط الضوء على الأمرين قائلاً: من إيجابية التعليم الديني أننا أمرنا بمعرفة الدين، وخصوصاً أن مجتمعنا ما زال ضعيفاً بتحصيل الأمور الدينية، لذلك فإننا ننشر ثقافة دينية يمكن أن يكملها الإنسان إذا انتسب للجامعة. أما في الجانب السلبي، فإنا لا نمتلك حدوداً للعمامة والزي، فأي شخص كان يستطيع أن يلبس زي الشيخ ويدعي المعرفة الدينية ويبدأ بنشر الآراء التي ربما تسيء للدين نفسه. وخصوصاً أن السياسة قد طغت على موضوع الدين الذي صار يستخدم كمطية لأطراف وشخصيات سياسية مختلفة.

السابق
اللواء: ميقاتي يؤكد أن تمويل المحكمة قائم وكلام عون ضد الموظفين السنَّة غير مقبول
التالي
السفير: ميقاتي يؤكد أنه ملتزم بالمحكمة .. وحزب الله بريء