ارتكب جريمة الكترونية من دون علمه!

فتح طوني باب المنزل بعدما قُرع الجرس متوقعاً رؤية أصدقائه الذين اتفق معهم على تناول العشاء في الخارج. غير ان الزائرين لم يكونوا سوى ثلاثة أشخاص عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من الشرطة القضائية قصدوا منزله للاشتباه في ارتكابه جرماً إلكترونياً. ذُهل طوني ولم يفهم ما المقصود بجرم إلكتروني!
خلال التحقيق، تبيّن أن المجرم الحقيقي ارتكب جرمه باستخدام حساب طوني الإلكتروني في شبكة الانترنت اللاسلكية بعدما حصل على كلمة المرور السرية. كيف حصل ذلك؟ وهل هذا يعني ان شبكاتنا اللاسلكية باتت عرضة للقرصنة والاختراق، وأننا مهددون بانتهاك خصوصياتنا وانتحال صفاتنا لارتكاب أفعال غير مشروعة؟
تزايدت في الآونة الأخيرة حاجة الناس الى استخدام شبكة الانترنت لتبادل المعلومات بطريقة سريعة وآمنة. من هنا جاءت فكرة استخدام الشبكات اللاسلكية التي تُمَكِّن المستخدم من دخول الشبكة التي يريد والاتصال بالآخرين من أي مكان دونما حاجة الى كابلات ما دام موجوداً ضمن نطاق الشبكة اللاسلكية. ومع توافر أجهزة الاتصال بالانترنت لاسلكياً في أي مكان، كالكومبيوتر والهاتف الخليوي والأجهزة اللوحية، زاد الإقبال على شبكات الانترنت اللاسلكية، التي تستخدم في نقل المعلومات والبيانات بين المستخدمين عبر وسط غير مرئي للاتصال متمثلاً بموجات الراديو والموجات تحت الحمراء. غير أن هذا الأمر يشوبه الكثير من السلبيات، كما يقول رئيس مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية التابع للشرطة القضائية الرائد إيلي بيطار، في حديث الى "نهار الشباب". لماذا؟ يشرح: "في حال أراد شخص ما التنصت على مشترك في خدمة الانترنت يستخدم الكابل لتوصيل الخدمة الى جهازه المعلوماتي، على الاول ان يعترض البيانات (Data) التي تمر بالسلك من خلال تجهيزات خاصة، أو عبر زرع فيروسات في داخل الاجهزة المعلوماتية لنقل المعلومات. أما في حال استخدام الشبكات اللاسلكية، فلم يعد الـ Hacker يحتاج الى الوجود بالقرب من الأجهزة المراد خرقها والتنصت عليها، نظراً الى ان المعلومات تُبثّ هوائياً ما بين الجهاز الذي يزود المستخدم خدمة الانترنت لاسلكياً وأجهزة الكومبيوتر المتصلة به. وفي حال وجود الهاكر او القرصان في مسافة تبعد عشرات الأمتار من المستخدم، يمكنه الاستعانة ببعض الأجهزة واللواقط الموجهة لتقوية الإرسال والهوائيات ذات البث الضعيف. لذلك، عمدت الشركات التي تصنع أجهزة تزويد الانترنت لاسلكياً والتي تُعرف بـ"WiFi Router"، الى تزويد تلك الأجهزة نظاماً لتشفير الاتصال بينها وبين الأجهزة الأخرى المتصلة بها".
أجهزة خرق صينية

هل يعني ذلك أننا كمستخدمين أصبحنا في مأمن من الخروق الإلكترونية؟ يجيب بيطار: "من البروتوكولات الأكثر اعتماداً في التشفير، نظام التشفير (Wired Equivalent Privacy WEP). لكن رغم طرق التشفير المعقدة، تمكن القراصنة من اختراق الشبكات اللاسلكية من خلال استخدام برامج متوافرة في الأسواق لخرق كلمات المرور السرية الخاصة بمستخدمي الشبكات اللاسلكية بعد التنصت عليهم وتحليل المعلومات لفترة زمنية معينة تختلف باختلاف قوة كلمات المرور والوقت الذي تستغرقه عملية التحليل لفك الرموز. ونظراً الى سهولة استخدام تلك البرامج وتوافرها للعامة، قام بعض الأشخاص بإنتاج تجهيزات صغيرة مبرمجة، وزرعوا في داخلها تلك البرامج التي تعمل على أجهزة الكومبيوتر". لكن ما هي تلك الأجهزة ومن قام بصنعها؟ "يُقال إن تلك التجهيزات تُصنع في الصين وأُدخل بعضها الى السوق اللبنانية"، بحسب بيطار، الأمر الذي "أتاح الفرصة أمام أي شخص لامتلاك أحد تلك الأجهزة والتنصت على المستخدمين وخرق أجهزة الـWiFi المحيطة بمكان وجوده والتي تعتمد نظام (WEP)".
سرقات وجرائم

لكن ماذا يعني الحصول على كلمات المرور الخاصة بالشبكات اللاسلكية؟ يشدد بيطار على ان ذلك ينطوي على أخطار جمة، فلدى حصول شخص ما على كلمات المرور السرية تلك يصبح في إمكانه الدخول الى الانترنت واستخدامها في شكل مجاني، كما يمكنه ان يرتكب جرماً افتراضياً (cyber crime) بالتستر خلف هوية المشترك الحقيقي بالانترنت مالك الحساب المسروق. لذلك يتوقع أن يصدر تعميم في الأسابيع المقبلة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لتوعية المواطنين على ضرورة الانتقال من نظام التشفير (WEP) الذي يستخدمونه الى النظام (WiFi Protected Access WPA2) الذي يعتبر أكثر أماناً ونجاحاً في منع الاختراقات من سابقه".
ويشير الى ان "إحدى المؤسسات التي تقدّم خدمة (DSL)، قامت بتسليم المستخدمين أجهزة لاسلكية موجهة (WiFi Router) مع كلمات المرور الخاصة بها، وهي عبارة عن تشفير معين يتألف من اسم حساب المشترك في خدمة الانترنت – ويظهر عادة في لائحة أسماء الشبكات اللاسلكية المجاورة التي يلتقطها الكومبيوتر أو الهاتف – متبوعاً برقم معين. لكن القراصنة تمكنوا من فك هذا التشفير من خلال برامج ومواقع إلكترونية معينة تكشف كلمات المرور بمجرد إدخال اسم الشبكة اللاسلكية. وتمت مراجعة تلك المؤسسة للقيام بالإجراءات المناسبة لتغيير الأسماء والأرقام حرصاً على خصوصية المستخدمين ولحمايتهم من التجسس والتنصت وتوفير الأمن الإلكتروني لهم".

كيف يمكن معرفة نظام التشفير؟

لفت الرائد بيطار الى ضرورة الانتقال من نظام التشفير "WEP" الى نظام "WPA2" الاكثر أماناً، وهذا الامر يجب ان يقوم به مزودو خدمة الانترنت. لكن لمعرفة اي نظام تشفير تعمل من خلاله الانترنت لدى المستخدم، يمكن النقر على مؤشر الشبكة اللاسلكية الذي يظهر أسفل شاشة الكومبيوتر، ثم النقر بزر الفأرة الأيمن على اسم حساب المستخدم المسجل على الشبكة واختيار (Properties) وبعدها (Security)، فيظهر اسم النظام ضمن خانة (Encryption Type).

نصائح أمنية

كي تكون شبكة الانترنت اللاسلكية التي تستخدمها في مأمن من أي اختراق، اليك بعض النصائح الأمنية:
-1 استخدم تشفيراً فعالاً.
-2 اختر برامج قوية للحماية من الفيروسات (Antivirus).
-3 اختر كلمات سر قوية.
-4 اعمل على خفض انتشار الموجات الراديوية، بحيث لا تسمح للأشخاص خارج منطقتك بالتطفل على الشبكة واختراقها.
  

السابق
أطول فترة زواج
التالي
الجيش اللبناني اوقف في جبال دير العشاير الحدودية في راشيا سيارة بيك آب محملة بعصي كهربائية واجهزة اتصال فردية وعطور تسبب الدوار كانت مهربة الى سوريا عبر المنافذ غير الشرعية