المرأة العربية أفضل من الرجل

قرأت عن محامٍ خان زوجته وعندما واجهته قال لها إنها تنتقده باستمرار، وإنها أصبحت باردة، وإن الجنس معها لم يعد مثيراً، وإنه يشعر إلى جانبها وكأنه وحده. كانت مرافعته مؤثرة إلى درجة أن الزوجة حمّلت نفسها مسؤولية خيانته واعتذرت له.

ليس كل زوج محامياً، لذلك أقترح على كل من يضبط بالجرم المشهود، وليس محامياً ليدافع عن نفسه، أن يفرَّ إلى البرازيل، ففي غابات الأمازون أماكن كثيرة يستطيع الاختباء فيها.

أكتب على خلفية مسرحية عرضت في أدنبرة أخيراً عنوانها «لماذا يخون الرجال؟»، وقد قرأت عرضاً لها وسألت صديقاً هل عنده جواب وقال «ليه لأ؟».

هو كان يهذر، إلا أن جوابه هو ما طلع به بيدار دي بوركا، وهو كوميدي كتب المسرحية بعد أن قام ببحث طويل في الموضوع، ووجد بين أهم الأسباب أن الرجل يخون زوجته لأنه قادر. وإذا لم تخني الذاكرة فإنني أرجح أن هذا السبب الذي قدمه بيل كلينتون في مذكراته، وهو يتحدث عن علاقته مع مونيكا لوينسكي، فقد قال إن أسوأ ما في الموضوع أنه فعل ما فعل لأنه شعر بأنه قادر على ذلك.

لا أعتقد أن هيلاري كلينتون صدقته أو غفرت له، مع أنه «مسحوب من لسانه» كأفضل محامٍ، إلا أنها قدّمت مستقبلها السياسي على كبريائها الشخصي. وهي بذلك كانت تمثل القاعدة لا الشذوذ عليها، فقد قرأت أن تسعاً من كل عشر نساء يعرفن بخيانة أزواجهن ويسكتن، يدفعهن إلى ذلك الأولاد، أو عدم استقلال المرأة المالي، أو أنها لم تعد في عمر تستطيع معه العودة إلى ميدان الزواج، أو أنها لا تريد الشماتة بها، كما لا تريد أن تعتبر فاشلة.

هناك التي قالت: الرجال وحوش، ولكن من حسن الحظ أنني أحب الحيوانات.

أعود إلى السؤال «لماذا يخون الرجال؟» وقد قرأت بين الأجوبة أن الرجل يريد أن يشعر بأنه قادر، وأنه لا يزال مرغوباً، أي الغرور الشخصي.

غير أن أكثر الأسباب تردداً كان أزمة منتصف العمر، وقد قرأت عنها صغيراً كبيراً، حتى أكاد أصدق ما أقرأ مع أنني وأصدقائي لم نُصَب بها، وهذا من دون دفاع عن أحد، فبين الذين أعرفهم من «يلعب بديله» حتماً، إلا أنه فعل ذلك بعد شهر العسل مباشرة، وفي الأربعين والخمسين والستين، وأصبح يكذب بعد أن هرم وقصّر.
.

الآن يحاول كثيرون الدخول في علاقات محرمة عبر مواقع الإنترنت، وقد قرأت عن رجل اتصل بموقع اسمه «قلوب حائرة» وأرسل مواصفاته، وردوا عليه أنهم ليسوا محتارين إلى هذه الدرجة. وربما ترجمت اسم الموقع إلى «قلوب يائسة» وهنا يصبح الرد «لسنا يائسين بهذا القدر».

طبعاً الجرائد ملأى بأخبار المشاهير وخياناتهم الزوجية باسم أزمة منتصف العمر، وما على القارئ إلا أن يشكر ربه ويحمده لأنه مغمور. وكلنا يعرف قصة لاعب الغولف تايغر وودز الذي لم ينتظر وسط العمر ليخون. غير أنني قرأت أيضاً عن الممثل هاريسون فورد الذي قرّر عندما بلغ الستين قبل ثماني سنوات أن يطلق زوجته بعد 20 سنة من علاقة طيبة نادرة في هوليوود، ثم وضع حلقاً في أذنه، ولبس ثياباً جلدية قاتمة وأصبح يتردد على الحانات. وهو تزوج في بداية هذه السنة الممثلة كاليستا فلوكارت التي تصغره بـ 22 سنة. والكل سمع عن دومنيك ستروس – كان الذي صمدت زوجته آن سنكلير معه بعد تهمة الاعتداء على خادمة في أحد فنادق نيويورك، وعادت به قبل أيام إلى باريس. وأغرب منه بيار لاغرانج، وهو رجل مال ومليونير كبير، طلّق فجأة زوجته كاثرين وترك أبناءهما الثلاثة ليعاشر مصمم أزياء اسمه روبي لروبي، ويدفع 160 مليون جنيه استرليني ثمناً للطلاق.

ربما كانت مشكلة الزواج أنه حكم مؤبد، وكان أفضل لو أنه مثل رخصة قيادة السيارة التي تُجدد كل خمس سنوات أو تُلغى. وإلى أن تتغير القوانين من حكم مؤبد إلى خمس سنوات سجن مع إمكان خفضها لحسن السلوك (أو سوئه)، فإن خيار الرجل والمرأة العزوبية والتعاسة أو الزواج وتمني الموت.

أو هناك مخرج آخر، فقد قرأت عن رجل ربح مليون دولار في اليانصيب وعندما بلّغ زوجته أصيبت بنوبة قلبية وماتت من الفرحة فقال: الحمد لله، الخير يأتي دفعة واحدة.

من النادر جداً أن يربح رجل الجائزة مرتين والغالب أنه يطارد المرأة حتى يقع في الشباك ثم يبدأ بطلب البحث عن منافذ للنجاة، وقد نسي المثل: إذا وقعت يا فصيح لا تصيح.

وإذا كان لي أن أختتم بكلمة جد واحدة بعد بحر الهذر السابق فهو أن المرأة العربية أفضل من الرجل، وأن كل أنثى عربية تتزوج تنال أقل مما تستحق لأن الرجال الرجال في بلادنا قليل

السابق
لقاء للطلبة الفلسطينيين وممثلي الجامعات 106 مرشحين للحصول على منح مجانية
التالي
مناورة لليونيفيل في الناقورة