احمد م. ياسين (مدونة لبناني)

من المعلوم أن التراجع عن الخطأ فضيلة و الإعتراف به إنجاز لا يقوى على فعله إلاّ قلّة، و للمظلوم يوم ينصف فيه على من ظلمه فيعود الحق السليب إلى أصحابه لو مهما طال الزمن، فعفوا” خالد الضاهر، عفوا” يا سعادة النائب.

كيف يمكنني أن لا أعتذر منك يا سعادة النائب من بعد ما جرى عليك في الأيام و السنوات التي مضت، كيف لي أن لا أعتذر عن قتل الجيش أصحابك و إخوانك في المنية و إيصالهم إلى السجون اللحودية، كيف لي يا سعادة النائب أن لا أواسيك على فقد المجاهدين من الذين درّبت و علمت أصول الدين في نهر البارد؟ لك الحق في مهاجمة جيش حرمك من إخوانك و من حلمك الإسلامجي –شكلا” لا مضمونا”-، عندما تحرم الأم من ولدها و تبكي يتضامنون معها لعظيم مصابها، أما أنت يا أستاذ فتح الإسلام و معلمها، فلا تضامن منهم و لا دعم لك، حتى أنهم يهاجمونك فقط لأنك أردت إنشاء إمارة إسلامية تضمن فيها للجميع آخرة كما يشتهون في جنّات النعيم، أعتذر منك لأن جيشي حافظ على وحدة الأرض و أبقى الشمال لبنانيا” لا إسلاميا”.

أعتذر منك يا خالد الضاهر على بكاء الأمهات في حلبا، هؤلاء الأمهات جاهلات لا يعلمن أنك قتلت أبنائهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب، أعتذر بإسم شهداء حلبا على موتهم! فهم من خرجوا يدافعون عن انفسهم في وجه شبابك المؤمن المجاهد، حامل راية الحريري الغرّة الحميدة، لقد قتلتهم لتطهر الشمال من خونة الحريري، لتسكت كل من يجرؤ على قول “لا” في وجه أهل السنة و الجماعة التي هي منك براء، قتلت 11 شابا” قوميا” تكريسا” لأسس إمارة الإسلام الضاهرية، و عبرت إلى الدولة على أجسادهم، دولتك الموعودة، دولة القتل و التخلف و الرجعية، طبعا” وجب الإعتذار على تحطيم أحلامك، عفوا” خالد الضاهر، و هذه المرة بإسم شهداء حلبا ليس الجيش فقط.

لن أنسى أن أعتذر منك بإسم أطفال سوريا الشهداء، من أمهات ثكلى و من آباء جرحى، أعتذر على نكرانهم جميلك في دعم الإرهابيين بالسلاح و تشويه نبل حراكهم، أعتذر عنهم لك لجهلهم أنك بدعم الإرهاب المتطرف تدعم النظام، أعطيت النظام ذريعة لقتل الأبرياء، و مدّيت سوريا بالسلاح لكسر النظام العلوي، أعتذر منك لغياب الرؤية عندهم و ضياعهم في الخيارات، أعتذر منك لأنهم لم ينسوا أنك ذاتك المسؤول عن المجازر بحق العمّال السوريين إبان مقتل الحريري، أعتذر منك لأنهم أشرف من أن تستغلهم، مجددا” عفوا” خالد الضاهر.

أيعقل أن لا أعتذر بإسم النصارى الكفرة أيضا”؟ و هم الذين لم يهاجروا بعد و يتركوا لبنان لك كي ترسي دعائم الإمارة، لم يسمعوا ما قلت بل تمسكوا بالبقاء هنا، أعتذر عنهم لأنهم آذوا مشاعرك و حرموك من أحلامك، عفوا” خالد الضاهر.

من لا يعرفك يجهلك يا سعادة النائب، فأنت من مؤسسي الإمارات و داعمي الفاتحين الإسلاميين في وجه الصليبيين، أنت عماد الثورات العربية و محرك الإرهاب المنظم في سوريا، أنت مطهر الأرض من الكفرة الملحدين في حلبا و غيرها، قاتل العمال السوريين في القاع إمتدادا” إلى عكار، انت من أولياء دم الشهيد المهدور في 14 شباط، درع المستقبل الحصين و حبل النجاة المتين، كاشف وطنية الجيش و ترفعه عن لعب دور الأداة لك و لتيارك، أعتذر منك لأن البطرك رفض التطاول على الجيش مثله مثل المشايخ و غيره، عنجد، يجب علينا الإعتذار منك أجمعين، ف عفوا” خالد الضاهر.

  

السابق
حفل تأبيني في بلدة باريش
التالي
المستقبل عن ويكيليكس: بري يتهم لحود بالتواطؤ ضده مع السوريين