أوكازيون

تلقيت اليوم، كما العشرات غيري، رسالة على هاتفي الخلوي تقول: "إذا أردت ان تجمع ثروة فما عليك إلا ان تكون عميلاً لإسرائيل ولا تخف من العقوبة فهي لن تزيد عن سنتي سجن".
هكذا بات التعامل مع العدو الإسرائيلي جرماً مخففاً يكاد يعادل جرم سرقة بقرة أو دهس كلب صيد.
مثل هذا الكلام وأكثر منه لا يعني عدم التعاطف مع عائلة العميل المسؤول السابق في "التيار الوطني الحر" ولكنه قطعاً لا يعني أيضاً عدم التعاطف مع عوائل وأبناء الشهداء الذين قتلوا على أيدي عملاء لإسرائيل في لبنان.
انه أوكازيون قد لا يتكرر أو الأصح هذه ستكون الفرصة الأخيرة.
إذ سبق وجرى التعامل مع مقاتلي العميل انطوان لحد، الذين سفكوا دماء المقاومين وأهل الجنوب بمثل ما جرى التعامل مع العميد فايز كرم.
انه فعلاً أوكازيون.. اذهب وكن عميلاً لوطنك ولا تخف من العقوبة فهي لن تتعدى السنتين في سجن من خمسة نجوم، تقضي منها سنة في مستشفى فاخر، ثم يفرج عنك لحسن السلوك.
ما هذا الذي يحصل عندنا؟ وما هي عقوبة أي حالة مشابهة تقع في إسرائيل؟
استمعنا في السابق الى خطابات لقادة لبنانيين يدينون العملاء ويتهمونهم بنقل المتفجرات وقتل المقاومين، ولكننا الآن لم نعد نسمع ذلك، فما هو، يا ترى، موقف المقاومة مما يجري؟
قد يقول قائل: هذه هي القوانين وهذه هي العقوبات! لا، ليس هذا صحيحاً. هناك خلل في مكان ما وربما هناك تواطؤ.
لن يقتنع عاقل أبداً بأن الحكم القضائي على العميل فايز كرم كان منصفاً للعدالة وللوطنية ولكنه على أية حال سيكون اثباتاً من حيث لا يدري البعض بأن أدلة الاتصالات كافية للإدانة بخلاف ما يقال عن أدلة اتصالات القرار الاتهامي للمحكمة الدولية.
حسبي الله ونعم الوكيل. حمى الله المقاومة من أعدائها ومن بعض حلفائها

السابق
النص الحرفي للحكم على العميد كرم بجرم العمالة للعدو
التالي
الحياة: قباني وقبلان يؤكدان لقهوجي دعم الجيش