الراعي: نخشى فتفتة العالم العربي الى دويلات طائفية

 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عبدو متى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استقبل في قصر الرئاسة الفرنسية اليوم، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في زيارته الرسمية الاولى للعاصمة الفرنسية بعد انتخابه بطريركا، في حضور الوفد المرافق والذي ضم المطارنة سمير مظلوم وبولس مطر وجورج ابو جودة، مدير البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم. كذلك حضر سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر والسفير الفرنسي دونيه بييتون والوكيل البطريركي في باريس المونسنيور سعيد سعيد والوكيل البطريركي في مرسيليا المونسنيور ميشال شاهين . وقلد الرئيس الفرنسي البطريرك الراعي وسام الصليب الاكبر، وهو أرفع وسام في الجمهورية الفرنسية. وقدم البطريرك للرئيس ساركوزي هدية تذكارية عبارة عن كتاب عن تاريخ الموارنة.

وبعد اللقاء الذي استمر 50 دقيقة قال البطريرك: "أنا سعيد جدا بهذا اللقاء التاريخي مع الرئيس ساركوزي الذي أشكره من كل قلبي على هذه الزيارة وعلى ما تكرم به مما سمعنا، وفي الحقيقة سمعنا كلاما صريحا وواضحا ينم عن محبة كبيرة من قبله وقلب فرنسا للبنان وللقضية العربية والعالم العربي. فالرئيس ساركوزي يحمل في قلبه نيات طيبة من أجل الجميع، تختصر في أن يعيش لبنان والعالم العربي في جو من السلام والتفاهم والديموقراطية واحترام حقوق الانسان وعيش جمال العولمة بما تحمل من قيم للشعوب، والرئيس ساركوزي أيضا لا يرغب على الاطلاق في أن يستمر امر او اي نظام واي تدبير في العالم لا يحترم حقوق جميع المواطنين وسلامهم لكي يعيش الناس بطمأنينة. ونحن ايضا نقول له إن الصداقة الفرنسية- اللبنانية والفرنسية -المارونية التاريخية لم تكن يوما لمصلحة الموارنة فقط، بل دائما لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين، وحملنا له همومنا في ما يختص بشؤون الشرق وكيف يعيش ويحمي الاقليات وخصوصا المسيحيين، وقد ذقنا ما ذقنا في العراق ومصر، ونرجو أن تكون الحلول العامة لشؤوننا، منها ما يتعلق بقرارات مجلس الامن وبشؤون داخلية، لخير جميع المواطنين من دون استثناء، مع ما يمكن تجنبه من شر يلحق بأي شعب او شخص، وهذه قيم مشتركة عملنا من أجلها، ونحن نحمل هذه القضية معنا، والرسالة المارونية اللبنانية نعيشها في لبنان والعالم العربي".

وردا على سؤال قال الراعي: "ما يهم الرئيس ساركوزي هو ان تعم الحياة الديموقراطية بين الشعوب بحيث ينعم كل المواطنين بحقوقهم الانسانية ويعيش الناس بعيدا عن أي أنظمة تضر بشؤونهم، وهذا هو الهدف الاساسي لموقف الكنيسة، أن يعيش كل الناس بسلام لأن من حق المواطن أن ينال كل حقوقه ويقوم بكل واجباته. ونحن لسنا مع العنف والحروب والقتل، بل مع القيم الانسانية والاجتماعية والسياسية، بحيث تعيش الشعوب بتفاهم وسلام وينال كل إنسان حقوقه".

وسئل هل أكد له الرئيس الفرنسي دعمه للبنان وبقاء القوات الفرنسية العاملة في الجنوب ضمن "اليونيفيل"، فأجاب: "لم يتكلم الرئيس ساركوزي عن سحب القوات الفرنسية العاملة ضمن اليونيفيل من لبنان، لكنه تكلم عن الصداقة المخلصة والارتباط العميق بين فرنسا والقضية اللبنانية، وانه سيبقي الفرنسيين في القوة الدولية، ولكن لا يقبل على الاطلاق أي تعد على جندي فرنسي واحد، ولم يربط التعدي بالنظر في سحبهم، لكنه أكد أنه لا يقبل على الاطلاق، وفرنسا لن تقبل يوما اي اعتداء على جنود هم لحفظ السلام".

وحول ما قيل في الاعلام اللبناني عن انه يحمل معه طرح الفيديرالية لحماية الموارنة في لبنان، وان كلامه الاخير يدل على أنه يدافع عن النظام السوري، قال الراعي: "كل هذا ليس صحيحا، ونحن لا نستطيع أن نحمل مشاريع سياسية الى فرنسا او غيرها، ولا أحمل موضوع الفيديرالية، ولم يأت هذا الموضوع على فكرنا، فنحن في لبنان نعمل بالتفاهم الكامل، تطرح الامور معا ونتفق على ما نريد، ولا نحمل إفراديا أي شيء، نحن في لبنان نحافظ على قضيتنا وعلى لبنان صاحب الرسالة والنموذج في العيش معا والانفتاح على الآخر والديموقراطية والحريات العامة واحترام حقوق الانسان وعلاقتنا المخلصة مع كل اللبنانيين، لم نحمل أي ملف يتعلق بالموارنة او المسيحيين. وعندما نأتي على ذكر المسيحيين والموارنة نتكلم على لبنان، لأن قيمته هي في هذا العيش المشترك، وهذه هي قضيتنا، ونؤكد دائما ان العلاقات الفرنسية المارونية التاريخية لم تكن يوما من أجل الموارنة، بل كانت دائما من اجل لبنان، ولم أحمل معي أي ملف خاص".

وسئل عن الأوضاع في سوريا، فأجاب: "نحن نخاف أمرين، الوصول الى حرب أهلية وان نصل في سوريا او غيرها الى أنظمة أكثر تشددا وتعصبا، او ان نصل لا سمح الله الى فتفتة العالم العربي الى دويلات طائفية، ولكن نحن مع كل شعب ودولة تعيش بطمأنينة وسلام، فيحترم الحكام شعوبهم ويعيشون بسلام. نحن نتكلم بالمبادىء وليس بشؤون خاصة سياسية تدبيرية استراتيجية".

وهل تم التطرق الى موضوع المحكمة الدولية، أجاب البطريرك: "طبعا، ونحن مع المحكمة الدولية التي ينبغي ان تفصل عن الشؤون السياسية. فهناك من يقول إنها مسيسة ومزورة، ونحن ضد التزوير والتسييس، لكننا مع القضاء، ويجب الفصل بين السلطات. فالقضاء يفصل عن السياسة والتشريع والسلطة التدبيرية، ولا يمكن ان يعيش شعب من دون عدالة ومحاكمة".

وردا على سؤال آخر قال: "إن الرئيس ساركوزي يحمل هم الاقليات والمسيحيين والشعوب، وأعرب تماما عن وعيه وإدراكه لكل هذه المخاوف، وقال أنا واع لكل ذلك، وهو يعمل جاهدا مع الاسرة الدولية لتجنب كل المخاوف، والموضوع الاساسي هو أن يعيش الناس في جو من الطمأنينة والديموقراطية والحريات العامة، لأننا أصبحنا عالما صغيرا مع العولمة".

وأكد البطريرك الراعي "أن الحديث لم يتناول فقط الوضع في سوريا، بل ما يجري في منطقة الشرق الاوسط".

فيون
وبعد الظهر التقى البطريرك الراعي رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون في حضور مستشاريه.
كما حضر اللقاء سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر المطارنة سمير مظلوم وبولس مطر وجورج بو جوده، مسؤول البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض.

وقدم الراعي لفيون هدية كناية عن كتب عن تاريخ الموارنة.

ومساء، يقيم السفير عساكر حفل استقبال على شرف البطريرك في قاعة البافيون دوفين. 

السابق
كبارة: لقطـع يد تمتـــد الى البلد وجيشه من اسرائيل أو إيران او سوريا
التالي
النص الحرفي للحكم على العميد كرم بجرم العمالة للعدو