النهار: الحكومة وسيط بين أطرافها في الأزمة وموقف الخارجية من الجامعة يثير مضاعفات

على رغم حرص افرقاء الاكثرية على حصر "المفاوضات" الجارية في ما بينهم في شأن تعقيدات الازمة التي تسبب بها ملف الكهرباء بالجانب التقني والقانوني والتمويلي، برزت امس خلفية سياسية واضحة للمعالجات الجارية لهذه الازمة وخصوصا مع دخول "حزب الله" بقوة على خط الوساطة والاتصالات واللقاءات.

واسترعى الانتباه تركيز المساعي في شأن خطة الكهرباء على كليمنصو حيث التقى امس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله حسين خليل ومسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا في حضور الوزير وائل ابو فاعور.
وصرح ابو فاعور لـ"النهار" بان ما تأكد خلال اللقاء هو انه لا خلفية سياسية لموقف "جبهة النضال الوطني" من خطة الكهرباء وان النقاش هو تقني واجرائي. واشار الى ان النقاش مستمر بعيدا من اي خلفية سياسية وهو نقاش اجرائي محض، موضحا ان "افكارا جديدة عدة قد طرحت ومن شأنها ان تعفينا من الكثير من القضايا غير المتفق عليها"، متجنبا الخوض في التفاصيل.

ووصف جنبلاط اللقاء بانه كان "ممتازا" واكد ان موقفه من موضوع الكهرباء هو تقني محض لا علاقة له بالسياسة، مشيرا الى انه طلب من وزراء كتلته مناقشة هذا الامر من هذه الزاوية مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
بيد ان مصادر مطلعة افادت ان دخول الرئيس بري و"حزب الله" على خط الوساطة اكتسب جانبا سياسيا من زاوية اعادة الاعتبار الى التضامن الحكومي وترميم الصدع الذي اصابه، خصوصا ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون عاود بعد ظهر امس توجيه انتقادات مبطنة الى بعض الاطراف في الحكومة. واعتبر عون ان هناك "حملة عليه في موضوع الكهرباء لتغطية اموال مسروقة من الخزينة"، ولفت الى "ان لدينا ملفات موجودة في النيابة العامة المالية تتعلق بشخصيات كبيرة ممن ينتقدون اليوم". واذ لاحظ "ان هناك استمرارا لنهج (الرئيس سعد) الحريري في الحكم والادوات نفسها تعمل"، اضاف "انه لن يرد على كلام للرئيس ميقاتي والوزير احمد كرامي عن رفضهما معادلة "خطة الكهرباء مقابل الحكومة" لان "الاصدقاء طلبوا منا الا نجيب ونحن ملتزمون الصمت وننتظر 7 ايلول".

وفي موازاة ذلك، تواصل النقاش بين وزير الاقتصاد نقولا نحاس والوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور، علما ان نحاس التقى ابو فاعور قبل الظهر في وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم التقاه مجددا مع الوزير العريضي في السرايا. وقالت اوساط المجتمعين لـ"النهار" ان النقاش اتسم بايجابية وجرى تداول بعض الافكار في اطار تطوير صيغة لخطة الكهرباء يجري العمل عليها، الا ان لا شيء نهائيا بعد وان وزراء "جبهة النضال الوطني" ما زالوا عند موقفهم بانهم غير معنيين بخلفيات سياسية، كما ان اي تواصل بينهم وبين وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لم يحصل بعد.

وعقد لقاء وزاري موسع مساء برئاسة ميقاتي في السرايا ضمه والوزراء نقولا نحاس ومحمد فنيش وعلي حسن خليل ووائل ابو فاعور وغازي العريضي ومحمد الصفدي. وعلمت "النهار" ان الاجتماع لم يتوصل الى نتائج حاسمة، بل ان المشاورات لا تزال تواجه بعض التعقيدات والعثرات. وفهم ان الاتصالات ستعاود الاثنين المقبل، وجرى اتصال بين ميقاتي والوزير جبران باسيل اتفقا فيه على عقد لقاء اليوم أو بعد عودة رئيس الوزراء من اجازة عيد الفطر التي سيمضيها في الخارج بعد ان يؤدي صلاة العيد اليوم في طرابلس، ثم يهنئ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بالعيد. 

الموقف من الجامعة
وبعيدا من ملف الكهرباء ومضاعفاته الحكومية، اثار الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مساء الاحد متضامنا مع الموقف السوري من بيان مجلس جامعة الدولة العربية في شأن الازمة السورية مضاعفات سياسية داخلية مماثلة لتلك التي اثارها موقف لبنان في مجلس الامن من "النأي بنفسه" عن البيان الذي اصدره المجلس بادانة اعمال القمع في سوريا.

واعتبرت اوساط سياسية بارزة في المعارضة ان موقف الخارجية يشكل دليلا دامغاً آخر على التحاق حكومة لبنان بموقف النظام السوري الى حدود تغامر فيها بالتسبب بمزيد من العزلة العربية لها بعد التهميش الدولي، مشيرة الى ان لبنان بدا بانكاره صدور موقف عن الجامعة مغردا خارج السرب العربي بأكثريته وقت يتهيأ لرئاسة مجلس الامن في الأول من ايلول. وتساءلت عما ستكون صورة لبنان بازاء العرب والمجتمع الدولي اذا تمسكت المجموعة العربية بموقفها في حين يمثل لبنان هذه المجموعة في مجلس الامن… وتخوفت من التداعيات التي سترتد على لبنان نتيجة مضيه في سياسة التبعية العمياء للنظام السوري. 

السابق
الحريري باق في منفاه لأن المخاطر جدية
التالي
الاخبار: خطة الكهرباء تراجعت والمحاولات مستمرة قبل 7 أيلول