كيدون.. خنجر الاغتيال الاسرائيلي !!

 لم يكن اسم هذه الوحدة السرية، «محبب» الذكر أو البحث في الوسائل الإعلامية، قبل عملية اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في دبي، المعلومات المتوفرة عن وحدة «كيدون» في الموساد (الاستخبارات الخارجية) للعدو كانت قليلة للغاية، حيث تمتنع الصحافة «الاسرائيلية» عن نشر المعلومات عن هذه الوحدة النخبوية بأمر من الرقابة العسكرية، إذ أنّ النشر عنها، وفق المنطق «الاسرائيلي»، يمس مساً سافراً ب«الأمن القومي»، وبالتالي فإنّ المعلومات التي تُنشر في الإعلام المعادية مقتبسة عن صحف غربية. 

وقد نشرت الصحف العالمية بعد اغتيال القائد العسكري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دبي، الشهيد محمود المبحوح، أنباء مفادها أنّ أفراد الوحدة المذكورة هم الذين قاموا بتنفيذ الجريمة، صحافة العدو نشرت معلومات مقتبسة، وبطبيعة الحال فإنّ صنّاع القرار في تل أبيب من المنظومتين الأمنية والسياسية، التزموا الصمت حينها، في وقت لم تكن فيه أعلنت «اسرائيل» بعد عن مسؤوليتها عن اغتيال المبحوح. 

الحيلة «الاسرائيلية» 
في العام 1990 أصدر عميل الموساد السابق، فيكتور أوستروفسكي، وهو يهودي كندي، بالاشتراك مع الصحافي الكندي كليير هو كتاب باللغة الإنكليزية بعنوان «بالحيل تصنع الحرب» والذي جرى الكشف فيه عن هيكلة الموساد والوحدات التي تعمل فيه، الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحق شامير، إلى التوجه للقضاء لمنع نشر الكتاب، ولكنّ المحكمة رفضت الطلب الإسرائيلي، وكانت النتيجة أن تحوّل الكتاب إلى أكثر الكتب مبيعاً، في حين صرح المؤلف أنّ هدفه من نشر الكتاب هو تحذير «الشعب» في «إسرائيل» من جنون العظمة ومن الأعمال غير الأخلاقية التي يُنفذها الموساد في مناطق عديدة في العالم. 

وبحسب المصادر الأجنبية، فإنّه من المهام الرئيسة التي يُكلف بها عملاء الموساد تنفيذ مهمات خاصة، تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، فقد خصص قادة الموساد وحدة خاصة تابعة له لغرض الاغتيال والقتل، حيث تقوم الوحدة بالتدريب مراراً على الهدف للوصول لعملية اغتيال ناجحة، حيث من أهم أهداف تأسيسها الردع والتخويف وإحباط النشاطات المعادية لـ«إسرائيل» كهدف عام للموساد، وهذا الأمر ليس مخفياً. 
خنجر خبيث 
وبحسب كتاب العميل السابق أوستروفسكي فإنّ «كيدون»، وهي كلمة عبرية معناها «الخنجر الذي يغمد في البندقية»، هي وحدة ضمن قسم العمليات الخاصة في الموساد (متسادا) والمسؤولة عن الاغتيالات في جهاز الموساد، وتعتبر (كيدون) الوحدة الوحيدة في العالم المسموح لها رسمياً بتنفيذ الاغتيالات، وبعد اغتيال المبحوح نشر الصحافي البريطاني غوردون توماس، خبراً جاء فيه أنّ الموساد هو الذي نفذّ عملية اغتيال المبحوح، معتمداً على مصادر رفيعة المستوى، وكان الرد الصهيوني عن طريق المحلل للشؤون الإستراتيجية في صحيفة «هآرتس»، يوسي ميلمان، الذي كتب مقالاً في صحيفة «هآرتس» حذّر فيه من مصداقية توماس، مشيراً إلى أنّه الصحافي نفسه الذي نشر خبراً جاء فيه أنّ الموساد هو الذي قام بتجنيد الأميركية اليهودية، مونيكا ليفينسكي، بهدف الإيقاع بالرئيس الأمريكي. 

وزاد ميلمان قائلاً إن الصحافيين البريطانيين اللذين يعملان من «إسرائيل» لصالح صحيفة «غارديان» البريطانية، يتمتعان بمصداقية عالية، لأنّهما يعتمدان على مصادر أمنية في «إسرائيل»، مشيراً إلى أنّ ما نشراه حول الموساد صحيح إلى حدٍ ما، وخصوصاً ما كتباه حول وحدة (كيدون)، حيث أكدا على أنّ هذه الوحدة هي موساد داخل موساد، وزاد أنّ الوحدة تتكون من بضع عشرات من الرجال والنساء الذين خضعوا لتدريب دقيق وواسع في العديد من المجالات، مثل التدريبات على الأسلحة والمتفجرات والكفاءة حتى في قيادة أنواع مختلفة من المركبات، بما في ذلك الدراجات النارية، وبحسبه فإنّ الأنباء عن بطولات الوحدة وتدريباتها بعيدة عن الواقع، لافتاً إلى أنّ التدريبات التي يمر بها عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) هي أكثر صرامة وقسوة.

وتقول بعض التقارير أن عناصر الوحدة يعملون في فرق صغيرة، ويخضع أفرادها من الرجال والنساء، كباقي أفراد الموساد للإشراف النفسي من قبل اختصاصيين، ولكن الإشراف النفسي على أفراد الوحدة أكثر شدةً بسبب طبيعة العمل الخطير فيها، كما أورد الصحافي «الإسرائيلي»، استناداً إلى مصادر أجنبية.

تدريب طويل وشاق
وساق المحلل «الإسرائيلي» قائلاً إنّ أفراد الوحدة يتدربون سنوات طويلة، ومن بعد ذلك يقومون بتنفيذ المهام الملقاة على عاتقهم، ومن بين العمليات المشهورة التي نُسبت للوحدة: محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل في العام 1997 في العاصمة الأردنية حماس، وفي العام 1995، بحسب المصادر الأجنبية، وقامت الوحدة باغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مالطا، الذي جرت تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب، وأشارت تقارير أخرى إلى أنّ وزيرة الخارجية «الإسرائيلية»، تسيبي ليفني، كانت عملية للموساد ونفذّت في الثمانينيات من القرن الماضي عملية اغتيال عالم نووي عراقي، إلا أنّ الناطق بلسانها ردّ على النشر في الصحافة الأجنبية، بالقول إنّ ليفني ترفض التطرق إلى طبيعة عملها في جهاز الموساد 

السابق
حزب الله … الشعب باقٍ والنظام زائل
التالي
الجبهة الشعبية تحيي ذكرى أبي علي مصطفى في عين الحلوة