علي فضل الله: نريد اصلاحا عربيا يكون لمصلحتنا ووقوتنا

  أقامت جمعية المبرات الخيرية حفل إفطار في مدرسة الإمام الحسين في سحمر في البقاع الغربي، حضره النائب أمين وهبي، والنواب السابقون: إيلي الفرزلي، ناصر نصرالله، محمود أبو حمدان، هنري شديد، ونواف التقي ممثلا عن الوزير وائل أبو فاعور، والشيخ أسد الله الحرشي ممثلا عن المجلس الشيعي الأعلى، الشيخ أسعد سرحال ممثلا عن المجلس المذهبي الدرزي، الأب متري الحصان ممثلا عن المطران إلياس كفوري، ووفود حزبية من حركة أمل وحزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والتيار الوطني الحر وحزب الإتحاد وحزب البعث، إضافة إلى حضور فعاليات ووجوه اقتصادية واجتماعية وتربوية وعسكرية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير.

افتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة جمعية المبرات الخيرية ألقاها مدير المركز الإسلامي الثقافي شفيق الموسوي، رأى فيها: "إن النهج الرعائي التنموي الذي تنتهجه المبرات قد ساهم بإعادة الحياة إلى اكثر من أربعة آلاف من الأيتام وخمسماية وخمسين معوقا ممن احتضنت المبرات وأمنت رعايتهم حياتيا وتعليميا، وقد بلغت نفقاتهم ما يقارب أحد عشر مليون دولار أميركي وذلك مما تقدمونه وما يقدمه أهل الخير من دعم عيني أو مالي أو بكفالة يتيم أو صدقة أو حقوق شرعية من الخمس والزكاة مضافا إلى ما تقدمه وزارة الشؤون الإجتماعية".

فضل الله

ثم تحدث العلامة السيد علي فضل الله، الذي قال: "نتطلع إلى كل واقعنا فنرى الشعوب العربية وهي تتوق إلى الحرية ورفض الظلم، بعد أن جثمت على صدرها أنظمة للقهر حمت التخلف والجهل وجعلتها أسيرة السياسات الكبرى التي أهدرت ثرواتها وعطلت اقتصادها. إننا ومن هذا المنبر، منبر الامام الحسين، إمام العزة، نحيي رغبة كل الشعوب العربية، ورغبة كل إنسان وجد على هذه الأرض يرجو إصلاح واقع، وهدم طغيان ومعاندة استكبار وإقلاق محتل وباغ وماكر، لأنه على الأقل اذا لم تتمكن من إزالة احتلال فأن تربكه، ونحن نحيي كل هذه الروح الحية المتألقة كرامة وعزة، إلا أننا وانطلاقا من حرصنا، نخاف عليها من داخلها وهذا أكبر الخوف، ونخاف عليها من الخارج الذي يعمل بكل قوة من أجل تجيير كل هذه المواقف الشجاعة وكل هذه الحناجر الصادحة بالحرية لحسابها وحساب مصالحها التي لا توفر مطمعا صغيرا فكيف إن كان ثروات أو موقعا أو دورا استراتيجيا. ولذلك نحن ندعو هذه الشعوب إلى وعي كل ما يجري من حولها ، حتى لا تدخل دائرة الفوضى الخلاقة. وأيضا حتى لا تدخل مرحلة الفوضى وكما نعرفها غير خلاقة. فنقع في نفق الفتن المذهبية والطائفية والعشائرية التي يراد للثورات أن تغرق فيها ليسهل على اللاعبين بمستقبل الشعوب أن يحققوا أهدافهم".

أضاف: "إننا نريد لمن ينادى بالاصلاح ان ينتبه الى مخرجات هذا الاصلاح، لتصب عند من وفي أي اتجاه، أن يدرسوا المكان والزمان وكل معطيات الواقع، فنحن نريد الإصلاح لمصلحتنا، لحسابنا، لقوتنا. إننا نريد الإصلاح لنكون أقوى في مواجهة العدو وفي مواجهة العالم الذي لا يرى إلا اسرائيل ورضاها ولا شهية له إلا النفط، يريدنا أن نكون البقرة الحلوب لمصالحه. إننا وفي هذه الأيام بالذات، بأمس الحاجة إلى رؤية إسلامية وعربية واضحة، إننا نحتاج إلى وقفة مسؤولية، وعمل جدي لحفظ هذه البلدان المستهدفة في استقرارها ووحدتها، وهذا لا يتم إلا بوعي الحكام لتطلع شعوبهم وآلامهم وآمالهم ووعي الشعوب لحجم التحديات التي تواجهها، وفي هذا البلد لا بد أن نكون واعين أن لا تصيبنا إرتدادات الأزمات في عمقها الوطني والديني وفي حصن تعايشنا لتكون وحدتنا هي الضحية الكبرى على مذبح التخاصم الإقليمي والدولي".

وتابع: "نحن من هنا، من ساحة البقاع الغربي هذه الساحة التي تمثل نموذجا فيما هي الصورة اللبنانية الأكبر، هذه المنطقة التي واجهت الإحتلال وهبت لطرده بكل أطيافها وألوانها، فدفعت ميدون الثمن في الحصار والاعتقالات، ودفعت سحمر ويحمر الثمن في مجزرة هنا وأخرى هناك وكذلك باقي قرى المنطقة. ولكن الجهود توحدت وتساقطت العناوين ليرتفع عنوانا واحدا هو عنوان المقاومة في مواجهة المحتل. واستطاعت هذه الوحدة أن تؤتي أكلها، وانتصر البلد. في زمن التحولات لا سبيل أمامنا إلا أن نكون وحدويين، لنعمل على حماية وحدتنا الإسلامية أن تكون دينا ندين الله به، هي أمر الله وهي دعوته "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، ولنعمل على حماية وحدتنا الوطنية التي هي صمام الأمان لقوة هذا البلد وهي قدرته على مواجهة عدوه الدائم العدو الصهيوني، أن نمنع التنازع الذي يراد للبلد أن يغرق في ضوء كل ما يطرح في هذه المرحلة، هذا التنازع الذي يعرف الجميع نتائجه المدمرة التي أولها الفشل وآخرها ذهاب الوطن في مهب الريح "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".

وقال فضل الله: "إننا إذ نقف في رحاب هذه المؤسسة التي أراد السيد لها أن تشكل نقطة من نقاط الضوء في هذه المنطقة إلى جانب كل نقاط الضوء الأخرى لتسد حاجة هذه المنطقة التي تعاني من إهمال الدولة في تلبيات حاجاتها ومتطلباتها الكثيرة. آن الأوان لتعمل الدولة على تعزيز وتثبيت الإنسان في أرضه ،هذا الإنسان الذي ينبغي أن يساوي لدى دولته الكثير وأن تشعره بأن حاجاته أولويتها وأن مقومات صموده الذي تبناه والتزم به حبا بهذا الوطن وتمسكا بكل حبة تراب فيه. هذا المواطن حري بدولته أن تكافئه فكيف إن كانت أبسط الحاجات الضرورية في الكثير من هذه القرى مفقودة أو صعبة الحصول". 

السابق
النمسا سترسل 160 جنديا الى لبنان في تشرين الثاني
التالي
زهرا: مطمئنون لادارة رئيس المجلس للعمل البرلماني