البناء: دمشق ترفض المبادرة العربية … موفدر روسيّ رفيع إليها اليوم والعربي ينتظر الموافقة

فشلت بعض الدول العربية المعروفة المواقف من الأحداث السورية، في اتخاذ قرار في الجامعة العربية يشكل تمهيداً وجسراً لمحاولات أميركية جديدة من أجل تمرير قرار في مجلس الأمن ضد دمشق، وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام كما العديد من الأسئلة، وأهمها: هل أصبح بعض العرب جسر عبور إلى الاستعمار الجديد؟
ورغم عدم توصل الجامعة الى مثل هذا القرار فقد صدر عنها بيان لا يعكس الأجواء التي سادت اجتماع وزراء الخارجية العرب، بل يعكس مواقف بعض الأطراف فيها، ما حمل سورية على التحفظ الكامل على هذا البيان واعتباره كأنه لم يكن.
ووفق المعلومات من مصادر دبلوماسية، فإن هذه الدول المعروفة حاولت أولاً تمرير قرار ضد سورية وفشلت. وبعد ذلك لجأت إلى تمرير هذا البيان رغم عدم الاتفاق على صدور أي بيان، وهو الأمر الذي كشف رغبة هذه الدول ونواياها باستخدام الجامعة العربية مطية أولاً من أجل بث سمومها ضد دمشق، وثانياً من أجل خدمة التوجهات الأميركية والغربية، وبالتالي محاولة محاصرة سورية والضغط عليها.
وبعد أن فشل هؤلاء في ذلك، طرحوا فكرة إرسال وفد من الجامعة يحمل مضامين مواقف تخدم هذا التوجه، لكن هذه الاقتراحات فشلت أيضاً لتحل محلها فكرة زيارة يقوم بها أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق على غرار الزيارة السابقة، لكن ما صدر بعد ذلك من بيان تضمن لهجة غير مقبولة، إضافة إلى التصريحات التي أطلقها العربي، جعلا هذه الزيارة غير واردة في الوقت الحاضر.
وكانت "اليوم السابع" المصرية قد نقلت عن مصادر دبلوماسية تأكيدها ان مندوب سورية لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد قدم صباح أمس، اعتراضا رسميا على البيان الذي صدر، وتضمنت المذكرة التي تسلمتها الأمانة العامة تسجيل اعتراض دمشق على صدور بيان لوسائل الإعلام، حيث اتفق خلال الجلسة المغلقة على ألا يصدر أي بيانات بشأن الأزمة السورية.
كما أن الاعتراض الثاني، طبقا للمصدر الذي رفض الكشف عن هويته، هو أنه لا توجد أصلا مبادرة عربية يقوم العربي بنقلها إلى الرئيس الأسد، وإنما فقط سينقل له نتائج المشاورات التي جرت خلال الاجتماع. واعتبرأحمد أن هذا البيان مخالف لما اتفق عليه في الاجتماع المغلق.
من ناحيتها، أوضحت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان صدر عنها أمس، ان اجتماع القاهرة انتهى بالاتفاق على عدم صدور بيان أو الإدلاء بأي تصريحات إعلامية عن الرئاسة الحالية أو عن الأمين العام للجامعة.
وأشارت الى ان البيان الصادر لم تجر مناقشته خلال اجتماع المجلس الوزاري.
موفد روسي
توازياً، يصل إلى دمشق اليوم، موفد روسي رفيع المستوى وقد يكون نائب وزير الخارجية ميخائيل بغدانوف حاملاً رسالة من الرئيس الروسي ميدفيديف إلى الرئيس بشار الأسد.
قانون الإعلام
من جهة أخرى، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوم قانون الإعلام الجديد الذي يتضمن نقاطاً عديدة أبرزها: منع سجن الصحافيين، وإعطاء الحرية في أخذ المعلومة، وغيرها من النقاط التي تفتح مرحلة جديدة في الإعلام السوري.

الناتو سيغرق في المستنقع
في سياق متصل، حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من مغبة الإقدام على مهاجمة سورية.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا" عن صالحي قوله ان "الناتو ليس بامكانه تهديد سورية بشن الهجوم عليها، ولو حدث هذا لا قدر الله، فانه سيغرق في مستنقع لن يكون قادرا على الخروج منه ابدا".
اتصالات رغم العطلة
أما على الصعيد الداخلي، فمن المتوقع أن تحجب عطلة عيد الفطر النشاط السياسي النسبي، لكن الاتصالات ستستمر من أجل معالجة الخلافات التي أدت إلى عدم إقرار مشروع الكهرباء المنتظر.
وأفادت مصادر وزارية مطلعة لـ"البناء" أن المداولات في هذا الموضوع في الساعات الماضية أسفرت عن حصول تقدم واضح يرتكز على الرغبة في حسم الأمور قبل جلسة 7 أيلول. وهذا ما عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد زيارته والوزير محمد الصفدي الرئيس عمر كرامي في طرابلس أمس، حيث قال: ستكون هناك متابعة لموضوع الكهرباء، وبإذن الله في 7 أيلول ستكون الأمور في نهايتها وقد نضجت.
وقال: إن الجميع حريص على أمرين: بقاء الحكومة وإيصال الكهرباء إلى المنازل.
وفي هذا السياق، قالت مصادر وزارية إن لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع النائب وليد جنبلاط تطرق إلى هذا الملف والى نقاط داخلية عدة، لكنه لم يضع إطاراً معيناً لكيفية معالجة هذا الموضوع.
كما أشارت مصادر أخرى متابعة إلى أن لا تغيير في مواقف وزراء تكتل التغيير والإصلاح وأيضاً وزراء جبهة النضال، ملاحظة أن تصريح الرئيس ميقاتي يتناغم مع مواقف جنبلاط خصوصاً ما يتعلق بالكهرباء مشيرة إلى أن إصرار جنبلاط ومعه ميقاتي على تشكيل هيئة خاصة للإشراف على خطة الكهرباء سيفتح الباب أمام ضرورة قيام هيئات مماثلة للإشراف على ما تقوم به وزارات أخرى من صرف لمئات المليارات مثل مجلس الإنماء والإعمار ووزارتي الأشغال والشؤون الاجتماعية. وقالت إن الأمور حتى الآن لا تؤشر إلى إمكانية الوصول إلى توافق حول خطة الكهرباء، مشيرة إلى وجود روائح صفقات من وراء هذه العرقلة للخطة.
موقف تصعيدي
سياسياً أيضاً، كشفت مصادر مطلعة لـ"البناء" عن أن الهجوم الذي شنه النائب خالد الضاهر منذ أيام على المؤسسة العسكرية وتصريحاته الداعية إلى الفتنة والتمرد لم يكونا أبداً وليد موقف شخصي، بل جاءا في سياق موقف التصعيد الذي يمارسه تيار المستقبل وتصويبه على المؤسسة العسكرية التي تشكل مفتاح الاستقرار في البلاد.
وأضافت المصادر أن المواقف المعلنة وغير المعلنة في الساعات الماضية من قبل هذا التيار صبت وتصب في إطار الدفاع عن موقف الضاهر وتبنيه، مشيرة إلى زيارة العديد من قيادات التيار أمس إلى النائب المذكور في حركة واضحة تكشف هذا الموقف المستغرب والمستهجن.
مصادر الأكثرية
وتوقفت مصادر في الأكثرية عند تبني تيار "المستقبل" للحملة القاسية التي افتعلها الضاهر ضد الجيش وقيادته، ورأت في ذهاب تيار المستقبل إلى هذا الحد من دفع البلد نحو الفتنة وإفقاده ما تبقى من مؤسسات تحمي استقراره قفزة خطيرة من شأنها أن تضع الوضع الداخلي في مهب الفوضى والفتنة.
ولاحظت المصادر انه من غير المقبول السكوت على هذا التعاطي الخطر بحق مصير البلاد، وبات مطلوباً من قيادات الدولة منع التعرض للجيش وإدخاله في أتون التجييش المذهبي والطائفي، وصولاً إلى اتخاذ كل الخطوات القانونية التي تضع حداً لتهديد الدولة ومؤسساتها الأساسية بدءاً من رفع الحصانة عن النائب الضاهر.
وميقاتي يرفض التهجم على الجيش
وسجّل في هذا الإطار أيضاً موقف للرئيس ميقاتي رداً على سؤال حول تهجم تيار "المستقبل" على الجيش فقال: الجيش هو الأساس وهو رمز هذا الوطن، ومن المؤكد أن الجميع يرفض التعرض إلى الجيش الذي أثبت في كل الظروف تمسكه بوحدة الأرض ووحدة الشعب وعدم التمييز بين فريق وآخر.

السابق
اللواء ابو عرب يرعى مصالحة بين عائلتي يوسف وجبر في عين الحلوة
التالي
الحياة: ميقاتي يزور كرامي معايداً: الوضع الأمني مضبوط تماماً