ندوةً لتجمّع الأطباء عن الصوم والسكري

عقدت أمس لجنة التثقيف الصحي للمواطنين واللجان الصحية والعلمية والإعلامية والثقافية التابعة لتجمع الأطباء في لبنان، ندوة طبية تنفيذاً للبرنامج الثثقيفي الصحي الرمضاني بعنوان: «الصوم والسكري»، في المقر الرئيسي للتجمع في بيروت، بحضور حشدٍ من الأطباء والمواطنين المهتمين.
تحدث في الندوة الدكتور أسعد زعيتر، الذي ذكّر بعوارض مرض السكري، وقال: «يجيز لك طبيبك الصيام في شهر رمضان، ويقوم من أجل ذلك بتعديل طريقة علاجك بما يتفق مع خصوصية الامتناع عن الطعام والشراب نهاراً، وتناول وجبتي الفطور والسحور مساءً وقبل الفجر، ولكن، يبقى مريض السكري معرّضاً لخطورة الوقوع في عددٍ من الإشكالات الصحية التي لا نتمنى أن تحدث، ونطلب من مريض السكري الصائم أن يبقى متنبهاً، ويقوم بالإجراء الصحيح في الوقت المناسب حتى يبقى في وضع صحي متوازن، ومن هذه الأمور نذكر ما يلي:
1- النقص الشديد في نسبة سكر الدم.
قد يتعرض المريض لنقص سكر الدم إذا أهمل تناول السحور مع تناوله الأدوية الخافضة للسكر، أو إذا قام ببذل مجهود عنيف أثناء فترة الصوم، وأعراض ذلك: الجوع الشديد – الشعور بالتعب والإرهاق المفاجئ والمتزايد – الدوار والصداع – زيادة إفراز العرق – رعشة في اليدين – «زغللة» في العينين – تسارع ضربات القلب، والميل إلى فقدان الوعي. وإذا أهمل المريض علاج ذلك بالإفطار فوراً فقد يتعرض لغيبوبة نقص السكر، حتى لو كان يفصله عن أذان المغرب أقل من ساعة، ولذلك فعند شعوركَ بهذه الأعراض، يتوجب عليك أن تفطر فوراً وتتناول عصيراً أو أي سائلٍ محلى بالسكر العادي مع وجبة غنية بالنشويات، وأن تخبر طبيبك المعالج بما حصل".
و أضاف: «النسبة المقبولة لسكر الدم أثناء اليوم الواحد من شهر رمضان يجب أن تكون أكثر من 100 وأقل من 200 مليغرام".
2- الإرتفاع الشديد في مستوى سكر الدم.
ويتعرض له المرضى الذين يهملون أخذ العلاج، مع الإفراط في تناول الطعام المتخم بالسكريات المركزة كالحلويات والعصائر، والفتات الغنية بالنشويات، بعد أذان المغرب وخلال السهرة وفي وجبة السحور، وأعراض ذلك: العطش الشديد – وكثرة التبول – وجفاف الحلق – والصداع – وآلام البطن – والقيء – ثم الشعور الشديد بالتعب والإنهاك، وقد يؤدي ذلك إلى غيبوبة ارتفاع سكر الدم قبل حلول المساء، لذا يستحسن على من يشعر بمثل هذه الأعراض أن يشرب الماء فوراً، ويأخذ دواء السكري، ثم يتوجه إلى المستشفى فوراً للبدء بتلقي العلاج قبل أن تتدهور حالته إلى ما هو أسوأ".
3- يمكن أثناء الصيام في الأيام الحارة أن يحدث عند مريض السكري نقص شديد في سوائل البدن، ما ينتج عنه زيادة إفراز السكر من الكبد إلى الدم، وحدوث ارتفاع شديد وخطير في سكر الدم، وهذه الحالة لابد من علاجها داخل المستشفى لخطورتها».
و قال : «قم بقياس سكر دمك خلال اليوم الواحد من أيام الصيام عدة مرات في الأوقات التالية: صباحاً – في منتصف النهار – قبل الإفطار – قبل النوم – قبل الفجر.
4- قد يعمد بعض المرضى الذين يعتمد علاجهم على حقن الإنسولين إلى الصيام تقليداً للآخرين ورفضاً للنصيحة الطبية ، فيمتنعون عن حقن الإنسولين ظناً منهم أنهم لا يحتاجونه بسبب امتناعهم عن تناول الطعام، فينتج عن ذلك إصابتهم بالحماض الخلوني أو الكيتوني الذي هو حالة خطيرة تستوجب المعالجة في المستشفى، وأعراضها: ارتفاعٌ شديد لسكر الدم – عطش حارق – غثيان – تجفاف شديد – آلام بطنية – إنهاك شديد ومتزايد – غصة حارقة خلف الصدر – وانبعاث رائحة من النفس تشبه رائحة «الأسيتون» أو الكحول – وتصبح رائحة العرق والبول مثل رائحة التفاح الفاسد – ثم نقص البول وهبوط الضغط – تشوش الرؤية البصرية بشدة – ضعف الحركة».
وتابع الدكتور زعيتر: "يمكن الكشف عن الحماض الخلوني بواسطة شرائط خاصة تُغمس في عينة من البول، فتتلون بلونٍ بنفسجي متدرج في كثافة اللون حسب شدة الحماض الخلوني أو الكيتوني، ويكون سكر الدم فوق 260 مليغرام".
وختم الدكتور زعيتر بالحديث عن مجموعة نصائح هامة لمرضى السكري أثناء الصيام ، ولخصها بما يلي:
1 ـ ضرورة التقيد واتباع تعليمات الطبيب حول الحمية والدواء والإرشادات الخاصة بكمية الطعام ومحتواها من مواد نشوية أو سكرية في وجبتي الفطور والسحور، والاهتمام بطريقة إعداد الوجبات، فلا يفرط في استعمال الدهون وتناولها.
2 ـ ينصح مرضى السكري بتناول وجبتي الإفطار والسحور ووجبة خفيفة في منتصف الوقت بينهما.
3 ـ يُفضل الإكثار من شرب السوائل الخالية من السكر، كالماء والزهورات والشاي خلال الليل، لمنع حدوث نقص في السوائل في اليوم التالي.
4 ـ يُفضل أن تحتوي وجبة الإفطار دوماً أطعمة غنية بالسوائل، كالشوربا والمرق قليل الدسم لتعويض السوائل التي فقدت أثناء الصيام فوراً.
5 ـ عند وجبة الإفطار، يُفضل البدء بتناول مصدر من السكريات البسيطة، كحبتين من التمر أو نصف كوب من العصير الطبيعي غير المحلى بالسكر مضافاً إليه الماء ليملأ النصف الآخر، وذلك قبل ابتلاع الحبوب الخافضة للسكر.
6 ـ تجنَّبْ تناول المشروبات الرمضانية التقليدية، مثل شراب العرق سوس والتمر هندي وقمر الدين، واستبدِالْه باللبن العيران أو عصير الفواكه الطبيعية الممدد بالماء بنسبة النصف.
7 ـ الاكثار من تناول الخضار المطبوخة والسلطات في وجبات الطعام.
8 ـ تجنّبْ تناول الأطعمة الثقيلة الغنية بالدهون والسمن والشحوم الحيوانية، وتذكّرْ أن الأطعمة الدسمة والثقيلة والحلويات الرمضانية ليست ثواب صيام رمضان.
9 ـ لا تُدخِل الطعام على الطعام، وتجنّب التخمة، واحرِص على ألا تكون التسلية بتناول الحلويات والمكسرات في السهرة عادة يومية.
10 ـ مارسْ رياضة المشي خارج المنزل بعد وجبة الإفطار بثلاث ساعات لتحافظ على توازن سكر الدم عندك بشكل أفضل.
11 ـ احمل معكَ مكعبات السكر خلال النهار، ولا تخجل من تناولها، والإفطار إذا بدأت تشعر بهبوط سكر الدم عندك، حتى لو كان ذلك على مرأى من الناس.
12 ـ لا تتناول الفواكه بعد وجبة الإفطار مباشرة، بل في موعد الوجبة الخفيفة التي ذكرناها سابقاً أو بعد فترة من المشي السريع.
13 ـ لا تهمل مراقبة سكر دمك باستمرار، وسجل النتائج على ورقة منظمة.
14 ـ لا تهمل أخذ دوائك في مواعيده الدقيقة ولا تتأخر في ذلك، فالتداوي جزء من العبادة.
15 ـ إذا كنت مدعواً لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل عند الأقارب أو الأصدقاء، حافظ على نظامك الغذائي الصحي ولا تنس أخذ دوائك.
16 ـ تجنب القيام بمجهود بدني شديد أثناء الصوم في النهار.
17 ـ خذ قسطاً من الراحة في فترة ما بعد الظهر وفي أوقات ذروة الحر.
18 ـ رطّب جسمك بالماء أثناء النهار مرات عديدة في الأوقات الحارة.
19 ـ إذا كنت من المدخنين، فإن شهر رمضان يعطيك فرصة كبيرة للإقلاع عن التدخين.
20 ـ راجع طبيبك عدة مرات خلال شهر رمضان ليجري لك التعديلات الضرورية في أدوية السكري أو أي أدوية أخرى مثل أدوية الضغط وأدوية الشحوم".
و في ختام الندوة، أجاب الدكتور زعيتر على أسئلة الحضور، ووُزعت عليهم نشرة بعنوان "نصائح لمرضى السكري خلال شهر رمضان"، صادرة عن تجمّع الأطباء في لبنان.

السابق
اليونيفيل أحيت اليوم العالمي للشباب
التالي
اختتام مخيم بيت الطلبة في النبطية