البناء: المعلّم: سورية ستخرج أقوى من شكيمة وأشدّ بأساً والمعارضة ترتدّ إلى الكهرباء بعدما عجزت في السياسة

بعد 24 ساعة من زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الى دمشق، أخذت الصورة تتوضح اكثر فأكثر، لتؤكد أن سورية رغم كل الضغوط التي تعرضت لها في الايام القليلة الماضية، تخرج قوية في الطريق الى التعافي مما حدث ويحدث نتيجة الاستهداف الخارجي والداخلي لها ولشعبها، لا بل أن الساعات الـ 48 الماضية أكدت ان رسائل التهديد لا تصلح ولا تصح مع سورية، ولا مع قيادتها. وأن دمشق تبقى اللاعب وصاحبة الدور الاساسي في المنطقة مهما حاولت واشنطن وحلفاؤها القيام به.

المعلم: أقوى وأشد
وهذا الموقف عكس كلام وزير الخارجية وليد المعلم أمام عدد من ممثلي بعض الدول الاعضاء الحاليين في مجلس الأمن، حيث أكد أمامهم أن سورية ستخرج من هذه الأزمة أقوى شكيمة وأشد بأساً.
وإذ جدد القول ان ما تعرضت وتتعرض له سورية، يهدف الى الضغط على قرارها السياسي، أشار الى ان الجيش السوري بدأ انسحابه من حماه، بعد أن أعاد الأمن والاستقرار الى المدينة.

لهجة مغايرة
وانسحاباً على هذه الأجواء والمعطيات وبعد زيارة وزير الخارجية التركي اوغلو الى دمشق، بدت لهجة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس، على غير ما كانت عليه قبل الزيارة، حيث أمَلَ في كلمة له أمام أعضاء حزب "العدالة والتنمية" أن تتخذ دمشق خطوات في سبيل الإصلاح في غضون اسبوعين.

جنبلاط في دمشق
سياسياً أيضاً، عاد النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي من دمشق بعد ظهر أمس اثر زيارة قاما بها الى سورية التقيا خلالها مساعد نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف.

وعلم أن اللقاء تطرق الى الاوضاع العربية والاقليمية والدولية، وخصوصاً التطورات التي تمر بها سورية في هذه المرحلة، حيث سمع جنبلاط والعريضي كلاماً واضحاً عن ارتياح القيادة السورية لسير الاوضاع السياسية والأمنية في سورية، أكثر بكثير من مراحلها الأولى، وأن الاوضاع تتجه الى أن تكون أفضل بكثير في المستقبل القريب على الرغم من حجم المؤامرة الخارجية التي تستهدف سورية شعباً وجيشاً وقيادة.

كما علم أن اللواء ناصيف قدم عرضاً مفصلاً عن كل التحركات والاتصالات والمشاورات والعلاقات الدولية والعربية التي قامت بها القيادة في سورية، موضحاً الهدف الاساسي من وراء كل هذه الهجمة الإعلامية والسياسية والامنية على بلاده، والتي تتلخص بمحاولة إخضاعها وفرض الشروط عليها بخصوص ملفات في المنطقة وعلى وجه الخصوص في العراق وفلسطين وعملية السلام والعلاقة مع قوى المقاومة في المنطقة، وكذلك مع الجمهورية الاسلامية في ايران.

من جهته، أبدى جنبلاط وجهة نظره وتقويمه للتطورات الاخيرة في المنطقة، وعلى وجه الخصوص في سورية، مؤكداً وقوفه الى جانبها في هذه المحنة التي تتعرض لها ودعمه لمسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد، باعتبارها المدخل الحقيقي للخروج من الأزمة الراهنة.

كما عرض جنبلاط لنتائج زيارته الاخيرة الى تركيا ولقائه بعض المسؤولين الأتراك وكان محور هذه اللقاءات الوضع في سورية، وتقييم القيادة التركية لما يحصل على الساحة السورية، حيث فهم أن جنبلاط قدّم بعض النصائح للقيادة التركية حيال ما تشهده سورية من تطورات في هذه المرحلة، عنوانها الرئيسي ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في سورية، لأنه من دون ذلك يعني أن منطقة الشرق الأوسط ستكون عرضة لهزات عسكرية غير معروفة النتائج.

في هذا الوقت، أشارت وكالة الانباء السورية "سانا" الى أن "وحدات الجيش العربي السوري بدأت ظهر أمس خروجها من مدينة إدلب وريفها، بعد اتمام مهمتها في تخليص المدينة من المجموعات الارهابية المسلحة، التي عاثت فساداً ودماراً واعتدت على المواطنين والأملاك العامة والخاصة".

وأعلن مصدر عسكري لوفد من الصحافيين العرب والأجانب الذين زاروا المحافظة أن "وحدات الجيش التي دخلت المنطقة استجابة لنداء الأهالي والمواطنين لإعادة الهدوء والأمن والطمأنينة اليها، كانت حريصة على دماء المواطنين وأرواحهم وعادت الى ثكناتها بعد أن أنهت مهمتها في تطهير المنطقة من المجموعات الإرهابية المسلحة".
مجلس النواب:
أجواء متوترة وخطاب تصعيدي
محلياً، عكست جلسة مجلس النواب أمس الأجواء المتوترة التي تشهدها البلاد بسبب الخطاب التصعيدي للمعارضة، ومحاولات التحريض التي تقوم بها تارة على الحكومة لدى المحافل الدولية، وبعض الدول الغربية، وطوراً عبر الموضوع السوري وانخراطها في عمليات تهريب الأسلحة، التي تتكشف حقيقتها يوماً بعد يوم، ولا سيما بعد توقيف عدد من العناصر التابعة لتيار رئيسي في هذه المعارضة.

إقحام السياسة
وقد حاول نواب المعارضة أمس، إعاقة الجلسة وإقحام الموضوع السياسي في العمل التشريعي، وتجلّى ذلك في حملتهم العنيفة وغير المبررة على اقتراح قانون تحسين الكهرباء المقدم من العماد ميشال عون.
وفي الشق السياسي، وجدت المعارضة نفسها في موقف دفاعي ومحرج في ضوء المداخلات الشديدة اللهجة، التي وجهها الموالون لها، ولا سيما نواب حزب الله والتيار الوطني الحر.

وبرز في هذا المجال، ما قاله النائب علي فياض واصفاً خطاب المعارضة التحريضي بأنه شديد الخطورة ويحفّز مهربي السلاح الى سورية ويشجعهم، وحذر من أن ما يجري الآن هو لعب بالنار، متهماً المعارضة بدفع البلاد نحو الخراب.
عمّار وفضل الله
كذلك شنّ النائبان علي عمار وحسن فضل الله هجوماً مماثلاً على قوى "14 آذار" وسأل فضل الله، هل أن دعم الشعب السوري يكون بتهريب السلاح والتحريض؟ وهل يحتاج لبنان الى تفويض لحماية استثماراته وثروته النفطية؟.

أما عمار فحمل على الفساد ونهب الأموال في شأن موضوع الكهرباء الذي جرى بين 1992 و2005، سائلاً المعارضة أين ذهب كهرباؤها وأين هي شفافيتها؟.
وقال: "لقد كانت قمصاننا بيضاء في حكومات تلك الفترة وأصبحت سوداء الآن، مؤكداً أن مشكلة البلاد لا تحل الا بتطهير القلوب السوداء".
هدر الأموال
وحمّل النائب ابراهيم كنعان بدوره على هدر الأموال من خلال ما جرى، إن على صعيد الهيئة العليا للإغاثة أم على صعيد التهرب من الاصول في الموازنات.

تصويب على الكهرباء
وعندما وجدت المعارضة بقيادة الرئيس فؤاد السنيورة نفسها في وضع لا تحسد عليه، صوّبت نحو اقتراح قانون الكهرباء للعماد عون مستفيدة من وقوف كتلة جنبلاط الى جانبها في هذا الموضوع، مع العلم أن وزراء جنبلاط غابوا عن الجلسة، وأن النائب أكرم شهيب اعلن صراحة وقوفه ضد الاقتراح.

وبدا خلال مناقشة هذا الموضوع والسجالات الحادة التي دارت حوله، أن المعارضة ذاهبة في موقفها السلبي على حساب المواطنين الى النهاية طمعاً في تسجيل نقطة ضد التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل.
وهذا ما خلق جواً من التشنج الشديد لم ينتهِ سوى بالمخرج الذي تولد بنهاية النقاش والمؤيد من الرئيس ميقاتي بتأجيل الموضوع اسبوعين على أن تتبناه الحكومة مع التفصيل.

لكن هذا المخرج، واجه انتقادات عنيفة لاحقاً من العماد ميشال عون، الذي حمل بشدة على تيار المستقبل وحلفائه واتهمه بأنه سرق البلاد.
وغمز من قناة الحكومة انتقاداً في أكثر من مجال، مؤكداً بأن ثوب الموالاة ضيّق عليها والآن يتمزق.
وفي إشارة الى مداخلات نواب المعارضة، قال "ليس مسموحاً لسارق أن يتحدث عن الشفافية ولن نقبل بعد الآن، ولن نسكت". وجدد الكلام عن الحكم الفاسد منذ الـ 92 وحتى اليوم، مضيفاً بأن أكبر عملية فساد حصلت اليوم في مجلس النواب، مشيراً الى مشاركة رئاسة الحكومة وبعض الوزراء والنواب.
وقال: "هذه مش مقبولة حتى لو كانت الحكومة منا".

وأعلن ما يشبه انتهاء فترة السماح التي ألزم نفسه بها، داعياً الناس للنزول الى المجلس من أجل تأمين الكهرباء
.
ميقاتي ينفي
وفي وقت لاحق مساءً، نفى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي ما ذكرته الـ "M T V" عن أنه طلب من قطب نيابي معارض قبل انعقاد جلسة مجلس النواب أمس، أن تساعده المعارضة على اسقاط اقتراح قانون المعجل المكرر حول الكهرباء الذي تقدم به عون.
وأكد ميقاتي أن "هذا الخبر عارٍ من الصحة جملة وتفصيلاً"، لافتاً الى أنه أعلن خلال الجلسة أنه يؤيد اقتراح القانون مع وضع الضوابط التي تكفل إنجاح المشروع لحل أزمة الكهرباء.

السابق
المستقبل : المرّ وحمادة وشدياق يلتقون وفداً من المحكمة الدولية في قصر العدل اليوم
التالي
السفير: تركيا ترحّب بانسحاب حماه وتتوقع انتهاء كل شيء خلال أسبوعين