الشرق الاوسط:أهالي المنطقة لا يعرفونهم.. وحزب الله لن يسلمهم

في منطقتهم وعدم تسليمهم يرجح المحاكمة الغيابية
الشرق الاوسط قالت :
خلال مقابلات تلفزيونية مع مقيمين في منطقة زقاق البلاط في بيروت، وبعض فعالياتها، عقب صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتسريب أسماء المتهمين، لم يقدم هؤلاء أي معلومة عن المتهم أسد صبرا، وأجمعوا على عبارة "لا نعرف شيئا عنه"، مشيرين إلى أنهم لم يشاهدوه من قبل، ولا يعرفون شيئا عن عائلته أساسا.. رغم اطلاع المذيعة على سجلات الناخبين، وتأكيدها أن المتهم أسد، له شقيقان هما نمر وفهد.
ويقول مسؤول لبناني متابع للملف إن تلك العبارات "ليست تملصا من تقديم معلومات، وليست تسترا على متهم، بل هي وقائع تؤكد أن المتهم، كالمتهمين الثلاثة الآخرين، لا يعرفهم أحد، ولا يزورون مناطق إقامتهم، أو البلدات المتحدرين منها"، مشيرا إلى أن هؤلاء "يبدون كشخصيات ظلية، أو (أشباح)، تجيد التستر والتماهي بسبب طبيعتها الأمنية، ما يجعل نشر صورها على موقع المحكمة الدولية، التي بدت قديمة، بالإضافة إلى نشر المعلومات عن تلك الشخصيات، لا يقدم ويؤخر في العثور عليها"، و"ليس أكثر من إجراءات قانونية عادية"، بحسب مرجع أمني سابق.
ويرى المرجع أن "إلقاء القبض على المتهمين في جريمة الحريري، ضرب من المحال، ما دام أن حزب الله لن يسلم متهميه الذين، بالتأكيد، يعولون على دعم الحزب في حمايتهم، إلى أجل غير مسمى". وأشار إلى أن "إمكانية إلقاء القبض عليهم بجهود أمنية لبنانية رسمية أو دولية، من غير مبادرة حزب الله إلى تسليمهم، تبدو مستحيلة بسبب عوامل كثيرة، أهمها جغرافية ونفسية وأمنية".
وتشير المعلومات التي كشفت عنها المحكمة الدولية إلى أن المتهم مصطفى بدر الدين، أقام في منطقتي الغبيري وحارة حريك، وتعتبر تلك المنطقتان عمق حزب الله الاستراتيجي في الضاحية الجنوبية، وأساس وجوده الجغرافي كون منطقة حارة حريك تضم مؤسسات حزب الله الرئيسية، وكانت قبل حرب يوليو (تموز) تضم المربع الأمني الشهير الذي دمر نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل عليه. وما زال نفوذ حزب الله في هذه المنطقة كبيرا، إذ يصعب على أي جهة إلقاء القبض على المتهمين، من دون موافقة الحزب نفسه.
منطقتا الجاموس و"سانت تيريز" لم يغيبا عما نشرته المحكمة الدولية، إذ تتضمنان معلومات عن إقامة المتهمين الثلاثة الآخرين سليم عياش، وحسين عنيسي وأسد صبرا. وتتبع تلك المنطقتان إداريا لبلدية الحدث (رئيسها من الطائفة المسيحية)، ويبدو أنهما، من حيث الشكل، أرحب من الغبيري وحارة الحريك، حيث يشاهد زائرها دوريات متواصلة لقوى الأمن الداخلي تقوم بواجبها في ما يخص قمع المخالفات وغيرها من الإجراءات الروتينية لحفظ الأمن.. لكن المنطقتين تعتبران من مناطق نفوذ حزب الله، حيث شهدا في العقدين الأخيرين إقبالا منقطع النظير من الشيعة باتجاههما، ما ساهم في تبديل بنيتهما الديموغرافية نسبيا. وبالتالي، تصبح حماية المتهمين، من قبل جمهور حزب الله، البيئة الشعبية الحاضنة لتوجهات الحزب، أمرا بديهيا، ما يمنع إلقاء القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية والجهات الأمنية الدولية.
وإذا كان العامل الجغرافي، يصعب مهمة القبض على المتهمين، فإن العامل الأمني يزيد الأمر تعقيدا، ذلك أن تلك الشخصيات. وبحسب سكان المنطقة، متوارية عن الأنظار، ولا يعرفها أحد. حتى إن الصور التي نشرتها المحكمة الدولية للمتهمين، تؤكد أن تلك الشخصيات متخفية، ولا صور جديدة متوافرة لها. بالإضافة إلى ذلك، يجيد الجهاز الأمني التابع لحزب الله إخفاء تلك الشخصيات الأمنية أصلا، ما يجعل مهمة القوات الأمنية الموكلة القبض عليها، مهمة تعجيزية. ولهذا يرجع المرجع "إصدار الأحكام الغيابية التي تحرج حزب الله وتخدش صورته المقاوِمة في العالم،

السابق
النهار : انفجار الضاحية استهدف القنطار و”حزب الله” ينفذ مناورتين
التالي
السنيورة: ليس مسموحا هذه الاستباحة لقرار لبنان