إشارات جنبلاطية جديدة: الممانعة بلا قيمة…

 "وحدها الشعوب الحرة تحرر الأنظمة الأسيرة، ونظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها، وحدها الشعوب الحرة تحرر الأنظمة الأسيرة"، هكذا خطا النائب وليد جنبلاط خطوة إضافية خارج قوى الثامن من آذار، التي تنتمي، أو تشكّل امتدادا رئيسيا لحزام الممانعة الممتدّ من جنوب لبنان إلى إيران، مرورا بسوريا وغزّة.
هو هجوم لا سابق له على الممانعة، من قبل رئيس "جبهة النضال الوطني"، التي تشكّلت بعد انهير "اللقاء الديمقراطي" بخروج عدد من النواب عن "خطّ" جنبلاط وتسميتهم الرئيس سعد الحريري ملطع العام الجاري، لرئاسة الحكومة، بدلا من "خيار جنبلاط" الرئيس نجيب ميقاتي.
هجوم هو الأقوى والأوضح منذ خروج جنبلاط من قوى الرابع عشر من آذار قبل سنتين، في الثاني من آب 2009. وهو استمرار لإشارات جديدة بدأ يبعثها جنبلاط إلى من يهمّه الأمر، بعد سلسلة من الإشارات التي بدأت قبل أشهر بالتقرّب من الرئيس فؤاد السنيورة ومن المملكة العربية السعودية.
وأمس الأول رسم جنبلاط خريطة طريق تدلّ الرئيس السوري بشار الأسد على كيفية الخروج من الأزمة السورية، متقدما على كلّ مسؤول لبنانيّ علّق على ما يجري في سوريا: "اليوم سهل حوران جريح وسوريا جريحة، شفاؤها يمرّ بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الارتكابات والجرائم بحق الشعب السوري والتي انطلقت من درعا. إطلاق سراح جميع المعتقلين السابقين والحاليين. وقف إطلاق النار على المتظاهرين. إدانة كل عمل مسلح على المنشآت أو المؤسسات أو على الجيش العربي السوري. إدانة كل كلام أو عمل طائفي تحريضي من هنا أو من هناك. دستور جديد يسمح بتعدد الأحزاب ويفتح الآفاق للطاقات الهائلة في الشعب السوري من أجل التنوع".
وكان جنبلاط قد وجّه رسالة قوية من موسكو في 21 تموز الجاري، حين قال إنّ ما تشهده سوريا ثورة، ودعا الأسد إلى ترجمة وعوده.
أيضا كان الوزير أبو فاعور قال قبل أيام إنّ إبعاد الرئيس الحريري كان خطيئة كبيرة، وعاد ليقول في حديث إلى جريدة "المستقبل" قبل يومين إنّ جنبلاط لا يتموضع إلى جانب قوى 14 آذار، بل يتموضع إلى جانب السلم الأهلي كما فعل حين خرج من 14 آذار. وهو دعا إلى الحوار كحلّ مبدئيّ: "كل القوى ندعوها من موقع الشراكة لا الوعظ الى وقفة وطنية تدفعنا الى فتح ابواب الحوار والتسويية الداخلية والمصالحة بين اللبنانيين، لأن ما يحصل من انقسامات خطير وخطير جدا، وما يحصل حولنا من اهتزازات خطير جدا ولا يكفي ان نتوزّع بين من ينتظر ان تغلب تلك الوجهة او تلك في المحيط وفي المنطقة وفي العالم وفي لعبة الامم".
رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" والنائب عن دير القمر، معقل الجنبلاطية، دوري شمعون، قال أيضا أمس إنّ عودة جنبلاط إلى 14 آذار ما عادت بعيدة.
هكذا يكون جنبلاط قد أنجز جزءا كبيرا من الإستدارة الجديدة، بانتظار "حسم" إقليميي ما.
في هذا الوقت علينا أن ننتظر قليلا بعد.
 

السابق
النظام السوري وأبناء الصهيوني
التالي
كحول حولا: روايتان… والقانون أبرز الغائبين