مرض شتلة التبغ ينكب المواطنين في عيترون

 أصيبت عيترون بنكبة هذا العام، بعدما أصاب المرض الشريان الحيوي فيها، وهو الموسم الزراعي، وتحديداً زراعة التبغ. انه الطقس المستجدّ، أو التغيير المناخي بحسب التسمية العلمية، الذي اعتبره الأهالي نعمة، بسبب استمرار هطول الأمطار بشكل كثيف وحتى وقت متأخّر، لكنه أصبح نكبة على المزارعين في عيترون وغيرها من القرى الزراعية، التي يعتمد جميع أبنائها على شتلة التبغ.
نحو ألف ومئة مزارع في عيترون يعملون في زراعة شتول التبغ، التي أصابتها الأمراض المتعددة هذا الصيف. رئيس البلدية سليم مراد يرد السبب الى "الرطوبة والأمطار المتأخرة التي أدت الى اصابة شتول التبغ بمرض البياض الزغبي المسمّى: ميليديو، سيما في بداية موسم القطاف، ما اضطر المزارعين الى قطاف الموسم كلّه دفعة واحدة، وما أدى الى انتاج رديء وقليل"، ويظهر مراد أن "هذا المرض يصيب الحقل والشتول معاً، والأوراق الخضراء تصبح صفراء سهلة اليباس، كما تصاب بزغب رمادي يؤثر على جودتها".
 من جهته يزرع علي فقيه عادة عشرة دونمات من شتول التبغ، كانت تنتج في الأعوام الماضية نحو تسعئمة كلغرام من التبغ، لكن الانتاج تضاءل هذا العام الى ستمئة كلغرام فقط، ما يعني "أن الخسارة كبيرة جداً، لأن الأرباح قليلة نسبة الى تكاليفها وسعر المبيع، فالأوراق أصابها الاصفرار فقطفناها بسرعة، رغم أننا عادة ما نقطفها على أربع دفعات، أما الذين تأخروا في القطاف فقد خسروا الجزء الأكبر من الموسم، اضافة الى أن الأرض نبتت فيها أعشاب غريبة أثّرت سلباً على ما تبقى من شتول التبغ".
وتعتبر المزارعة أم جميل علوية أن "هذه الأمراض الجديدة كان سببها هطول الأمطار المتأخر، الذي اضطر المزارعين الى شراء الأدوية والمبيدات الزراعية، ورغم ذلك خسرنا جزءاً كبيراً من الموسم". ام جميل تزرع مع أولادها الصغار سبعة دونمات، تنتج كلّ عام نحو طنّ من التبغ، فيباع الكلغ الواحد بأحد عشر ألف ليرة فقط، لكن "الانتاج تقلّص هذا العام الى ما دون النصف وبنوعية غير جيدة، ما يعني أن سعر البيع سيتضاءل أيضاً، ولا مصدر رزق آخر لنا، ولا أحد من المهتمّين التفت الى مشكلة المرض الذي أصاب مورد عيش الأهالي هنا".
الخبير الزراعي ياسر حيدر، يشرح أن "مرض الميليديو يصيب أوراق التبغ باليباس السريع، اضافة الى أن الأوراق المصابة تفقد جزءاً من وزنها ونوعيتها، فانتاج المزارعين في عيترون تضاءل الى 30% كحد ادنى، وقد تكلّف كل صاحب رخصة تبغ أكثر من مئتي ألف ليرة على المبيدات الزراعية اللاّزمة". ويضيف "الشتول أصيبت أيضاً بمرض الصدأ، وهو مرض جديد، ناجم عن الأمطار المتأخرة، وهذان المرضان أصابا الصحارى أيضاً، فلاحظنا يباس موسم الخيار والكوسى وغيرها وبشكل سريع".
هذا ويعاني مزارعوا التبغ من تدّني سعر المبيع، اذ أن سعر مبيع كلغرام التبغ لا يزيد في أفضل حالاته عن 12000 ليرة، ويتدنى أحياناً الى 9000 ليرة. وهذا السعر بحسب رئيس بلدية عيترون سليم مراد معتمد منذ 4 سنوات، رغم ارتفاع الأسعار بشكل لافت بنسبة تزيد عن 30%، وارتفاع المصاريف الزراعية، واضطرار المزارعين الى شراء المياه، التي لا تصل الى البلدة.
يذكر أنه في عيترون وحدها 825 رخصة زراعية، صاحب الرخصة الواحدة لا يستطيع زراعة اكثر من أربع دونمات فقط، تشتري منه مؤسسة الريجي 400 كلغرام بسعر يقارب 4 ملايين ليرة، رغم أنه، بحسب ياسر حيدر، "يتكبّد المزارع ما يزيد على مليون ونصف المليون ليرة بدل حراثة وأسمدة ومياه وادوات القطاف وزراعة الشتول وغيرها".
لذلك على الدولة أن ترفع سعر المبيع سيما هذا العام، بعد انخفاض الانتاج نتيجة الأمراض التي أصابت الشتول. فيقول حسين بعلبكي (82 سنة) "كان كلغرام التبغ يطعم الأسرة كلغرام ونصف الكيلغرام من اللحوم، والآن سعر كلغرام اللحمة يساوي ضعف كلغرام التبغ، وهذه الزراعة غير مضمونة، اذا أصابها المرض، رغم أنها مورد العيش الأساسي للأهالي، كما أن المزارع غير مضمون أيضاً، رغم وجود مشروع مقدّم الى مجلس النواب لضمان المزارعين صحياً منذ عشر سنوات، ولم يقرّ حتى الآن"!!

السابق
قاسم هاشم لل”MTV”: البيانات الوزارية هي فولكلور لبناني فقط
التالي
اوزالديز:لا استطيع التعبير عن الموقف الرسمي في موضوع الحدود البحرية