براعة السيّد…وقِحَةُ المتأمركين وفجورهم

فيما كان سيّد المقاومة والانتصارات التاريخية ضدّ «إسرائيل» يقدّم براهينه المدهشة والمفحمة عن تسييس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (يا للتسمية الفضفاضة قياساً بالمضمون الخبيث والأهداف الشريرة المضمرة) برهاناً تلو الآخر، وعلى نحو يثير التقدير والإعجاب، كانت جوقة فيلتمان الفيلهارمونية تعزف، على مألوفها، سمفونية الهستيريا والنشاز، تصرخ وتستنجد يا عالم هبّ الى نجدتنا وأنقذنا من السقوط النهائي والخروج الأبديّ من السلطة وزوال القدرة على تنفيذ المشروع الأميركي المتوسطيّ المتصهين. كان أعضاء الجوقة يصيحون بأصواتهم المتنوعة بين تينور وباريتون ويصيح بهم قائدهم فيلتمان في المقابل أنجدونا أنتم أيضاً واعزفوا بمهارة نشيد العمالة والولاء، كي ننقذ ما يمكن إنقاذه من مشروعنا المتهاوي في المنطقة…

لكنهم ظلّوا ينشدون ويعزفون النشاز.

كان السيّد ذو الإرادة الجبّارة والأعصاب الفولاذية والعقل الفذّ والمتيقّظ يدهشنا بكشف هوى رئيس «المحكمة» أنطونيو كاسيزي الصهيونيّ ودعمه لـ «إسرائيل» وإعجابه بـ «ديمقراطيتها» وممارستها لـ «حقوق الإنسان» (قتل الطفل الشهيد محمد الدرّة وألوف الأطفال والرضّع الفلسطينيين واللبنانيين الشهداء خير نموذج يقدّمه الإيطالي الفاشستي كاسيزي عن كيفية المحافظة على حقوق الإنسان، و»إسرائيل» بالنسبة إليه هي القدوة والمثال!!!).

ويفرحنا أيضاً ـــ أعني سيّد المقاومة ـــ بسلسلة «الكشوفات» حول هذه «المحكمة» الهزلية العبثية التي تنتهك العدالة والقانون ولا تطبقهما، وكان يعرض في أسلوبه المنهجيّ والموضوعيّ الآسر والمعتاد ويبعث بالرسالة واضحة الى من يهمّه الأمر، أن لا تحلموا لا في مناماتكم ولا في كوابيسكم بالنيل من حزب الله لأنكم عبثاً تلطمون رؤوسكم بجدران القلعة الصلبة الشامخة. خسئتم أيها الخائبون.

فوراً بعد خطاب السيّد وأدلّته المثبتة بالصوت والصورة ضدّ «قضاء سدوم وعمورة الدولي» الفاسد والانحطاطيّ والمغطّي على قتلة رفيق الحريري وسلسلة الإغتيالات التي تلته (أي على القاتل الأميركي و«الإسرائيلي» المضرم النار بالاغتيالات المتتالية في «وقدة» المؤامرة الجهنمية التي لا تنطلي إلا على رؤوس «14 آذار» المسطّحة والمحدودة والمعمية القلب بالهوى الأميركي أو «الإسرائيلي» أو كليهما معاً لدى البعض)…

فوراً انطلقت جوقة فيلتمان «البريستولية» وتوزّعت المهمات بين عزف جماعي وعزف منفرد، وانتشرت عناصرها على الشاشات والإذاعات والصحف، دفاعاً مستميتاً ويائساً عن «المحكمة». محاولين القفز فوق كلام السيد وبراهينه الدامغة عن مؤامرة التسييس والاتهام المعدّ لجهة أو جهات حصرية، على قاعدة النعامة و«عنزة ولو طارت» التي اشتهرت بها «إنتلجنسيا» «14 آذار» المؤلفة من «الأدمغة» الجبّارة التي نعرفها جميعاً، وبعضها يسرق البونبون والبوتي فور عن طاولة الاجتماعات ويملأ حقيبة يده بها، ومن الوجوه الجديدة لتلك الإنتلجنسيا التي يغار منها تروتسكي ونابوليون وهنيبعل، والمدفوعة حديثاً الى الواجهة الإعلامية من غرفة عوكر المظلمة للعمليات، ذاك «الوحش الفكري» في 14 الشهر الذي ظهر على شاشة «الجديد» مساء الأحد الفائت، مسعوراً موتوراً، مفرغاً جامّ حقده وغيظه وخيبته على حزب الله وسورية، غير خافٍ هيامه بأميركا (وضمناً بالتأكيد «إسرائيل»(…)

«حامية حقوق الإنسان والديمقراطية») ماضياً الى القول ببلاهة من لا يسمع رأسُه ما ينطق به لسانُه، أو بالأحرى يسمع تماماً بوحي من هواه الأميركي الأعمى، إنه لا يخجل من التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، فلا شيء في نظره ـ القصير حتماً ـ يستدعي الخجل.

هنا، ليسمح لي هذا الجهبذ الموتور والعصبيّ بشكل ظاهر بالقول له ولأمثاله ممن لا يخجلون بالتعاون مع أميركا ويردّدون في كل مقابلة ومناسبة عدم خجلهم وافتخارهم: بل الحريّ بكم أيها العملاء المكشوفون والمسيّرون من أسيادكم بين واشنطن وعوكر أن تخجلوا بعلاقتكم الخائنة للوطن وشعبه وشهدائه الذين قتلتهم أميركا بسلاحها وبأيد إسرائيلية.

الحريّ بكم أن تروا وتقرّوا بأن إسرائيل هي ربيبة وحبيبة ومعشوقة الولايات المتحدة استناداً الى التصريحات اليومية للمسؤولين الأميركيين من الرؤساء الى فئات عريضة من الشعب الأميركي الفاشيّ المتصهين الذي يدعم إسرائي» ووجودها من ماله وضرائبه ودم قلبه. الحريّ بكم أن تخجلوا وأن تطمروا رؤوسكم في التراب خجلاً، وأن تعترفوا بأنكم تتعاونون مع أميركا القاتلة التي تعشق «إسرائيل» ولا تحبّ سواها وتكره لبنان وسورية والفلسطينيين وسائر شعوب المنطقة وهم من صنف الحشرات بحسب أحد الحاخاميين ذات تصريح وبحسب الممثل الأميركي الصهيوني جون مالكوفيتش الذي وصفهم صراحة بأنهم كذلك.

عارٌ وخيانة يا جماعة 14 آذار أن تظلّوا واقعين عمياناً في هوى الولايات المتحدة، والقنابل العنقودية التي قتلت أطفالنا ومزّقتهم أشلاء وهي من صنعها وعطاياها الكثيرة لربيبتها المسخ المجرمة «إسرائيل».
بلى، قولوا نخجل بالتعاون مع أميركا ولا تقولوا بعد اليوم إنكم لا تخجلون، لقد سقطت بعد أدلة السيّد كل أوراق التين عن العورات الدولية والإقليمية والمحلية، وبانت الحقيقة عارية.

السابق
اللبنانيون الى صناديق الاقتراع قبل الأوان!
التالي
تحقيرٌ واتهامات وإهانات وشتائم