نصر الله يخشى الفتنة المذهبية!

الأسبوع الماضي ألقى حسن نصر الله زعيم حزب الله خطابا مطولا لا قيمة له، فضلا عن اعترافه بأن في حزبه جواسيس لإسرائيل، وأنه يدعم قمع نظام الأسد، وشيعة البحرين، ومما جاء في ذلك الخطاب أنه يعتبر محكمة رفيق الحريري الدولية أمرا لا قيمة له.

أول من أمس، وبعد أسبوع من خطابه السابق، خرج حسن نصر الله مرة أخرى بخطاب مطول كال فيه التهم للجميع، مدافعا عن حزبه بعد صدور قرار محكمة الراحل رفيق الحريري الدولية التي طالبت حكومة السيد نجيب ميقاتي بتسليمها أربعة أشخاص من حزب الله. رغم أن نصر الله نفسه قد قال الأسبوع الماضي إن لا قيمة للمحكمة الدولية، وإنه لن يتحدث عنها، بل إن رد فعل الحزب الأولي على قرار المحكمة هو أن المتهمين يعدون من درجات متدنية بين كوادر الحزب ولا قيمة لهم، وهذا غير صحيح طبعا، فإن نصر الله نفسه خرج، في خطابه الأخير، مدافعا عنهم، بل ومحذرا من أن محكمة الراحل رفيق الحريري هدفها خلق فتنة بين السنة والشيعة، ومن هنا تبدأ القصة!

فإذا كان حسن نصر الله فعلا يخشى الفتنة المذهبية، فلا بد أن يجيب أحد ما عن جملة الأسئلة الملحة هنا، وأولها: لبنانيا، لماذا استخدم حزب الله سلاحه ضد سنة بيروت في 2007؟ ولماذا يدعم حسن نصر الله الشيعة في البحرين ضد نظامهم الحاكم السني رغم الدعوة إلى إشهار الجمهورية الإسلامية البحرينية، على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ ولماذا يدعم حسن نصر الله نظام بشار الأسد، صاحب الأقلية في سوريا، رغم كل هذه الأرقام من القتلى في صفوف المواطنين السوريين، ناهيك بالمعتقلين، والمهجرين، وبالطبع المفقودين؟

وهذا ليس كل شيء بالطبع، فإذا كان حسن نصر الله يخشى فعليا من الفتنة المذهبية، فلماذا لا يكون أكثر الحريصين في لبنان اليوم على التعاون مع المحكمة الدولية لإثبات براءة حزبه، ورجاله، من جريمة اغتيال رمز لبناني، وليس سنيا وحسب، وهو رفيق الحريري رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق بنفس المقدار الذي يدافع به حسن نصر الله اليوم عن حكومة نجيب ميقاتي والمطلوبين للعدالة الدولية من أعضاء حزب الله جراء اتهامهم بالتورط في اغتيال الراحل رفيق الحريري؟

والأمر لا ينتهي عند هذا الحد بالطبع.. فلماذا يعتبر اليوم التحقيق في جريمة اغتيال الراحل رفيق الحريري دعوة للفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، بينما لا يعتبر الحرص على الكشف عما حدث بحق موسى الصدر مدعاة لفتنة مذهبية أيضا بين السنة والشيعة كما يقول نصر الله؟ فإذا كان الجواب بخصوص موسى الصدر بأن الأمر لا يتعلق بلبنان بل بليبيا، فهذا كلام مردود عليه، فاغتيال رفيق الحريري، إن تم فعلا من قبل حزب الله، هو أمر لا يتعلق بلبنان وحده، بل بكل من يدعم حزب الله الإيراني في لبنان، وبكل مستويات الدعم، ومنها الإعلامي.

وعليه، فإن ما لا يريد حسن نصر الله، ومن خلفه، استيعابه هو أنه وحزبه أحد أهم أسباب الفتنة المذهبية في منطقتنا، وهذه هي الحقيقة مهما قيل ويقال

السابق
في ذكرى فضل الله الأولى: بحثًا عن “تيار الوعي”
التالي
اللواء: نصر الله ينهي التعامل مع المحكمة ودفعة ثانية من التوقيفات خلال شهر