مشاركة خجولة وتذكير بالشعارات ووعد بتحرك آخر

اذا كان الرقم غالبا و هو الذي يتكلم ويشكل مقياسا بالنسبة للمسيرات والمظاهرات في لبنان، فأننا نستطيع القول بأن <الطائفية> كانت بأبهى حلتها في الامس، وشاعرة بأنها هي المنتصرة، بعدما اثبت محبيها بأنهم هم الاكثرية، في هذا الزمن اللبناني الغريب، وان المناهضين لها هم قلة قليلة من هذا المجتمع وينخفض عددهم رويدا رويدا، بعدما لم يشارك سوى المئات في مسيرة الامس والتي دعت اليها <الحملة الوطنية لاسقاط النظام الطائفي ورموزه>، بعدما كانت المشاركة قد وصلت الى 30 الف قبل اشهر· وهذا الامر قد يكون سببا كافيا للقيمين على التحرك لأعادة هيكلة خطة التحرك عند الحادية عشرة صباحا، بدأت التحضيرات للمسيرة، لم تكن الاعداد القليلة توحي بأن المسيرة ستكون شبيهة بالمسيرات السابقة، المنظمين ارجعوا السبب بالامتحانات النهائية للجامعات والمدارس، ووعدوا بخطة جديدة في المرحلة القادمة تأخذ بعين الاعتبار الثغرات التي حصلت في السابق·حمل المشاركون الاعلام اللبنانية، واليافطات الكثيرة التي حملت شعارات لم تكن مختلفة عن الماضي، وتمحورت في معظمها حول كتاب التاريخ، حيث وزعت <مجموعة من المواطنين والمواطنات> بيانا موجه الى كل طالب لبناني سابق وحالي ولاحق، دعت فيه النضال والمشاركة في التحرك من اجل كتاب تاريخ موحد وعلمي·

ومن الشعارات التي تم رفعها <تاريخنا بعيد نفسو لانو ما عندو من نفسو> <بدي اعرف بتاريخي شو صار قبل ما صير ختيار> <اذا تعلمناك ما رح ننساك> <كتاب تاريخ خارج قيد الطائفي> <كتاب التاريخ لا يقرأ من عنوانه> <من حقنا ان نعرف مصير المفقودين اهم من سمعة المجرمين> <بابا اللي بيسرق بفوت عالحبس، لا حياتي بفوت عمجلس النواب> <الغاء الطائفية يعني الغاء الحرامية> <الطائفية: تعذيب وحرب اهلية دائمة> <النظام الطائفي تفتيت ومحاصصة وبطالة وهجرة> <نريد قانون يجرم التحريض الطائفي والطائفيين> ونادى المشاركون باصلاح الضمان الاجتماعي وبمعالجة مشكلة البطالة وتأمين فرص العمل، وطالبوا المواطنين المتواجدين على شرف المنازل، بالنزول الى الشارع للمشاركة في التحرك· كما رفع احدى المواطنين رغيف خبز، ويافطة تشير الى الواقع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه المواطن·

المظاهرة انطلقت من قرب الضمان الاجتماعي في منطقة وطى المصيطبة، وسط مواكبة امنية مشددة، ولم يسجل خلالها سوى اشكال بسيط جرى تداركه سريعا، وسلكت مناطق الاونيسكو(حيث تجمعت لدقائق قرب مبنى وزارة التربية) ثكنة الحلو، مارالياس، كركول الدروز، البطريركية، رياض الصلح، وكانت المسيرة تتوقف عند عدة محطات، ووقف المواطنون عند جانبي الطريق، لمشاهدة التظاهرة، اضافة الى اصحاب المحلات التجارية التي فتحت ابوابها·

ووصلت المسيرة بعد ساعة ونصف من انطلاقتها الى المحطة الاخيرة في ساحة رياض الصلح، حيث كان الختام فتجمعوا لنصف ساعة فكان ترداد الشعار التقليدي <الشعب يريد اسقاط النظام> والقت هناء يحي كلمة (بأسم الحملة) جددت العهد فيها على مواصلة التحرك حتى الوصول الى الغاية المرجوة وهي الغاء النظام الطائفي، مشيرة الى ان التحرك لم يتوقف بل هو مستمر، وعادت لتذكر باهم المطالب التي تناضل من اجلها حملة الغاء النظام الطائفي·

السابق
الانباء: جنبلاط غادر لبنان دون تحديد وجهته ويقول الأكثرية ستخسر إن لم تحافظ على الاستقرار
التالي
البابا يحذّر من عبادة الأصنام !