البابا يحذّر من عبادة الأصنام !

أضاء البابا بنديكتوس الـ16 من الفاتيكان على صورة النبي إيليا وشخصيته، رجل الصلاة والتشفّع والغيرة على كرامة الله، فقال إن اسمه يعني "الرب هو إلهي"، فكرّس حياته كلّها لتشجيع الشعب على الإقرار والاعتراف بأن الربّ هو الإله الواحد وعبادته. وعنه كتب يشوع ابن سيراخ: "فقام إيليا النبي كالنار وتوقّد كلامه كالمِشعل" (48/1).

حذّر البابا من عبادة الأصنام الجديدة المتفشّية في مجتمعات اليوم، فقال إنها آخذة في الانتشار حتى في أوساط المؤمنين الذين يتوهّمون أنهم يستطيعون خدمة سيدين، فيسعون لخدمة الله العليّ، فيما يضعون ثقتهم أيضا بإله ضعيف صنعته أيدي البشر.

عبادة الأصنام الجديدة استقاها البابا من الكتاب المقدّس، حين نصب النبي إيليا على جبل الكرمل مذبحا وأعدّ فيه محرقة للرب مقابل مذبح ومحرقة لصنم بعل الذي ابتهل أتباعه طوال النهار، ولم يرسل إلههم أية نار تحرق الحطب، كما جاء في سفر الملوك الثاني. فبعد صلوات وتضرع إيليا واعترافه بوحدانية الله، "هبطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، حتى لحِست الماء الذي في القناة".

سأل البابا عمّا تقول لنا هذه القصة التاريخية وما هو حاضرها؟ فقال إنّها، أوّلا، مسألة أولوية الوصية الأولى "أعبد الله الأوحد"، فحيث يختفي الله يقع الإنسان في عبودية الأصنام، كما دلّت إليها الأنظمة التوتالية في زمننا مع عبودية أصنامها، وتشير إليها أيضا أشكال مختلفة من العدمية التي تضع الإنسان تحت نير الأصنام واستعبادها.

ولفت البابا، ثانيا، إلى أنّ الهدف الأولي للصلاة هو الارتداد والهداية والتوبة: فنار الله تحول قلبنا وتجعلنا قادرين على مشاهدة الله وبالتالي العيش حسب الله، والعيش من أجل الآخر.

وذكّر البابا، ثالثا، بأنّ آباء الكنيسة قالوا إن قصة النبي إيليا هي نبوية، أي أنها ظلّ المستقبل، ظلّ المسيح الآتي، وهي خطوة في السير نحو المسيح. وأكّد أن عبادة الله الحقيقية هي وَهب الذات لله وللبشر؛ العبادة الحقيقية هي الحب، عبادة الله الحقة لا تدمّر بل تجدّد وتحوّل. وهكذا فإنّ نار الله ونار حبه تحرق وتحوّل وتنقّي وتطهّر ولكنها لا تدمّر.

السابق
مشاركة خجولة وتذكير بالشعارات ووعد بتحرك آخر
التالي
طرائف الثورة السورية