الحياة: حلفاء لعون ينتقدون هجومه على الحريري: … هل تريده الزعيم الأوحد للسنّة؟

كشف مصدر قيادي في الأكثرية النيابية اللبنانية أن أكثر من حليف لرئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أبلغه، بعيداً عن الأضواء، بأن هجومه المتواصل على تيار «المستقبل» وزعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليس في محله وأنه يدفع باتجاه تقويته في الشارع السنّي وتحويله من الزعيم السنّي الأول إلى الزعيم الأوحد وهذا ما يضعف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبالتالي لا بد من وقفه قبل فوات الأوان.

وأكد المصدر القيادي نفسه لـ «الحياة» أن هجوم عون على الحريري كان موضع انتقاد من قبل عدد من أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري للحكومة العتيدة وأن ممثلي عون في هذه اللجنة سمعوا منهم انتقاداً مباشراً لمواقفه التي تجاوزت الانتقاد السياسي إلى الهجوم الشخصي الذي لم يقتصر على الحريري وإنما طاول أخيراً والده الرئيس الراحل رفيق الحريري.

ولفت المصدر نفسه إلى أن منتقدي عون لم يظهروا جميعهم مواقفهم إلى العلن وتوزعوا بين منتقدين مباشرة له من خلال البيانات الصادرة عنهم وآخرين قالوا كلامهم في لقاءات وقال: «لا أظن أن أحداً في الأكثرية يجرؤ على تبني مواقف عون من الحريري خصوصاً عندما قال انه قـــطع له تذكرة سفر باتجاه واحد – أي روحة بلا رجعة – وأن سجن رومية ينتظره وأعد له جناحاً خاصاً لاستقباله».

وسأل المصدر عن مصلحة عون في إضعاف رئيس الحكومة وإحراجه أمام طائفته ومحيطه السياسي، وقال إن اتباع سياسة يغلب عليها التشفي والكيدية ستضر بقوى الأكثرية لا سيما أن هذه السياسة جربت من قبل رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود عام 1998 ودفع ثمنها في الانتخابات النيابية عام 2000؟

كما سأل عن الأهداف التي يتطلع إليها عون من وراء حملاته «الشعبوية» على الحريري خصوصاً أنها تحولت إلى سياسة عامة لدى «التيار الوطني الحر» ونواب في «تكتل التغيير» في ضوء ما يتناقله زعماء في الأكثرية عن لسان وزير العمل شربل نحاس من انه آن الأوان لإعداد خطة للتخلص من «كابوس الحريري» في لبنان؟

وقال المصدر إن زعماء في الأكثرية صدموا بما سمعوه عن لسان الوزير نحاس – وهو يساري سابق – وعبروا عن ندمهم عن الدفاع عنه في أوقات سابقة ظناً منهم بأنه يتعرض إلى حملة سياسية قبل أن يكتشفوا أن نحاس الذي يعرفونه اليوم هو غيره عندما كان عضواً في الحزب الشيوعي اللبناني.

وأضاف: «أن كلام هؤلاء الزعماء في الأكثرية عن نحاس لم يأت من فراغ وإنما من خلال مواكبتهم لمواقفه الأخيرة التي تساهم في رفع وتيرة الاحتقان السياسي في البلد». ورأى المصدر أن عون، يتصرف وكأنه الحاكم بأمره، ويلزم الحكومة التي تستعد لإعداد بيانها الوزاري بمواقف «ثأرية» وأخرى غير محسوبة الأهداف ليست لديها لا القدرة ولا الرغبة على تبنيها، اضافة إلى انه يأخذ على عاتقه وحده معه رسم خريطة الطريق السياسية للحكومة الجديدة التي تسعى إلى أن يكون بيانها الوزاري تصالحياً مع الداخل وغير صدامي في وجه المجتمع الدولي.

واعتبر أن الثأرية التي يصر عون على اتباعها ستقوي الحريري في مقابل إضعاف ميقاتي وحلفائه في الشارع السنّي، وقال إن استمراره على هذا المنوال سيؤدي حتماً إلى توفير الظروف الموضوعية والذاتية لرئيس الحكومة السابق ليكون على رأس موجة شعبية جارفة لن يقف هذا الطريق أو ذاك في وجهها في الانتخابات النيابية المقبلة في المناطق التي يعود فيها التأثير للناخب السنّي، بما فيها دائرة طرابلس التي تتمثل في الحكومة الحالية بـ 4 وزراء اضافة إلى رئيس الحكومة.

ودعا المصدر عون إلى مراجعة حساباته ووقف حملاته ليكون في وسع خصوم الحريري، وخصوصاً في طرابلس، إعادة تنظيم صفوفهم لخوض الانتخابات النيابية ضد اللائحة المدعومة منه على رغم أن من السابق لأوانه الإعداد منذ الآن لهذه الانتخابات مع أن البيان الوزاري يتناول قانون الانتخاب الجديد على أساس اعتماد النسبية في الانتخابات.

ولاحظ أن هناك صعوبة في إجراء قراءة أولية لخريطة الانتخابات النيابية في عام 2013، وعزا السبب إلى أن لبنان هو ساحة متقلبة لا يمكن إخضاعها منذ الآن لأي نوع من الحسابات الانتخابية في ظل احتمال تعريضها إلى إعادة خلط الأوراق يمكن أن تبدل من التحالفات.

وأوضح المصدر أن رغبة الحكومة الجديدة في اعتماد مبدأ النسبية في الانتخابات النيابية المقبلة يمكن أن يأتي من باب رفع العتب لتفادي أي إحراج في حال أغفلت الحديث عن قانون الانتخاب.

ومع أن المصدر يرفض الكشف عن حقيقة الموقف الشيعي من الحملات المنظمة لعون على الحريري والحريرية السياسية والإرث الذي خلفه مؤسسها الرئيس الراحل رفيق الحريري فإنه في المقابل يعتقد بأن لا مصلحة لتحالف «أمل» و «حزب الله» في أن يواصل الحليف الأول للأخير حملاته للتشفي من زعيم تيار «المستقبل» باعتبار أن ذلك يؤدي إلى مزيد من الاحتقان.

كما أن قيادياً في 14 آذار رفض ذكر اسمه، اعتبر أن سبب حملات عون على الحريري يعود إلى أن «الجنرال» كان يظن بأن لديه حظوظاً في الوصول إلى الرئاسة الأولى وأن «المستقبل» كان العائق الأساسي الذي قطع عليه الطريق لمصلحة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساًَ للجمهورية وبالتالي لم يعد أمامه من خيار سوى الانصراف إلى تصفية الحساب معه وصولاً إلى إضعافه لعله بذلك يصبح الناخب الأول في معركة الرئاسة المقبلة لتسهيل انتخاب صهره وزير الطاقة جبران باسيل.

السابق
اللواء: الخلاف يستعصي على فقرة المحكمة … وحزب الله لإستدعاء كونيللي
التالي
سورية القلقة سورية المقلقة