النهار: صيغة المحكمة تنتظر تفاهم الأكثرية وتدابير في طرابلس اليوم لحصر التظاهر

عكس الطابع الروتيني الذي غلب على الاجتماع الرابع أمس للجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري حاجة الحكومة الى مزيد من الوقت للتوصل الى تفاهمات بين أطرافها على القضية الشائكة المتمثلة في المحكمة الخاصة بلبنان والتي يعتقد أنها تشكل العقدة الرئيسية التي يتعين على الحكومة اجتراح الصيغة المناسبة لها لانجاز البيان في نصه النهائي.

وإذ لمّح وزير الاعلام وليد الداعوق الى امكان عقد اللجنة اجتماعين أو ثلاثة بعد اعتبارا من الاثنين المقبل، بات مستبعدا ان تنجز اللجنة مهمتها قبل نهاية الشهر الجاري، مما يعني ان إقرار البيان في مجلس الوزراء والبدء بالجلسات النيابية لمناقشته والاقتراع على الثقة بالحكومة مرجحان في النصف الاول من تموز اذا سارت الامور سيرا طبيعيا.

وأوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" ان لجنة صياغة البيان الوزاري أعادت في اجتماعها الرابع امس قراءة الفقرة السياسية من مسودة البيان التي أعدها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. ومن جملة النقاط التي نوقشت موضوع ادراج مبادرة بيروت العربية للسلام، ذلك ان وزراء ارتأوا حذف هذه الفقرة معتبرين ان لا لزوم لادراجها بعد "موت" هذه المبادرة. ولكن بعد النقاش أعيد تثبيت فقرة تنص على التزام لبنان المبادرة. وأشارت المصادر الى ان اللجنة استكملت صياغة بنود تتعلق بالموضوع الاقتصادي وعمل الوزارات، ولم يشهد الاجتماع تطورات مهمة على هذا الصعيد.

أما في موضوع المحكمة الدولية، فأكدت المصادر الوزارية ان اللجنة لم تتطرق الى هذا الموضوع وتوقعت ان يبدأ البحث فيه في الاجتماع الخامس بعد ظهر الاثنين المقبل. وكشفت ان وزراء فريق 8 آذار يلمحون بوضوح الى وجهة نظر تنحو في اتجاه تجاهل موضوع المحكمة تماما في البيان الوزاري، لكنهم مع ذلك يتركون الامر للرئيس ميقاتي. واضافت ان ميقاتي يسعى الى صيغة متوازنة تحظى بقبول الافرقاء المشاركين في الحكومة ولا تثير احتمال الصدام مع المجتمع الدولي، علما أن ميقاتي يتابع اتصالاته مع الاقطاب السياسيين للقوى الحكومية توصلا الى الصيغة المطلوبة. وقد جرى نقاش أولي بين اعضاء اللجنة تناول المفردات التي يمكن اعتمادها ومنها المفاضلة بين "العدالة" و"المحكمة"، مؤكدة وجود وجهات نظر مختلفة من هذا الموضوع تنتظر التفاهم السياسي عليه.

ومن المقرر ان يتناول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله التطورات المحلية والاقليمية في كلمة يلقيها في الثامنة والنصف مساء اليوم عبر محطة "المنار" التلفزيونية. وأفادت معلومات ان المناورات الاسرائيلية "نقطة تحوّل 5" ستشكل محوراً أساسياً في كلمة نصرالله، على أن يتطرق فيها أيضاً الى الأوضاع الداخلية.

تدابير لطرابلس

الى ذلك، علمت "النهار" أن الجيش وقوى الأمن الداخلي اتخذت اجراءات كثيفة في طرابلس تجنباً لأي تجدد للاضطرابات فيها اليوم على غرار ما حصل الجمعة الماضي عقب مسيرة مؤيدة للشعب السوري.
وسألت "النهار" وزير الداخلية مروان شربل هل سمحت الوزارة بتظاهرة مماثلة اليوم، فأجاب: "أخذنا علماً ببعض التجمعات في أماكن محددة، وأنا تخطيت كل الأمور الادارية والروتينية لأن الظرف استثنائي ويجب علينا اتخاذ اجراءات استثنائية، وفي هذا الاطار طلبت من المسؤولين الأمنيين في طرابلس أن يواكبوا المتظاهرين ويحصروا التظاهرة في مكان معين بحيث لا تتسبب بمشكلة".

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان المساعي لتقريب رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون بلغت مرحلة متقدمة، وان سليمان، الذي اتصل بعون قبل أيام للبحث في ملف المديرية العامة للأمن العام، دعاه الى زيارته في عمشيت في 16 تموز المقبل وتناول العشاء في مناسبة يرعاها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وقد وعد عون بتلبية الدعوة.

وفهم ان سليمان وعون سيحضران معاً حفلة في مهرجان جونية مساء السبت، وحفلة أخرى في مهرجان جبيل، وربما في البترون عكس ما حصل العام الماضي حيث حضر سليمان في اليوم الأول وعون في الثاني.
ونفت مصادر في "التيار الوطني الحر" ان تكون اتصالات خارجية فرضت هذا التقارب، "بل أن الرئيس سليمان هو الذي بادر الى ترميم العلاقة، بعدما لمس تراجعاً في قدرة قوى 14 آذار وخروجها من السلطة. وهو ربما أراد تحصين الساحة المسيحية، بطلب من البطريرك الراعي، لمواجهة تحديات المرحلة المقلبة، وخصوصاً التي قد تطاول المسيحيين في الشرق الأوسط وفي لبنان".

السابق
الانياء: قيادي في 14 آذار، إسقاط الحكومة في الشارع له وقته وظروفه
التالي
الانباء: فتفت، عون ليس لديه الوزن السياسي وقوته تكمن في القمصان السود وغيرهم