أول الكلام … وانقلب السحر على الساحر

انقلب السحر على الساحر، وجرت الرياح بما لا تشتهيه سفن من أراد الفتنة لطرابلس، وتأكد لأبناء هذه المدينة «المغرّر» ببعضهم، أن الجيش اللبناني وحده يستطيع أن يحميهم ويرسّخ الأمن في مدينتهم.

في الأصل، أراد هؤلاء «الفتنويون» استغلال هذه المدينة العريقة، وهي العاصمة الثانية للبنان، لإثبات الذات ليس إلا، ولتكون ملعباً لمعاركهم الانتخابية وتحقيق مصالحهم، وهو ما فعلوه لسنوات مضت من دون الالتفات إلى مصالح طرابلس ومصالح أبنائها.

واليوم أرادوا من ساحتها أن تكون ملعباً يرد لهم الاعتبار بعد خسارة سياسية لا تدخل في قاموسهم «الديمقراطي» الذي يعتمد مبدأ «أنا أو لا أحد.. ومن بعدي الطوفان».

هذا بالتحديد ما حاول فعله الفريق «الفتنوي» وزبانيته في طرابلس ولو اشتعل البلد، فكان لهم جيش الوطن مع العقلاء من أبناء المدينة في المرصاد، وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهو المستهدف الأول بهستيريا هذا الفريق إضافة إلى وزراء المدينة الأربعة الذين سارعوا قبل غيرهم إلى تأكيد تورط جماعة الفريق «الفتنوي» في افتعال أحداث المدينة وعبروا عن أسفهم الشديد لما آلت إليه أموره بعد خسارته السياسية الأخيرة في الحكم، وأكدوا مجدداً أن مثل هذه الأعمال التخريبية «لا تليق بمثل هذا الفريق ومن يدور في فلكه».

… ماذا أراد «الفتنويون» وماذا جنوا من ورقة طرابلس الخاسرة؟
1 ـ أرادوا بداية توجيه رسالة إلى الرئيس ميقاتي بأنه لا يملك ولا يتحكم بأي شيء في المدينة وأن لا شعبية تحميه، فارتدت الرسالة سقوطاً شنيعاً عليهم، وتبين ماذا يملكون و«حجم» الشعبية التي يتمترسون خلفها و«قدرتها»، في حين كانوا يعتقدون أنها ستحميهم وتؤمّن لهم أهدافهم «التخريبية».

2 ـ حاولوا التنصل سريعاً مما ارتكبته أيديهم، ودبّرته «أدمغة» مستشاريهم فسارعت مواقفهم إلى فضحهم، وثبت أنهم عاجزون عن امتلاك ورقة الشارع الطرابلسي، وآلت هذه الورقة إلى الرئيس ميقاتي الذي لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها أنه يريد الأمن والازدهار لمدينته «الحبيبة» في حين سعوا هم إلى تخريبها وتدميرها.

3 ـ تبين للقاصي والداني أن هذا الفريق، «الفتنوي»، لا يريد من كل هذا البلد إلا السلطة ولا شيء إلا السلطة وأن ما استغلّه وعمل عليه طوال سني حكمه أي ادعاءه أنه يريد الحفاظ على حقوق السنّة ومكتسباتهم في لبنان، ما هو إلا من قبيل ذرّ الرماد في العيون لغايات ومصالح ضيقة جداً، قد لا تنتهي عند الحدود الشخصية، بل ستتعدى ذلك إلى حدود خراب البلد بأكمله وتدميره.

رابعاً وليس آخراً وأخيراً، هو أن ما أراده هذا الفريق من خلال وضع
العصي في دواليب عربة الحكومة المنطلقة، ارتدّ اندفاعة أقوى وبصلابة أكبر عند الرئيس ميقاتي الذي أوعز، بحسب المقربين منه، إلى اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري بالإسراع في عملهم الذي سينطلق في درس المسوّدة غداً، تمهيداً لإقرارها وإحالتها إلى المجلس النيابي لنيل الثقة على أساسها في أسرع وقت ممكن والانطلاق في ورشة الحكم.. ورشة البناء والإصلاح

يبقى، أنه لم يبق أمام هذا الفريق الخاسر إلا اللعب على الوتر العاطفي الشعبي، وهو لهذه الغاية يسخّر الأجهزة المقربة منه لتسريب ما أشيع أخيراً من أنباء عن مخاوف من محاولات لاغتيال بعض الشخصيات ومنها من هو مقيم في الخارج، ظناً منه أن مثل هذه المحاولات تشد العصب وتعيد إليه ما خسره على المستوى الشعبي، إلا أن ما فات هذا الفريق هو أن مثل هذه الأضاليل لم تعد تنطلي على أحد.
وأخيراً: التحية للجيش اللبناني والرحمة لشهدائه، والهدوء والاستقرار لطرابلس.. وكل لبنان.

السابق
الانباء: وزير عوني يقول نرفض عدم بت ميقاتي في ملفات سنيَّة !
التالي
حمّل الحزب العربي الديموقراطي مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في طرابلس فيقول زهرمان الشارع الطرابلسي يغلي نتيجة ممارسات حزب الله