البناء: بعد مخاض عسير..ولادة حكومة المهمّات الصعبة بتوزير فيصل كرامي وأرسلان يستقيل

نجحت مشاورات اللحظات الأخيرة بتجاوز أزمة تشكيل الحكومة، وأصبح في لبنان حكومة جديدة تنتظرها مسؤوليات ومهام كبيرة نظراً للأزمات الداخلية المتراكمة التي خلفتها حكومة سعد الحريري السابقة وقبلها حكومتا فؤاد السنيورة، وأيضاً في ظل أوضاع إقليمية صعبة وخطيرة، تحتاج إلى تمتين الاستقرار وتثبيت الثوابت اللبنانية ومنع استخدام لبنان ساحة للتآمر على سورية.
وعلى الرغم من أن العقبات التي لم يتمكن القيمون على عملية التشكيل من تجاوزها في الأيام الماضية، فقد حصلت جهود استثنائية يوم أمس لتجاوز هذه العقبات خاصة ما يتعلق بالوزير السني السادس، وهذا ما دفع الرئيس نبيه بري ومعه حزب الله إلى التنازل عن وزير شيعي مع الحقيبة التي كانت ستسند إليه في سبيل إنقاذ عملية التأليف وإخراجها من عنق الزجاجة الذي دخلت فيه نتيجة استعصاء إيجاد مخارج للوزير السني السادس.
إذاً، فبعد أربعة أشهر و17 يوماً (أي من 26 كانون الثاني الماضي حتى 13 حزيران) أبصرت حكومة الرئيس ميقاتي النور، ويتوقع أن تعقد الحكومة أول اجتماعاتها يوم غدٍ الأربعاء لتشكيل لجنة وزارية لإعداد البيان الوزاري الذي يفترض أن يتناسب مع ما هو مطلوب من هذه الحكومة داخلياً وخارجياً.
الأسد يهنئ سليمان وبري
وبعد إعلان التشكيلة، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد هنأه فيه على تشكيل الحكومة. وبدوره تمنى الرئيس سليمان للرئيس الأسد عودة الهدوء والاستقرار إلى سورية في أسرع وقت.
كذلك تلقى الرئيس بري اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأسد هنأه خلاله على الخطوة المهمة التي أدت إلى تشكيل الحكومة التي ستكون لها انعكاسات على كل العالم العربي.
بري مرتاح
وعلى عكس ما تكهنت به بعض وسائل الإعلام، فإن الرئيس بري كان مرتاحاً لتشكيل الحكومة، لكي تنصرف الى معالجة العديد من الملفات والقضايا التي تهم الوطن والمواطنين، وقد ترأس مساء أمس اجتماعاً طارئاً لهيئة رئاسة حركة أمل التي أصدرت بياناً هنأت فيه اللبنانيين بالحكومة الجديدة، وأكدت أن مساهمتها في دفع عملية التشكيل إلى الأمام ولعبها دور الرافعة إنما يشكلان أنموذجاً لكل القوى لتقديم ما يلزم من تضحيات في سبيل العبور إلى الدولة.
وعلم أنه بعد ان استعصت الحلول للمقعد السني السادس، عمل الرئيس بري على الوصول إلى مقاربة لتشكيل الحكومة، وعندما تلقى اتصالاً من رئيس الجمهورية أن هناك نية للتشكيل كان مرحباً وكانت الصيغة التي أعدها ميقاتي تستبعد فيصل كرامي وأحمد كرامي. وهنا حصل نقاش مسهب في اجتماع بعبدا، وعندها أبلغ بري الرئيسين سليمان وميقاتي أنه يتنازل عن مقعد شيعي لحل أزمة التمثيل السني، وبالتالي لم يكن أحد في أجواء هذه «التخريجة» التي قدمها بري.
وفي معلومات لـ«البناء» أن الرئيس بري وضع هيئة الرئاسة في أجواء ما حصل في اجتماع بعبدا وما وصلت إليه الأمور وأبلغ هيئة الرئاسة أنه «كان لا بد من إنقاذ الحكومة والبلد بعد أن وصلت الأمور إلى المأزق، ولذلك كانت هذه الخطوة في سبيل إنقاذ الوضع الذي وصلت إليه البلاد».
ملاحظات عن التشكيلة
لكن اللافت في عملية التشكيل مجموعة أمور وملاحظات يمكن إدراجها وفق الآتي:
1 ـ لأول مرة في تاريخ الحكومات تضم الحكومة سبعة وزراء سنّة مقابل خمسة وزراء شيعة. وهذا الوضع جاء نتيجة المخرج الذي اقترحه الرئيس بري لحل أزمة توزير أحمد كرامي وفيصل كرامي، وبالتالي فإن هذا المخرج الذي قدمه بري أنقذ عملية التشكيل من أزمة كبيرة.
2 ـ لجوء النائب طلال ارسلان إلى الاستقالة من الحكومة لعدم إسناد حقيبة له واقتصار تمثيله على وزير دولة. ورغم انتقاده لرئيس الحكومة فإن الأخير أبدى انفتاحه على معالجة استقالة ارسلان وتسمية أي شخص يريده.
3 ـ حصول الرئيس المكلف على سبعة وزراء بينهم ستة وزراء سنّة. وهو ما لم يحصل حتى مع حكومة سعد الحريري رغم ترؤسه لكتلة نيابية كبيرة.
4 ـ حصول رئيس الجمهورية على حصة معقولة بما في ذلك توزير النائب السابق ناظم الخوري.
اجتماع بعبدا والتشكيل
وكان سبق عملية التأليف اجتماع مطوّل في بعبدا بين الرؤساء سليمان وبري وميقاتي حيث خرج منه بري من دون الإدلاء بأي تصريح، بينما استكمل الرئيسان سليمان وميقاتي الاجتماع بعدها لأكثر من ساعة حيث أجريت سلسلة اتصالات ومشاورات لتخريج التأليفة الحكومية.
التشكيلة الثلاثينية
وقرابة الثالثة خرج الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي الذي كان موجوداً في قصر بعبدا إلى الإعلاميين ليعلن عن التشكيلة الحكومية التي جاءت كالآتي:
محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، سمير مقبل نائباً له، طلال ارسلان وزير دولة، نقولا فتوش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، غازي العريضي وزيراً للأشغال العامة والنقل، علي قانصو وزير دولة، علي حسن خليل وزيراً للصحة العامة، محمد الصفدي وزير مالية، محمد فنيش وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية، وائل ابو فاعور وزيراً للشؤون الاجتماعية، جبران باسيل وزيراً للطاقة والمياه، حسين الحاج حسن وزيراً للزراعة، شربل نحاس وزيراً للعمل، فادي عبود وزيراً للسياحة، سليم كرم وزير دولة، علاء الدين ترو وزيراً لشؤون المهجرين، احمد كرامي وزير دولة، ناظم الخوري وزيراً للبيئة، فايز غصن وزيراً للدفاع الوطني، شكيب قرطباوي وزيراً للعدل، عدنان منصور وزيراً للخارجية والمغتربين، نقولا نحاس وزيراً للاقتصاد والتجارة، مروان شربل وزيراً للداخلية، فريج صابونجيان وزيراً للصناعة، وليد الداعوق وزيراً للاعلام، بانوس مانجيان وزير دولة، حسان دياب وزيراً للتربية، غابي ليون وزيراً للثقافة، نقولا صحناوي وزيراً للاتصالات، فيصل كرامي وزيراً للشباب والرياضة.
ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي بعد إعلان التشكيلة إن الحكومة ستكون تحت ثوابت التمسك باتفاق الطائف: تحرير الأرض، اعادة حوار هادئ، وبناء الدولة تحت سقف المؤسسة الدستورية، مشيراً الى «اننا على ثقة ان هذه الثوابت هي التي تحفظ لبنان واستقلاله وتحفظ العيش المشترك».
وشدد ميقاتي على ان «هذه الحكومة ستكون حكومة كل لبنان وستعمل من اجل جميع اللبنانيين، ولا تفريق بين من سيوليها ثقته ومن سيحجبها»، مؤكداً أن «لا تسليم بمنطق المنتصر والمهزوم، وكل ذلك لن يكون من شيمنا لأننا نشأنا على احترام قيم العدالة والتسامح والمحبة»، داعياً إلى عدم الحكم «على النوايا والأشخاص بل على الأداء».
وأعلن أنه «لو لم نشكل الحكومة اليوم لكان من الصعوبة أن تشكل حكومة بعد اليوم»، مشيراً الى أنه «كان هناك تشكيلة جاهزة»، معرباً عن تقديره لما قام به رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهود «لأن الحكومة لم تكن لتبصر النور لولا تضحيته ووطنيته، فكيف سيتحفظ إذا كانت الحكومة تشكلت بجهوده»، كاشفاً أنه جرى بعض التعديل على التشكيلة.
وأوضح ميقاتي في حديث له مساء أمس أن اللجنة الوزارية لإعداد البيان الوزاري ستتألف صباح غد وستجتمع بعد الظهر لوضع الخطوط العريضة للبيان.
وأكد في حديث لقناة «الجديد»، أنه منفتح على معالجة استقالة وزير الدولة طلال ارسلان وتسمية أي شخص يريده، ولا مانع عندي بتاتاً بالنائب فادي الأعور، لافتاً إلى أن الحديث كان دائماً عن أن ارسلان يريد أن يتمثل شخصياً في الحكومة، ومشيراً إلى أنه توجد أصول لتقديم الاستقالة أولها أن تكون مرفوعة خطياً، مستغرباً أن يصدر كلام ارسلان اليوم عن رجل سياسي وريث عائلة سياسية كبيرة.
وعن وجود 5 وزراء من طرابلس في الحكومة الجديدة، رأى ميقاتي أن طرابلس تستحق ليس فقط العدد بل أيضاً المزيد من الاهتمام، ووجود 5 وزراء منها سيعطي حافزاً لطرح أي موضوع يتعلق بطرابلس على مجلس الوزراء.
وأكد أنه سيكون لكل لبنان. وأعلن أن زيارته الأولى ستكون إلى الجنوب لزيارة القوات الدولية والجيش اللبناني المتواجد على الحدود.
وأمام زواره مساءً قال الرئيس ميقاتي إنه أبلغ الرئيس سليمان خلال اجتماعهما ظهر أمس أنه لن يخرج من قصر بعبدا قبل تشكيل الحكومة حتى ولو اضطر للمبيت هناك.
وأبلغ ميقاتي زواره أن الحكومة ستعمل كفريق واحد، ملاحظاً انها حكومة متجانسة وجميع الوزراء لديهم الكفاءة العالية، مشيراً إلى أن البيان الوزاري سيتضمن بعض عناوين الموقف الذي أعلنه في قصر بعبدا.
وأشاد ميقاتي أيضاً بموقف الرئيس بري الذي كان قد أبلغه خلال اجتماع بعبدا أنه يأخذ على عاتقه تخليه عن الوزير الشيعي لحل أزمة التمثيل السني.
مستشار بري
وكان علي حمدان المستشار الإعلامي للرئيس بري قد أعلن أن الأخير ضحى بوزير من الطائفة الشيعية، لافتا في هذا السياق الى كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد إعلان التشكيل الذي أشار فيه الى انه لولا تضحية بري لم يكن للحكومة ان تبصر النور. وقال: «نكتفي بما أشار له دولة الرئيس ميقاتي. وهي تضحية من بري ليدخل فيصل كرامي».
وأضاف: «الرئيس بري يعتبر ان تمثيل المسلمين واحد»، موضحاً انه قام بهذه التضحية لـ»انقاذ الوضع الحكومي، وانقاذ البلاد من الازمة التي لها نتائج سلبية اقتصاديا واجتماعيا». وقال: «في ظل البراكين التي تتفجر في المنطقة حولنا من الأفضل للبنان أن تكون لديه حكومة متماسكة تستطيع أن تحيّده بالحد الأدنى عما يحصل في المنطقة، ومن هنا اتت تضحية بري بالتنازل عن مقعد شيعي لمصلحة الطائفة السنية».
قانصوه: الحكومة ستكون منسجمة
من ناحيته، اكد وزير الدولة علي قانصو في تصريح لـ«النشرة» بعد تسميته وزيرا ان الحكومة الجديدة ستكون منسجمة ومتضامنة لتحقيق حاجات المواطن المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وتصحيح الاجور والتفرغ لمواجهة ما يحاك للوطن من مؤامرات «إسرائيلية» واميركية.
ولفت قانصو الى ان الحزب السوري القومي الاجتماعي كان قد قدم تشكيلة من الاسماء لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومن كل الطوائف لاختيار من يشاء للتوزير.
جنبلاط
بدوره، اعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث لـ»المنار» ان الجميع اسهم على طريقته بتشكيل الحكومة، معتبرا ان «كل من شكك بقدرتنا على تشكيل الحكومة تنتابه غصة من المرارة».
من ناحية اخرى، شكر جنبلاط خلال اتصال هاتفي مع الرئيس بري جهوده التي ساعدت على تأليف الحكومة الجديدة. وتوجه جنبلاط بالشكر ايضا، بحسب بيان لمفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، الى «جميع القوى في الأكثرية الجديدة التي ساهمت وسهلت عملية التأليف»، آملا أن «يساهم تشكيل الحكومة في تكريس الاستقرار في البلد».
أرسلان يستقيل
وبعد وقت قليل من إعلان الحكومة عقد النائب ارسلان مؤتمراً صحافياً أعلن فيه استقالته من الحكومة وانتقد الرئيس ميقاتي وقال: ميقاتي تكاذب علينا وحاول إحراج المقاومة بأكثر من مناسبة وثبت أن هناك قرصنة على كل المستويات، معرباً عن أسفه لكيفية التعاطي مع الوزارات السيادية.
وقد قام أنصار ارسلان بقطع الطرقات في خلدة وعاليه وحاصبيا بحرق الدواليب ووضع الأتربة ما أدى إلى تدخل القوى الأمنية التي عملت على إعادة فتح هذه الطرقات.
وأفيد أن اتصالات حصلت مساء أمس ويتوقع أن تستكمل اليوم لبت استقالة ارسلان قبل موعد اجتماع الحكومة يوم غد.
أوساط «التغيير والإصلاح»
الى ذلك علمت «البناء» من أوساط تكتل التغيير والإصلاح أن التكتل لم يفاجأ بتوزير النائب السابق ناظم الخوري في الحكومة، لكون المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع وردت سابقاً إلى العماد ميشال عون لكنها لم تستوقفه لأنها كانت مُتَوَقَّعة بسبب تطلعات الرئيس ميشال سليمان في بلاد جبيل التي عبّر عنها جلياً في انتخابات العام 2009 الانتخابية. ونفت الأوساط وجود شرط مسبق لدى التكتل بعدم توزير شخص من كسروان أو جبيل من مجموعة رئيس الجمهورية، مؤكدة أن مجرد توزير الخوري ينفي كل تلك الشائعات. وأوضحت الأوساط أن لا اعتراض لعون على الخوري لسبب شخصي، ولا يمكن اعتبار التنافس السياسي أو الانتخابي سبباً للاعتراض.
أما عن مسألة المناطقية، فقالت الأوساط إن التكتل لا يعترض على وجود 4 وزراء من بينهم رئيس الحكومة من مدينة طرابلس، فكيف يعقل أن يقع الاعتراض من قبل التكتل على انتماء الخوري إلى منطقة جبيل.
وفي هذا السياق، دعا العماد عون تكتل التغيير والإصلاح لاجتماع تشاوري اليوم في الرابية.
صفير
ولفت في هذا السياق موقف للبطريرك السابق مار نصرالله صفير رأى فيه أن لكل من الرئيس سليمان والعماد عون مركزه وشعبيته إلا إذا كان هناك من يريد إزاحة الرئيس ليكون مكانه. وقال: «ربما يريد عون إزاحة سليمان ليكون مكانه رئيساً».
4 قذائف باتجاه بعل محسن
وبعد ظهر أمس أفيد عن سقوط أربع قذائف من نوع إينرغا بين جبل محسن وباب التبانة.
خطوات إصلاحية وأمنية في سورية
أما على مستوى الوضع في سورية، فقد وسعت القيادة السورية من نطاق الخطوات السياسية والإصلاحية التي بدأت بها قبل أسابيع، بالترافق مع الإجراءات الميدانية لتنظيف بعض المناطق من عبث المجموعات الإرهابية التي عملت مؤخراً على السعي لضرب الاستقرار وترويع الآمنين والاعتداء على القوى الأمنية.
وبعد نجاح الجيش السوري بتطهير منطقة جسر الشغور من فلول المجموعات المسلحة واعتقال الكثيرين منهم وهرب بعضهم إلى تركيا، بدأت تتكشف الفظائع التي ارتكبتها هذه المجموعات الإرهابية خلال سيطرتها على منطقة جسر الشغور بدءاً من المجازر الجماعية التي كشف عنها في المنطقة والتي تتضمن العشرات من جثث العناصر الأمنية الذين كانت المجموعات الإرهابية قد قتلتهم عمداً ونكّلت بهم.
اعترافات موقوفين
وقد أدت اعترافات العديد من عناصر المجموعات المسلحة إلى كشف بعض من ممولي هذه العناصر بالسلاح والمال، حيث اعترف عدد منهم بأنهم كانوا يتلقون السلاح من تركيا والمال من لبنان، ما يؤكد زيف الادعاءات الأميركية والغربية خلال الحوادث الأخيرة بما في ذلك ما قاله بعض المسؤولين الأتراك عما وصفوه «فضائح ترتكبها سورية».
وبث التلفزيون السوري اعترافات «الإرهابي» أنور نافع الدوش أحد عناصر «التنظيمات الإرهابية المسلحة» في مدينة جسر الشغور «التي نفذت المجزرة بحق عناصر الأمن وارتكبت العديد من الجرائم والفظائع التي روعت المواطنين ومن بينها اغتصاب وقتل أربع فتيات من مدينة حلب».
وأشار الدوش إلى أنه تلقى مبلغ 50 الف ليرة سورية ووعد بمبلغ 50 ألف ليرة أخرى، وكان يحصل على الأموال من شخص يدعى زعتر وهو الآن هارب إلى تركيا بعد إصابته، وكان يجلب الأموال من لبنان وهو «تعرف عليه» قبل 25 يوماً.
لجنة التحقيق
وفي هذا الإطار، أكدت اللجنة التي شكلها الرئيس السوري بشار الأسد للتحقيق في الأحداث التي شهدتها بعض المدن السورية ومنها درعا واللاذقية ودوما وبانياس وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، ان التحقيقات كشفت حتى الآن عن عدد من الحالات التي سببت ضرراً لبعض المواطنين.
وكشفت اللجنة خلال لقاء بثه التلفزيون السوري مساء أول من أمس انه بناء على التحقيقات التي أُجريت في مدينة درعا، قررت منع سفر محافظ درعا السابق فيصل كلثوم والعميد عاطف نجيب، مشيرة إلى أنه لا توجد حصانة لمن قام بجرم مشهود، موضحة أن إجراءات اللجنة أكثر من كافية لتطبيق القانون على الجرائم المرتكبة.
رئيس الحكومة السورية
وفي السياق الإصلاحي، اكد رئيس الحكومة السورية عادل سفر في حديث لصحيفة «تشرين» السورية ان الحكومة تعمل على وضع برنامج إصلاح للاقتصاد الوطني واضح جداً وشفاف، يطرح على جميع المواطنين والفعاليات الاقتصادية لمناقشته وإبداء ملاحظاتهم عليه.

واكد سفر ان الحكومة لم تتراجع عن الإصلاح، ولديها اليوم مجموعة من المحاور الإصلاحية الخاصة بالاقتصاد الوطني، وقد شكلت لجنة لمتابعة العملية الإصلاحية التي بدورها سوف تشكل لجاناً مبنية على المستوى القطاعي لوضع آليات وبرامج مستقبلية زمنية وعملية لتنفيذ عملية الإصلاح الاقتصادي في سورية ووضعها في الإطار الصحيح، مبدياً تفاؤله حيال ذلك
.
كذلك أعلن وزير المالية السوري محمد جليلاتي أن «الحكومة ممثلة بوزارته قررت التوقف عن طرح أذونات وسندات الخزينة بشكل موقت لعدم الحاجة إلى سيولة حالياً»
.
ولفت جليلاتي في تصريح لصحيفة «الوطن» السورية إلى أنه «كان من المقرر طرح سندات الخزينة اليوم (امس) إلا أن هذا الطرح ألغي لعدم الحاجة إلى سيولة حالياً».

القاصد الرسولي
إلى ذلك أعلن القاصد الرسولي في سورية المونسنيور ماريو تزيناري انه «لم نشهد حتى الآن أي هجمات ضد الكنائس أو رجال الدين».

وفي نداء أطلقه من خلال وكالة «اكي» الإيطالية للأنباء أوضح المونسنيور تزيناري ان «الأمر الأكثر إلحاحاً أن على جميع الأفرقاء إيجاد حل من خلال الحوار وليس عن طريق السلاح».

ومن ناحيته، لفت الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين زهير سالم الى ان «القناة الثانية «الإسرائيلية» قامت بـ«فبركة مقابلة مع بعض رموز المعارضة السورية، ومنهم المراقب العام السابق للجماعة علي صدر الدين البيانوني» في سورية، مشيراً الى ان «المقابلة التي بثتها القناة «الإسرائيلية» الثانية، في إطار الحملة لتشويه صورة جماعة الإخوان المسلمين، هي في أصلها مقابلة أجرتها معه عام 2006، قناة تلفزيونية إسبانية، وقد جرى العبث بها وفبركتها.

كذلك ادعت منظمات سورية معارضة تطلق على نفسها انها تعنى بحقوق الإنسان انه جرى اعتقال 47 شخصاً في اليومين الماضيين.

البيت الأبيض
وأمس كرر البيت الأبيض إدانته لما يسمى «أعمال العنف التي تقوم بها الحكومة السورية».

السابق
النهار: حكومة الأكثرية، مفاجآت التوقيت وكسر المثالثة ورعاية الأسد
التالي
حكومة كل الأكثرية وكل الحصص …