جنبلاط يعدل في موقعه ولا يستدير…ومعيار حزب الله المقاومة

في ضوء الحديث المتكرر في الأوساط السياسية والإعلامية عن استدارة مستجدة لزعيم المختارة تمليها طلائع المتغيرات التي ضربت المنطقة وأصابت النظام السوري، فإن مصادر مطلعة على أجواء علاقة جنبلاط بحزب الله وسورية، أكدت  أن الكلام عن التموضع السياسي الجديد "ليس دقيقاً ولا يعبّر عن حقيقة موقف جنبلاط الحالي وأبعاده وموجباته"، مشيرة إلى أن "ما يريد جنبلاط قوله واضح وبسيط، وهو لسان حال مختلف الشرائح الشعبية التي تسأل الأكثرية النيابية الحالية بوصفها المسؤولة عن تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، عن سبب تأخر هذا التأليف"، وأضافت المصادر: "لا يمكن إقناع الشارع اللبناني بأن حزب الله لا يستطيع الضغط على حلفائه، حتى وإن كان فعلاً غير قادر على ذلك، وهذا ما عبّر عنه جنبلاط بطريقته".
تعزيز الوسطية
وإذ رفضت المصادر عينها تحميل تصريحات جنبلاط أكثر مما تحتمل، حاصرة إياها في إطار السعي لتسريع ولادة الحكومة منعاً لمزيد من التململ في القواعد الشعبية لجهة الشلل الحاصل وخوفاً من وقوع أحداث لم تكن في الحسبان داخلياً أو اقليمياً قد تدفع الى تدهور الوضع اللبناني، اعتبرت أوساط سياسية متابعة أن "حراك جنبلاط إنما ينمّ لا شك عن رغبة لديه في إعادة تصويب موقعه السياسي في الوسط، بعد أن جرفته الأحداث المتسارعة باتجاه فريق 8 آذار أكثر".
وإذ تقر الأوساط السياسية أن جنبلاط "ليس بوارد العودة مطلقاً إلى اصطفاف قوى 14 آذار"، إلا أنها أكدت أنه "بصدد تعزيز وسطيته وتوسيعها لتشمل قوى سياسية أخرى، من بينها إلى جانبه والرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب مقياتي، الرئيس نبيه بري والرئيس أمين الجميل، على أن تكون علاقة جنبلاط بكافة الأفرقاء السياسيين الآخرين جيدة وتنطلق من قاعدة بات يرددها كثيراً في الآونة الأخيرة، وهي أن انقطاع التواصل بين الأفرقاء لم يحصل في عزّ الحرب الأهلية العبثية".
استعادة التفاهم
وضمن هذه القراءة التحليلية، تضيف الأوساط السياسية بالقول: "انطلاقًا من إدراك جنبلاط بأنه من غير الوارد البقاء على انقطاع مع أيّ من اللبنانيين، فهو يوقن أنه لا يجوز بقاء الانقطاع الحاصل في علاقته مع الرياض ومع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز تحديداً الذي يستمر بوصفه "الأخ الأكبر لكمال جنبلاط"، ولذلك فهو يجري سلسلة مراجعات ولقاءات بهدف إعادة تنقية هذه العلاقة، ويدرس السبل الآيلة لاستعادة التفاهم مع السعودية وإن تطلّب الأمر خريطة طريق شبيهة إلى حدّ ما بتلك التي سار عليها لاستعادة علاقته بالنظام السوري، مع فارق في الشكل طبعاً، وهو في هذ المجال يتعمّد التصويب على الفريق الشيعي المتمثّل بحزب الله، بما يعنيه ذلك من رسائل مشفّرة إلى الشارع السنّي".
في المقابل، رفضت أوساطٌ قريبة من "حزب الله" التعليق على مواقف جنبلاط، مكتفيةً بالرسالة التي أطلقها نصرالله باتجاهه، وقالت إن "علاقة "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" راسخةً رسوخ الأخير في الالتزام بثوابت المقاومة، أمّا الباقي فمجرّد تفاصيل تُبحث بإيجابية".

السابق
المركزية: تشكيلة ميقاتي نحـو خواتيمها والولادة على الابواب
التالي
فتفت: توافر الظروف الامنية يعيد الحريري في ساعات