من يخت في البحر إلى هيفا وماجدة وشاكيرا

لا تكتفي السياسة بالهيمنة على كل مفاصل حياة المواطن، بل تبيّن أنّها تتسلّل إلى أعماق الشباب، وتمتلك مخيّلتهم وتستوطن في لا وعيهم، حتى تصبح جزءا من أحلامهم. ولولا بعض فلتات الشوط، حين تتكودر الأحلام في قضايا غير سياسية، لأمكن القول إن معرفة انتماءات وميول الشباب السياسية مُتاحة انطلاقا من أحلامهم…

"نزع سلاح حزب الله"، "الإلتقاء بشاكيرا"، "لبنان الـ10452 كلم مربع"، "إمتلاك يخت"، "إهداء هيفا وهبي أغنية"… أحلام متعددة تراود الشباب الذين يعيشون على أمل تحقيقها يوما ما.

"حان الوقت ليضع السيّد حسن نصرالله السلاح في خدمة المؤسسة العسكرية، وإلّا كيف يمكن أن نحلم بغد أفضل ولبنان بلد التقلّبات؟" بشيء لا يخلو من الحماسة يتحدث سامي حمد عن حلمه. ويتابع موضحا: "ربما سمح سلاح المقاومة للبنان بأن يربح معركة، إلّا أنّه قد يدفعه إلى خسارة حرب برمّتها، في ما لو استمرت لغة التهديد والوعيد قائمة".

وحين ينتقل سامي إلى الحديث عن حلمه الثاني، سرعان ما ترتسم الضحكة على محيّاه، قائلا: "أحلم بشراء يخت أعيش على متنه طوال حياتي مع أسرتي، ولا سيما أنّ علاقة وطيدة تجمعني بالبحر، فهو يختصر معاني الحياة برمّتها". ويضيف: "لا شك في أنني أرغب في اقتناء اليخت وأنا في ريعان شبابي، ولكنني لست مستعدا لأن أحوّل حياتي جحيما لتأمين المبلغ الكافي لشرائه".

أغنية لنوال وأخرى لهيفا

بالنسبة إلى جواد مزهر (20 عاما) يعترف بأن أحلامه متعدّدة، تبدأ بإهداء أغنية إلى هيفا وهبي، وتمرّ بلقاء شاكيرا. أما عن النهاية، فيؤكّد "أن لا حدود لأحلامه". علاقة وطيدة تجمع بين مزهر وأضواء الشهرة، ولو أنه لا يزال خلف الكاميرا يتابع تخصصه بمجال المرئي والمسموع، وفي الوقت عينه بصدد كتابة مسلسل عربي. بشيء لا يخلو من الحماسة أيضا، يتحدث جواد عن شغفه بعالم الشهرة، فيقول: "منذ طفولتي تأثرت، ولا أزال، بالنجمة برتني سبيرز. وكنت أعمد إلى تسجيل فيديو كليباتها لأعيد مشاهدتها. وفي مرحلة لاحقة أعجبت بشاكيرا". ويضيف ممازحا: "إلّا أن برتني تبقى حبّي الأول!"

قبل أن يكون لجواد أحلامه العالمية، هو في الأساس مولع بكتابة الأغاني، "حتى الآن أملك نحو 50 أغنية، وأنتظر الفرصة المؤاتية لكي أهدي واحدة منها إلى هيفا وهبي، وأخرى إلى نوال الزغبي ونجوى كرم".

مزرعة ومحميّة طيور

حبّه للطبيعة، جعل الشاب محمود فقيه يحلم بتكوين أسرة وإنجاب أولاد وامتلاك منزل في القرية، إلى جانب مزرعة صغيرة ومحمية طيور بعيدا من ضوضاء المدينة

وخارج حدود ذبذبات التلفزيون وشاشة الكمبيوتر. "حبي للطبيعة ولد معي منذ كنت كشافا صغيرا، فبات الاهتمام بها والعيش فيها حلما يراودني، بعدما أصبحت بيروت غابة إسمنتية".

إزاء الحماسة التي يبديها محمود لهذا الحلم، يؤكّد أنه سيتحقق يوما ما: "هو ليس قصر سندريلا، ولا ينتظر فانوس علاء الدين، إنما يمكن أن يتحقق يوما طالما هناك إرادة".

متى المصالحة المسيحية – المسيحية؟

"لبنان البشير، "حلم الـ10452 كلم2" وغيرها من التسميات التي تختصر ما تحلم به الشابة كريستين لبكي، فتوضح: "أحلم بلبنان السيّد، الحرّ، المستقلّ لجميع أبنائه أرضا وشعبا ومؤسسات، بعيدا من المربّعات الأمنية، والتجزئة، والتقسيم والتوطين".

لا تتذكّر كريستين جيّدا متى بدأ يراودها هذا الحلم، وعلى حد تعبيرها "ولدتُ وأنا أتنفّسه!"، وتوضح: "بدأت الفكرة تكبر معي منذ تفتّحي على قضيّة لبنان والدفاع عن المصير. لا أنكر أنني تأثرت بأفكار شهيد الجمهوريّة الرئيس بشير الجميّل ومبادئه حين قال: لا نريد أن نعيش في مزرعة".

ما يزيد كريستين تعلقا بهذا الحلم، هو الانقسام السياسي الحاد ولا سيما بين المسيحيين: "في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والوصاية السورية، والاعتداءات المتلاحقة، تبدلت أمور كثيرة، إلا أنّ الانقسام المسيحي زاد شرخا وعمقا، وكأن الوحدة داخل الصف المسيحي مستحيلة، أو أنها ليست من مصلحة أحد". وتضيف: "المؤلم أن من سبق أن قاد حربا لإسقاط السلاح، هو نفسه اليوم من يدعم بقاءه". ولكن على حد تعبير كريستين: "لا شيء مستحيلا، كما يقول الدكتور سمير جعجع: "لا يموت حقٌ وراءه مطالب"، ولبنان كما رسمه الدستور اللبناني هو مطلبٌ اليوم في ظل الانقسام الحاد بين القطبين السياسيين".

مقابلة ماجدة الرومي

بشيء لا يخلو من الحرقة، تحلم دانيا عريسي بأن يأتي يوم "لا يقف فيه أي شاب على أبواب السفارات طامعا بالهجرة،". وتضيف: "يصعب إقناع أترابنا بجدوى البقاء في لبنان في وقت لا يتردد السياسيون في تهميشهم وتحويلهم مجرّد أصوات في صناديق الاقتراع". وتضيف: "نحلم بأن تتسنى لنا فرصة الوصول إلى مراكز ريادية في وطننا ونحقق النجاحات بدعم من دولتنا وتحفيز منها".

إلا أن هذا ليس حلم دانيا الوحيد، فتقول: "بما أنني أتخصص بمجال الأعلام، أطمع بمقابلة السيّدة ماجدة الرومي نظرا إلى المحبة التي أكنّها لها، والرمز الوطني الذي تجسده لأبناء هذا الجيل. فكل ما تنشده يحمل رسائل وطنية، تشدنا إلى التمسُّك بأرضنا وجذورنا".

2000 ليرة فقط

من الطبيعي أن تتنوع أحلام الشباب مع تطور نظرتهم إلى المستقبل، إلّا أن "حلم الفوز بورقة لوتو هو الوحيد الذي يكبر معهم ويدغدغ مخيلتهم على الدوام". فهل تنجح الـ2000 ليرة في تحقيق أحلام الشباب كاملة؟

السابق
دو ليتوال زار حايك
التالي
بلدية النميرية: رَدّ على الرد