السيجارة إدمان والاقلاع عنها ممكن… وممتع

السيجارة تلك التي "بتعطي شي حلو بس بتاخد كل شي حلو"، هل يمكن الاستغناء عنها؟ البعض يشكك في الأمر وآخرون يقولون "بلى، الامر ممكن وممتع". شهادتان لـ"نهار الشباب" عن رحلة طويلة مع السيجارة ثم رحلة الاقلاع عنها.
كان مصطفى قنديل في العشرين من عمره عندما بدأ التدخين. "كان ولعي بالسيجارة بلا حدود إلى درجة أنني كنت أدخن ثلاث علب في اليوم طوال 28 سنة، كنت مقتنعاً بأن التدخين ضار ولا فائدة منه، لكني لم أجد من يقف إلى جانبي ويحفزّني على اتخاذ القرار".

وفي لحظة، كأنها قدر، شاهد عبر احدى شاشات التلفزة الاختصاصية ريما خليل، تتحدث عن العلاج والسبل البديلة للإقلاع عن التدخين وهكذا بدأ مشواره الجديد مع العلاج الذي أقنعته به خليل، وأنهاه في غضون ستة ِأسابيع. واليوم، بعد نحو تسعة اشهر، قنديل خالٍ من دخان السيجارة، "ولن أعود إليها مجدداً مهما كان الثمن".

لا يخفي قنديل ان المرحلة الأولى كانت صعبة جداً لأن الإنسان ضعيف بطبيعته "لكن أعتبر ما حققته إنجازاً بدّل نمط حياتي وأشعرني بالنظافة الجسدية والنفسية أكثر من أي وقت مضى".
وتختلف الشهادة وظروف الإدمان وتبقى النتائج واحدة: رغبة لينا صالومي في التدخين كانت من الأمور الأساسية في حياتها، رافقتها السيجارة نحو عشرين عاماً من دون مشكلات صحيّة تذكر. "تعلقت بالسيجارة كثيراً منذ المراهقة مع أني أمارس الرياضة دونما توقف لكونها مهنتي".

وكيف جاء قرارها بالتوقف عن التدخين واللجوء إلى العلاج؟ "شعرت بأن محيطي بات ينزعج من رائحتي. كذلك قرأت في إحدى الصحف إعلاناً عن كيفيّة معالجة إدمان النيكوتين". تردّدت قليلاً ثم لجأت إلى اختصاصية للحصول على مساعدتها، وهكذا حصل.

من المعلوم ان كل من يقلع عن التدخين تزداد لديه الشهيّة إلى الطعام، فهل كانت تخشى هذا الأمر؟ "منذ بداية العلاج، كان شرطي الوحيد المحافظة على وزني، وهذا ما حصل، وقد ساعدتني في متابعة نظام غذائي سليم من دون الشعور بأي نقص أو حرمان".

الإرادة مفتاح العلاج
مما لا شك فيه ان العلاج المبكر للتدخين يبعد شبح المرض عن المدمن. من هنا اهمية استشارة طبيب اختصاصي لانه يساعد المريض في تخطي الازمة بسهولة كبيرة.
في هذا السياق، تقول المعالجة لإدمان النيكوتين ريما خليل: "من المهم جدا ان نضع مع المدمن برنامجا متكاملا لصحته، يبدأ بابتعاده من الأماكن حيث يوجد مدخنون. كما نطلب من المدخن عدم شرب الكحول، باستثناء البيرة الخالية من الكحول، ونضع برنامجا رياضيا يتناسب وحال كل مدمن لازالة الضغط النفسي اليومي".

ويكتمل العلاج من خلال وضع لائحة، بأطعمة تتضمن نسبة محدودة من الوحدات الحرارية. لكن في رأي خليل "المهم ان يتفق المعالج مع مدمن التدخين على ان يتابع العلاج ويخفف اعداد السجائر او السيجارة بمعدل اسبوعي يتفق عليه وفقا لكل حالة. فالمتابعة هي اداة تضمن استمرار العلاج بارادة صلبة تتفاوت ما بين مدمن وآخر".

ومن الادوات التي تساعد على الاقلاع عن السيجارة أشياء تشبهها، طويلة ورفيعة تذكّرهم بالسيجارة مثل "عود السوس او الخيار او الخس او كرة الستريس المطاطية، او كل ما يشغل الفم ويحول نكهة السيجارة طعماً كريهاً، مثل معجون الاسنان وأي طعم قوي كالنعناع والسوس والحامض… مع تشجيع المدخنين على شرب الزهورات والمياه والعصير بسعرات حرارية خفيفة تسد الجوع وتجنبهم الامساك والسمنة، فضلاً عن أنواع من العلكة".

وتشير خليل إلى ان العلاج هو بمثابة ارشادات اساسية للمدمن تساعده في وضع حد لإدمانه، "نمنحه ثقتنا ودعمنا المعنوي، ونساعده بالبدائل والأدوات للتغلب على تلك العادة المتنقلة بين اليد والفم".

السابق
اعتداء بسبب زمّور سياسي؟
التالي
 من أين يبدأ إلغاء النظام الطائفي في لبنان؟