كنعان: لا عودة الى الوراء والتغيير آت

 أقام التيار الوطني الحر في المملكة المتحدة عشاءه السنوي بمشاركة وزيري الطاقة والمياه والسياحة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وفادي عبود، النائب ابراهيم كنعان، القنصل مروان فرنسيس، رئيس الرسالة اللبنانية المارونية الأب شربل قزي، رئيس الرسالة الأرثوذكسية سمير غلام، رئيس الرسالة الكاثوليكية الأب شفيق ابو زيد، رجل الأعمال الياس بو صعب، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والطوائف الإسلامية وحشد من ابناء الجالية اللبنانية في بريطانيا واعلاميين.

بداية، تحدثت عريفة الإحتفال التي اشارت الى ان في بداية التسعينات كانت الهجرة التي شكل معها المنفى ارضا خصبة لزرع بذور التغيير والإصلاح.

كنعان

والقى كنعان كلمة قال فيها: نحتار ماذا نقول عندما نتحدث في بيتنا، في المكان الذي انطلقنا منه، امام شباب ناضلوا طوال عشرين عاما ولا يزالون. ناضلوا بفلس الأرملة الذي ليس ماديات فقط، بل تضحيات كبيرة معنوية وعائلية واجتماعية، وقهر وعذاب، وحرية منتقصة وكرامة مهدورة. ومن لا يعرف هذه الأمور، لا يعرف قيمة لا السيادة ولا الإستقلال. من لم يعرف قيمة الظلم والسجن من اجل رأي، والمنع من العودة الى الوطن الا خلسة، لا يعرف بماذا نحتفل اليوم.

وتابع: لقد ساهمنا بنضالنا في كسر عقدة الخوف وعدم التجرؤ على قول الحقيقة كما هي مهما كانت صعبة. طوال فترة نضالنا لم نختر كلماتنا، لا قبل العام 2005 ولا بعده، وفي ما قمنا به شهادة مسيحية ووطنية نقدمها للبنان باسم كل شباب التيار الوطني الحر.

وأردف: تذكر العشاء الأول الذي اقمناه في لندن، في اوائل التسعينيات. في تلك الفترة، كانت قد وقعت معاهدة الأخوة والتنسيق مع سوريا، وتعرفون اين كنا آنذاك واين اصبحنا، لأن السيادة بالنسبة الينا لا تتجزأ. تحدثت في ذلك العشاء، وكان هناك من اعتبر ان الأمور انتهت ما بعد الثالث عشر من تشرين الأول 1990. وأكدنا في حينه ان ما اعتبره البعض النهاية، في الواقع لم ولن يكون الا البداية. واليوم، مع كل حال الخوف الموجودة، ومع كل القلق الذي نفهمه نحن الذين يمسكون بملفات المال والطاقة والإتصالات والسياحة، نقول من هذا المنبر الا عودة الى الوراء وأن التغيير آت والإصلاح قادم.

وقال كنعان: في ما بيننا اليوم وزيران جبران باسيل وفادي عبود. الوزير باسيل تسلم الإتصالات السياسية والهاتفية والطاقة والكهرباء، وهو الوزير المشاكس، واحد عناصر الدعم التي يزخر بها التيار. وكلنا مشاكسون ومشاغبون في سبيل الحق والقانون وتحقيق دولة الحقوق لا المصالح، فالفارق كبير بين منطق المصالح التي تلتقي ظرفيا وتفترق عند اول قطوع، وبين منطق الحقوق والقانون الذي ندافع عنه وقد دافع عنه شربل نحاس امس امام مبنى وزارة الإتصالات ولم يخف من البندقية التي رفعت في وجهه. هو منطق وزراء التغيير والإصلاح الذين يدافعون عن فكرة جديدة لوطن من خلال خطط واعمال لا صفقات ومصالح.

أضاف: في المجلس النيابي يقوم بالدور الإصلاحي جميع النواب. انتم تسمعون بأعمال لجنة المال او بما يقوم به ابراهيم كنعان. ولكن هذا العمل لا يمكن ان يحصل من دون التعاضد والتعاون بين كل النواب وكل المؤمنين بهذه الافكار. ما رأيتموه في المجلس النيابي ليس كيدية. وعلى اللبنانيين ان يعتادوا على ان المحاسبة اساس الديموقراطية، وهو امر ما كان ليحصل لولا التعاون بين الجميع ولولا فلس الأرملة الموضوع بين ايدينا. الأمل كبير على الرغم من القلق والشكوك التي تعتري البعض منا، ونحن رسل الجمهورية الثالثة وسنحققها قريبا.

عبود

وكانت مداخلة مقتضبة لعبود عن السياحة وما قامت به الوزارة لإعادة لبنان الى خريطة العالم، بدءا من اسعار بطاقات السفر المرتفعة الى لبنان والتي يتم العمل على خفضها وتأمين سفرات بأسعار مخفضة، فضلا عن العمل على تحسين الوضع على الحدود اللبنانية – السورية لجهة انشاء استراحة تليق بالمسافرين، وهو امر وضع على السكة الصحيحة.

وذكر بعديد الشرطة السياحية القليل نسبة الى متطلبات العمل، فضلا عن العمل على تفعيل سياحة المؤتمرات والمعارض والسياحة الدينية، داعيا الحضور الى زيارة لبنان خلال فصل الصيف، مؤكدا ان مسيرة التغيير والإصلاح ستستمر وان الوضعين المالي والإقتصادي بخير.

باسيل

وتحدث باسيل متوجها الى الحضور بالقول: انتم تمثلون جالية لبنانية مناضلة عانت ما عانته، ولا احد منكم بقي هنا، الا لأنه يفتقد الى لبنان الدولة، وهرب من لبنان المزرعة. واليوم الصراع هو نفسه، وهو ما يدفعنا الى المشاكسة لأن لا بديل عن ذلك لمواجهة الباطل. نحن بلد يعشش فيه الفساد، واصبحنا نعيش متفرجين على الفساد وكأن الخطأ بات شيئا عاديا. واجبنا كمسيحيين الشهادة للحق، ونحن في حال تقصير على هذا الصعيد، وعلينا القيام بأكثر من ذلك لمواجهة التخريب المتعمد والمبرمج لإيصال الدولة الى ما آلت اليه.

أضاف: يعرف عنا في التيار اننا لا نخاف. ومن اعظم الأمور ان يكون الإنسان وحده عندما يكون على حق. الخوف الحقيقي هو عندما وصلنا الى السلطة، من مغريات السلطة. وقد تخطينا هذه المرحلة، ولربما الحرب علينا اليوم، لأنهم يئسوا من امكان خضوعنا للمغريات.

وتابع باسيل: الإنقلاب لم يبدأ بالأمس، بل بدأ ما بعد العام 1990، وفي العام 1992 مع المدرسة التي خربت لبنان. الإنقلاب حدث عند الخروج عن دستور الطائف الذي ارتضيناه لتمرير مرحلة، ولكننا لسنا راضين عنه. واليوم، هناك من يسعى الى تفكيك الدولة وانشاء مؤسسات بديلة، ليضيع القرار. اليوم علينا العودة الى الدستور والقانون ليبقى لدينا اطار نحتكم اليه. وهو ما نحارب من اجله اليوم.

وقال: ليس قليلا ما حدث منذ أيام. هناك مدير عام في حقه اكثر من مراجعة قضائية، ومن احالات بتهمة تزوير مستندات. في المقابل، هناك وزيرة مال ترفض الخضوع للمساءلة النيابية، وترفض ارسال من يمثلها. وهل اكثر من ذلك من خروج عن الاصول الدستورية والديموقراطية والنظام البرلماني. يسرقون الناس ويرفضون الخضوع للمساءلة. لهذا المستوى وصل البلد. لذلك نقول اننا مقصرون في المواجهة ويجب القيام بأكثر من ذلك.

أضاف: نقول الأمور بوضوح، من يخاف على مصالحه عليه الا يأتي الى الحكم، من سيخاف من الضغوط الخارجية ولا يعرف كيفية مواجهة مرحلة صعبة مقبل عليها لبنان، يجب الا يأتي الى الحكم. ومن يفكر بحكومة انتقالية عليه الا يأتي الى الحكم، لأننا لا يمكن ان نستمر في فترات انتظار وبمراحل انتقالية. والبدعة الثانية هي حكومة الأمر الواقع، وهي حكومة الهروب من الواقع، لأنها خروج عن الأعراف الديموقراطية وخلق لثوابت واعراف يعرف من يروج لها ان أمدها هو لحظة اعلانها. لقد اسقطنا الأكبر من ذلك ولن نخاف من شيء. الهروب من الواقع وافتعال عنتريات لا ينفع. من يريد ان يكون قويا فليكن كذلك بناسه وشعبه، لا ان يسعى الى اضعاف غيره. ليس كذلك يبنى الوطن، والثقة بين بعضنا. نحن دعونا خصومنا للعودة الى طريق الصواب لبناء الدولة معا. فميزة لبنان في تعدديته، ونريده وطنا يقاوم كل محتل وكل فاسد.

وتخلل العشاء فيلم عن مراحل تأسيس التيار في بريطانيا مع كنعان ومجموعة من الناشطين الذين جاءوا الى لندن بعد الثالث عشر من تشرين. كما عرض فيلم عن انجازات تكتل التغيير والإصلاح في السنوات الماضية.

وفي ختام الإحتفال، تسلم باسيل وعبود وكنعان دروعا تذكارية من التيار الوطني الحر في المملكة المتحدة حفرت عليها عبارة تقديرا لمن يرسخ التغيير ويعمل على الإصلاح.

وكان باسيل وعبود وكنعان شاركوا في قداس اقيم في كنيسة سيدة لبنان في لندن ترأسه رئيس الرسالة اللبنانية المارونية، تلاه لقاء في باحة الكنيسة مع ابناء الجالية. 

السابق
“صباح” التركية: اردوغان وجّه رسالة قوية للأســد
التالي
المنار: نحاس وجه ضربة قاسية لـ”جمعة حماة الديار”